عماد الدين أديب
تعبنا من كثرة الحديث الآن عن حقوق الإنسان فى ظل جرائم الإرهاب!
بالتأكيد مسألة حقوق الإنسان هى قضية القضايا لأى مجتمع يسعى إلى احترام نفسه ومواطنيه، ولكن هنا الأمر يصبح صحيحاً مائة فى المائة فى ظل أوضاع استقرار ورسوخ الأمن الداخلى والسلم الوطنى.
وكما يقولون فى «الأوضاع الاستثنائية لا بد من اللجوء إلى الإجراءات الاستثنائية».
وفى الديمقراطيات الراسخة مثل بريطانيا، قال ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا حينما تعرضت ضواحى لندن إلى «عمليات إرهاب محدودة» إن «وظيفة أى حكومة فى بريطانيا والعالم هى منع الإرهاب بأى ثمن».
وأضاف كاميرون «لا تحدثنى عن الحريات وعن حقوق الإنسان، حينما يكون الإرهاب هو الخطر الرئيسى الذى يهدد البلاد». لذلك كله أشعر بالغثيان حينما أسمع تنظيرات وفلسفة من يرفضون العنف الذى تقوم به أجهزة الدولة ضد عمليات الإرهاب والتخريب والتفجير والاغتيالات. نعم، لا أحد مع الاستبداد أو الإجراءات الاستثنائية، ولكن حينما يكون ذلك فى زمن السلم والاستقرار، وحينما تكون البلاد خالية من الإرهاب.
لكن البعض يريد من رجال الأمن المركزى أن يلقوا الزهور على قاتليهم، ويريدون من رجال الصاعقة فى سيناء أن يوزعوا زجاجات عطر فرنسى على مطلقى قذائف الجرينوف على آلياتهم!
البعض يحدثنا عن مسألة «الضمير فى استخدام العنف»، ونقول لهم نعم نحن أيضاً مثلكم ضد العنف، ولكن الرسول المعصوم، سيد الخلق، عليه أفضل الصلاة والسلام قال لنا «من حمل علينا السلاح فليس منا».
إن رسول الحرية والتسامح ما كان له أن يقتل رجاله دون وجه حق.
إننا نسأل من البادئ دائماً بالعنف؟ هل قوى الإرهاب أم قوى الأمن؟. من هم أول ضحايا رابعة العدوية هل هم أنصار الإخوان أم 3 من جنود الأمن المركزى؟.
من الذى ألقى المدنيين من أعلى البنايات؟.
من الذى حرق مبنى شركة المقاولون العرب؟ من الذى قتل ضباط وجنود الجيش وهم فى طريق عودتهم من عطلتهم؟ من الذى حرق الكنائس ودور العبادة المسيحية ومن الذى اعتدى على كنيسة السيدة مريم بالوراق؟.
صدق رسول الله حينما قال: من قتل معاهداً لم يرُح ريح الجنة». يا رب أنت المطلع على الضمائر اهدِ شبابنا فبعضهم لا يعقلون.
نقلاً عن "الوطن"