توقيت القاهرة المحلي 00:10:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوباما ورأيه في السنة والشيعة

  مصر اليوم -

أوباما ورأيه في السنة والشيعة

عبدالرحمن الراشد

في مقابلة له مع مجلة «أتلانتيك»، تمسك الرئيس الأميركي باراك أوباما بموقفه؛ أن التفاوض مع إيران خياره الأفضل، وأن على دول المنطقة أن تتعايش وتتقبل هذا الأمر. وأنه حتى لو أكمل التفاوض ستة أشهر، أو عاما، ولم يفلح، فإنه يمكن إعادة العقوبات ودفع إيران نحو الانفتاح! من حق الرئيس الأميركي أن يقرر ما يراه مناسبا لبلده وشعبه، لكنه يخطئ عندما يفضل جانبا على آخر في رده على سؤال عن «مَن يراه أكثر خطرا التطرف السنّي أم الشيعي؟»، مادحا إيران بأن تصرفها أكثر استراتيجية لا عاطفية، ولها نظرة عالمية، وتقدر مصالحها؛ تحسب الربح والخسارة! نستطيع أن نقول الشيء نفسه عن هتلر وصدام وكيم جونغ أون! إيران تملك بترولا مماثلا للسعودية، لكنها بلد فقير يعيش أهله في ضنك، لأكثر من 30 سنة، مثلما كان حال الصين الشيوعية والاتحاد السوفياتي وفيتنام وغيرها من الأنظمة الديكتاتورية القاسية. كلها تهاوت رغم أن لديها نظرة استراتيجية عالمية لا عاطفية، كما وصف أوباما، معجبا بإيران! سيدي الرئيس، متطرفو الشيعة هم تماما مثل متطرفي السنّة، دعني أشرح لك الفارق؛ إن المتطرفين الشيعة هم في سدة الحكم، أي نظام خامنئي في طهران، وحزب الله في بيروت. أما متطرفو السنّة هم في المعارضة، مثل «القاعدة»، منبوذون يعيشون في الكهوف. ثق في أن غالبية إيران الشيعية ضد النظام المتطرف، والأرجح أن قرارك بالتفاوض منح نظام طهران المتطرف عمرا إضافيا، وأحبط مشاعر العديد من الإيرانيين الذين كانوا يأملون في إزاحة النظام أو إجباره على الانفتاح والاعتدال. إيران، منذ اعتلاء آية الله الخميني الحكم، تعيش في فقر وضنك، وتحكم البلاد بالحديد والنار، وتنفق معظم مواردها على الحروب الخارجية ودعم الجماعات الإرهابية، فأين النظرة الاستراتيجية، وأين الربح مع هذه الخسارة المستمرة 30 عاما؟! ويمضي الرئيس متحدثا بشكل يدل على أنه حقا لا يعرف المنطقة، مثنيا على إيران بأنها دولة كبرى، وترى نفسها لاعبا رئيسا على مستوى العالم، وأنها لا تحمل رغبة الانتحار، وتتفاعل مع الحوافز! من قال لك إن لدينا رغبة في الانتحار؟! نحن من يلاحق «القاعدة»، وإيران من تستضيفها! العرب (لعلمك) ثلاث مرات أكبر عددا من سكان إيران، ويعتبرون أنفسهم لاعبا رئيسا، السعودية وحدها قبلة ألف مليون مسلم. لكننا لا نقول إن الحقوق تُمنح أو تُهضم بناء على عدد السكان أو القوة، بل يجب أن يقف العالم ضد الأنظمة العدوانية، سواء كانت عربية أو فارسية، مسلمة أو يهودية أو مسيحية. قد نبدو سذجا بالإيمان بمثل هذه المبادئ، إنما هذا ما نتوقعه من أقوى دولة تعتبر نفسها زعيمة العالم الحر. النظام الإيراني يعتقد أن التفاوض معه مكافأة على سلوكه العدواني، الذي يثني عليه الرئيس أوباما، ويعتبره حساب ربح وخسارة. للتذكير، فالمتطرفون في حكم طهران هم الذين كانوا وراء قتل 300 جندي أميركي وفرنسي عام 1983 في مقر المارينز ببيروت، ودبروا نسف السفارة التي قُتل فيها دبلوماسيون أميركيون. وفي العام التالي، قتلوا مدير الجامعة الأميركية في لبنان. وبعدها بعامين خطفوا طائرة «تي دبليو إيه»، وقتلوا أحد ركابها. وبعدها بعام (1986)، خطفوا عقيدا أميركيا وشنقوه. وفي عام 1996 فجّروا مقرا أميركيا في مدينة الخبر السعودية، وقتلوا 19، وجرحوا أكثر من مائتي أميركي. ووصلت جرائم إيران إلى بيونس آيرس في الأرجنتين، حيث فجروا معبدا هناك عام 1991. القائمة طويلة، وكما قلت، فإن الفارق بين السنة والشيعة أن من يحكم طهران اليوم نظام الحرس الثوري الشيعي المشابه في آيديولوجيته لتنظيم القاعدة السني المتطرف، الذي فشل في الوصول إلى الحكم. ما تحدث به الرئيس أوباما يعبر عن تبسيط لقضية خطيرة، وما يفعله أنه مدّ لنظام إيران حبل النجاة الذي يصارع نتيجة الحصار الدولي خارجيا، وبسبب الضغط الداخلي الذي كان يهدد القيادة المتطرفة. وللعلم فإن إيران، منذ أن بدأت اتصالاتها من أجل التفاوض النووي، تظهر وحشية أكثر مما قبل، فقد أرسلت الآلاف من جنودها للقتال في سوريا، وشددت قبضتها على العراق، وأرسلت أسلحة لليمن والسودان، وحاولت إرسالها لقطاع غزة. هل يمكن أن يقول لنا الرئيس أين استجابة النظام الإيراني للحوافز الأوبامية؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما ورأيه في السنة والشيعة أوباما ورأيه في السنة والشيعة



GMT 00:10 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

قواعد اللعبة تتغير من حولنا!

GMT 00:04 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!

GMT 00:00 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

استدراج إيران.. هدف نتانياهو الاستراتيجي

GMT 20:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 20:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

نجوم الفضائح والتغييب

GMT 19:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 19:56 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

تفوق الأندية المصرية إفريقيًا

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon