توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة... خطة ترمب وخروج «حماس»

  مصر اليوم -

غزة خطة ترمب وخروج «حماس»

بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

السعودية ودول الخليج العربي معها، وجميع الدول العربية والإسلامية تقف صفاً واحداً تجاه «القضية الفلسطينية» ووجوب دعم «حل الدولتين»، ولهذا دعموا جميعاً «خطة ترمب» لحل الأزمة في غزة، بعيداً عن الاتفاق غير المكتوب بين اليمين الإسرائيلي وحركة «حماس» على حرق غزة في حروبٍ عبثيةٍ كل بضعة أعوامٍ، مع إصرار الطرفين على إفشال إقامة الدولة الفلسطينية، باسم الآيديولوجيا وباسم الخرافة، وبعيداً عن حقوق الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره وبعيداً عن أي حلٍ سياسيٍ حقيقيٍ.

تشابه الآيديولوجيون علينا، كما جاء من قبل في القرآن الكريم في قوله تعالى:

«إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا» بحيث تجد نمط التفكير وطبيعة الرؤية ونوع الأدوات تتشابه بين هذين الطرفين على تناقضاتها، فتفكير نتنياهو لا يختلف عن تفكير قادة «حماس»، وتفكير نتنياهو لا يختلف عن قادة «المقاومة» مع فارقٍ بسيطٍ، هو أنه حين يجلبهم لساحته بعيداً عن العقلانية والواقعية السياسية قادرٌ على سحقهم سحقاً مبرماً، بالقوة العسكرية وبالتحالفات الدولية وبالحماية الأميركية، ولكنهم - ويا للمفارقة - يسيرون خلفه حذو القذة بالقذة.

مرحلة دعم القضية الفلسطينية بالشعارات والمزايدات، انتهت بانتهاء الأنظمة العربية صاحبة الشعارات الفارغة والمزايدات الجوفاء، التي تكشف وثائق قادتها في كل يومٍ عن أنهم لم يكونوا سوى مزايدين في سوق الجماهير الغوغائية بعيداً عن إدراك أهمية القرارات السياسية والوعي السياسي في التصور ورسم الخطط وتبني الحلول العملية، ولهذا كانوا خاسرين دائماً وأبداً، وعلى مدى عقودٍ في مواجهة إسرائيل.

النهج السياسي الجديد، الذي تقوده السعودية ودول الخليج العربي وحلفاؤهما حول العالم، أجبر «نتنياهو» المتغطرس والمتطرف على الخضوع للغة العقل وحكم القوانين الدولية ومؤسساتها وحسابات الأرباح والخسائر، وهو في لحظةٍ تاريخيةٍ إن انحاز فيها للآيديولوجيا والخرافة فسيجعل دولة إسرائيل تخسر بشكلٍ فظيعٍ وتاريخيٍ على مدى العقود المقبلة، وإن انحاز للواقعية والعقلانية والمصلحة فسيضطر مرغماً إلى الخضوع للخطط المطروحة والخيارات المحدودة التي أمامه، ومنها «خطة ترمب».

إدارة الفلسطينيين والعرب والمسلمين للقضية الفلسطينية كانت خاطئةً، وكانت مجالاً رحباً للمزايدات والشعارات مع جوقةٍ من المثقفين والمفكرين والكتاب، التي كانت تحرض الجماهير على تبعية الحماسة الجماهيرية وامتطاء العنتريات الفارغة لتحصد بعد ذلك الهزائم المنكرة سياسياً وعسكرياً وعلى المستويات كافة، ولكن المعادلة اليوم اختلفت، وذلك حين أصبحت السلطة الفلسطينية تستمع جيداً للدول العربية الداعمة لها وعلى رأسها السعودية، وتلملم أطراف شعثها السياسي والإداري والقيادي، وتتخذ قراراتٍ سياديةٍ لترتيب السلطة، كان ينبغي أن تتخذها منذ سنواتٍ طويلةٍ، وباتت تنصت راضية أو مجبرةً لما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة، بعيداً عن أي تكتلاتٍ سابقةٍ أو مصالح شخصيةٍ أو فئويةٍ قديمةٍ، فتمت إصلاحاتٌ مهمةٌ وفاعلةٌ في بنية السلطة الفلسطينية نفسها وذلك لمصلحتها ومصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

لم يكن اعتذار نتنياهو من قطر من داخل البيت الأبيض عبثاً، بل هو تعبيرٌ عن ندم الآيديولوجيا حين تتهور سياسياً، ولم يكن مؤتمر «حل الدولتين» في الأمم المتحدة بقيادة السعودية وفرنسا عبثاً، بل هو خطوةٌ على الطريق الطويل، ولكن بالاتجاه الصحيح لأول مرةٍ، ومن ثم لم تأت رؤية الرئيس ترمب للحل في غزة إلا نتيجةً لتفاعل جميع العناصر السابقة مع بعضها لنصل إلى هذه النتيجة اليوم.

وافقت أهم الدول العربية والإسلامية على خطة الرئيس «ترمب» لأنها خطةٌ عمليةٌ لإنهاء مأساة غزة والفلسطينيين، ولبداية تلمّس طريقٍ حقيقيٍ لإنهاء مأساة القضية الفلسطينية بحلٍ عادلٍ وكاملٍ وقابل للحياة، ما سيشكل تحولاً تاريخياً للمنطقة بأسرها باتجاه المستقبل بعيداً عن إحن الماضي القريب والبعيد وهوياته القاتلة والنظر نحو بناء تاريخٍ جديدٍ في المستقبل يمثل فعلياً «أوروبا الجديدة» مهما رفض المتطرفون من كل حدبٍ وصوب.

بعدما شفى نتنياهو غليله اليميني المتطرف من قتل الفلسطينيين وتهجيرهم، وافقت حركة «حماس» بعد عشرات الآلاف من القتلى الفلسطينيين، وتهجير مئات الآلاف وتدمير غزة، على أن تسلّم الرهائن الذين اختطفتهم في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والأهم أنها وافقت أخيراً على ترك قطاع غزة لإدارة ليست «حماس» عضواً فيها، ومع كل الاستبشار الفلسطيني بهذه النتيجة فإن شيئاً واقعياً لم يتمّ بعد، وشياطين التفاصيل ستطلّ برأسها في كل خلافٍ وكل تفصيلةٍ.

السرور الطافح على وجوه وتصريحات الأيتام والأرامل من شعب غزة يظهر حجم المأساة التي فرضها عليهم طرفان متطرفان لا يألوان فيهم إلّاً ولا ذمةً، وهو ما يوجب العمل على تنفيذ خطة ترمب دون تلكؤٍ من إسرائيل ولا من الحركة.

أخيراً، بعدما تنتهي المأساة في غزة نهائياً، فستخرج شهاداتٌ وبرامج وثائقيةٌ وتصريحاتٌ من أهالي غزة، ومثلما جرى في سوريا بعد سقوط الأسد سيجري في غزة بعد خروج حركة «حماس».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة خطة ترمب وخروج «حماس» غزة خطة ترمب وخروج «حماس»



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt