توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن أي أخلاق يتحدثون؟

  مصر اليوم -

عن أي أخلاق يتحدثون

بقلم : إنعام كجه جي

مادة جديدة أضيفت هذا العام إلى المنهاج الدراسي في العراق. سيدرس التلميذ منذ سنته الابتدائية الأولى القيم الحسنة ومبادئ التعامل السليم. كان لنا جار يدعى خلوق. اسم ما عاد متداولاً اليوم. والمفردة نفسها صارت تحتمل الجدل. كأن هزّة ضربت المنظومة الاجتماعية التي كانت أساساً للتربية. وصلنا مرحلة نحتاج فيها إلى تخصيص فصول لتلقين ما يفترض أنه متوارث ومحدد ومعروف، يتلقاه الطفل منذ تفتّح وعيه في البيت.

على غلاف كتاب التربية الأخلاقية للصف الأول الابتدائي رسم لخمسة أطفال. ولدان وثلاث بنات يبتسمون. وهناك من اعترض لأن أياً من الطفلات لا تغطي شعرها. وكانت لدينا حصص للتربية الوطنية، أو القومية. القصد من أغلبها نشر مبادئ سياسية معينة. وهناك دائماً درس الدين. والدين في الجوهر هو الأخلاق. جاء في حديث للرسول الكريم: «إنما بُعِثْتُ لأتمّم مكارمَ الأخلاق».

نقرأ في تفاصيل الخبر أن كتاب الأخلاق من تأليف أساتذة متخصصين في المديرية العامة للمناهج في العراق وبالتعاون مع منظمات دولية وجهات تربوية علمية. سيكون التركيز على الجوانب القيَمية والسلوكية للطلبة. وهو «منهج متناغم مع ما نصت عليه المادة 2 من قانون وزارة التربية لسنة 2011 والتي تنص على تنشئة جيل واع مؤمن بالله والقيم الدينية والأخلاقية والوطنية، محب لوطنه ومتمسك بوحدته أرضاً وشعباً وبالقيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير (...) معتز بالتراث العراقي وثقافة التنوع القومي والديني، منفتح على الثقافات العالمية. جيل ينبذ جميع صيغ التعصب والتمييز (...) بما ينسجم مع أحكام الدستور...».

تتوالى التقارير، منذ سنوات، حول استشراء الشهادات المزورة في البلد. فضيحة معروفة مثبتة لا تجد من يلجمها. نواب ووزراء ومحافظون وأساتذة جامعات حصلوا على درجاتهم الأكاديمية من تحت السلّم. اشتروها من مؤسسات هلامية في بلدان مجاورة. ليس مستبعداً أن يشترك بعض هؤلاء في وضع منهج درس الأخلاق.

لنعترف أن الوضع لا يحتمل التأجيل. لا بد من البدء ولو من نقطة الصفر. سوف نجرّب وننتظر النتائج. الأمل في حسن النوايا. سينقرض جيل طاوياً معه مآسيه وأدرانه ويأتي جيل حفظ كتاب التربية الأخلاقية السليمة. من يضمن ألا تعود سليمة إلى عادتها القديمة؟ إن القضية أكبر من كتاب للصف الأول أو للصف الأخير. ولكي يشفى البلد لا بد من كنس دكاكين التحزّب والفضائيات الطائفية ومافيات الفساد والمخدرات وسلاطين الظلام. تعال يا عم سام وخذ من جئت بهم.

كيف تشرح للطالب المساواة ونبذ التمييز في بلد تحكمه المحاصصة؟ ما مفهوم الأمانة وهو يرى المناصب العليا يشغلها مجرم أو عميل أو سارق أو مرتشٍ؟ أو كلهم معاً في جسد واحد؟ كيف تفسّر المعلمة لطفلة في السابعة معنى الأخلاق وهي تدرك أن قانوناً قد يسمح بتزويج تلميذتها بعد سنتين أو ثلاث؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن أي أخلاق يتحدثون عن أي أخلاق يتحدثون



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt