توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن محسنة توفيق

  مصر اليوم -

عن محسنة توفيق

بقلم : إنعام كجه جي

جاءت ذكرى غيابها لتعيدها إلى الفضاء الرقمي. يكتبون عن محسنة توفيق ويستعيدون مواقف وأدواراً مشهودة لها فأتذكّر لقائي بها يوم زارتنا في بغداد.

ذهبت إليها في الفندق وفق موعد مسبق. هاتفتها من مكتب الاستقبال فطلبت مني أن أصعد إلى غرفتها. لديها وعكة طارئة. وجدت في السرير بهية التي هزّتنا في فيلم «العصفور» مع يوسف شاهين. خياطة بسيطة تخرج إلى الشارع بعد خطاب التنحّي وهي تصرخ: «لا... هنحارب!».

لم ينقطع هاتف غرفتها عن الرنين. آلو... أهلاً يا أمير... اطلع لي الغرفة. ويُطرق الباب ويدخل زميلنا في جريدة «الثورة» الصحافي المصري أمير إسكندر. يسلّم عليها ويقبل يدها. كنت في بداياتي، لم يغادرني التحفظ الذي يطبع حياتنا البغدادية والخفر الذي يلوّن الوجنات. كيف يمكن لنزيلة في فندق أن تستدعي رجلاً إلى غرفتها؟ لكن زميلنا لم يكن الوحيد. وخلال سويعة من وجودي معها تعاقب على الحضور خمسة مصريين آخرين من أصدقائها. جاءوا يسلمون عليها وكأنها واحد منهم. من دون تاء التأنيث. فهي لم تكن ممثلة مثل نبيلة عبيد أو نادية الجندي. ليست نجمة شاشة أو مدام فلانة ولا حتى زميلة في المهنة. كانت الرفيقة المناضلة محسنة توفيق.

كان السادات، في ذلك الوقت من أوائل السبعينات، قد أصدر قراره بفصل قائمة طويلة من أبرز المثقفين. وقد لا يصح القول إن «مصائب قوم عند قوم فوائد»، لكنها كانت بالفعل فرصة عظيمة لنا في بغداد التي احتضنت عدداً منهم. صحافيون ومفكرون وفنانون تابعناهم وقرأنا لهم. نراهم يقيمون بيننا. نتحاور معهم ونسمع تجاربهم ونتعلم أو لا نتعلم.

هي الفترة التي تعرفنا فيها على غالي شكري، وعبد الرحمن الخميسي، ومحمد عفيفي مطر، ومصطفى طيبة، وأمير إسكندر، ونوال السعداوي، وشريف حتاتة، وصلاح زكي، ونبيل زكي، وعلية إحسان، وسعد التايه وآخرين. وهي أيضاً الفترة التي تعاقد فيها معهد التدريب الإذاعي مع المخرجين صلاح أبو سيف وتوفيق صالح والسيناريست علي الزرقاني لتقديم دورة لعدد منا في فن كتابة السيناريو. وكان هناك في قسم الصحافة الدكتور خليل صابات. وفي الجامعة المستنصرية الأستاذة صافي ناز كاظم. كان رأي غالي شكري أنها كاتبة إسلامية إلا عندما تكتب في النقد المسرحي.

وحدث أن جاءت الصحافية سكينة السادات في زيارة خاطفة. وأقام لها زميلنا سعد زغلول فؤاد حفل عشاء حضره محمود السعدني. وطوال السهرة لم يتوقف السعدني عن التنكيت على شقيقها الرئيس. وكانت تضحك والكل يضحك وأنا أتعجب من سماحة أولئك المصريين. أين منهم طبعنا العراقي الحامي؟

وكل يوم، كانت غرفة محسنة توفيق، المطلة على دجلة، تتحول إلى ملتقى للفن والود. فلما شاهدناها، بعد سنوات، في مسلسل «ليالي الحلمية»، لم نفهم كيف ستملأ الموقع الذي غادرته فردوس عبد الحميد. يمامة بدل صقر. لكن «أنيسة» أخذتنا معها إلى صحبة من نوع آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن محسنة توفيق عن محسنة توفيق



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt