توقيت القاهرة المحلي 20:37:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل حرب إيران وإسرائيل وشيكة؟

  مصر اليوم -

هل حرب إيران وإسرائيل وشيكة

عبد الرحمن الراشد
بقلم - عبد الرحمن الراشد

منذ أن قتلت إسرائيل عدداً من قيادات «الحرس الثوري» في دمشق، تهدّد طهران بعمل انتقامي عسكري كبير، وواشنطن أعلنت أنها ستدافع عن إسرائيل، ودخول الصدام المحتمل.

عاد إلى الواجهة السؤال المؤرق: هل تنشب أخيراً حرب بين إيران وإسرائيل؟ وماذا لو خرجت عن السيطرة واشتركت فيها الولايات المتحدة، هل هي الحرب التي ستنهي الحروب؟ أم التي تأكل الأخضر واليابس؟ قبل الحديث عن فرضية الحرب، نشير إلى أن هذه الدول الثلاث برهنت في إدارة نزاعاتها لأربعين عاماً، على قدرتها على تجنب المواجهات المباشرة وإبقاء المواجهات على مستويات منخفضة. إسرائيل تعدّ هجوم «حماس» من فعل إيران وأن قتلها قيادات من «الحرس الثوري» كان رداً عليه ضمن «قواعد الاشتباك».

اليوم، لا يمكننا استبعاد الحرب المباشرة لاعتبارات مختلفة، فقد سرّع ووسع الإيرانيون زحفهم الجغرافي ونفوذهم على 4 دول تحيط بإسرائيل، اليمن الحوثي أصبح ضمن المعادلة. وسيطروا على جبهتَي حرب، وضاعفوا عدد وكلائهم المسلحين، خصوصاً في العراق، وتضخم حجم تسليح «حزب الله»، والعامل الأكثر تحدياً، إصرار إيران على بناء قدراتها العسكرية النووية.

بالنسبة إلى إسرائيل، والولايات المتحدة، وحتى دول المنطقة، هجمات «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كانت استعراضاً عسكرياً لقدرات إيران الخاطفة الإقليمية، وتمثل خطراً جديداً يضاف إلى الدرونز والصواريخ الباليستية التي تهدد موازين القوى، وتزيد من احتمالات وقوع الحرب.

من حيث الانتصار، في الحروب لا توجد إجابات مؤكدة. عديد من المختصين يرون إسرائيل متفوقة عسكرياً، تستطيع شنّ حرب قصيرة وإلحاق أضرار كبيرة بإيران، إنما لا تستطيع حسم المواجهة لوحدها بالانتصار الكامل.

أما الولايات المتحدة فبمقدورها خوض حرب طويلة وتدمير قدرات النظام الإيراني، آخذين في الاعتبار إضافة إلى القدرات العسكرية، وضع الجبهة الداخلية، وتعاون الدول المحيطة، وحساب مواقف الدول الكبرى الأخرى سياسياً.

نتذكر أن العراق كان يعد أقوى قوة عسكرية في المنطقة، وكان لديه جيش بخبرة واسعة في خوض الحروب لا تضاهيه بمثلها جيوش المنطقة، ونظام سياسي وعسكري صارم، ومع هذا تمكّن الأميركيون من تدميره في أسبوعين فقط في مارس (آذار) عام 2003.

نظام إيران يتميز عن صدام بأنه أكثر فهماً في الاستراتيجيات وحساب المخاطر، حيث يتحاشى المواجهات، ومستعد لاستيعاب الخسائر. وهذا لا يلغي احتمال وقوع الحرب المدمرة، أو ما يوصف بـ«يوم القيامة»؛ نتيجة استمرار طهران في النهج التوسعي الذي ينذر بتغيير موازين القوى، بالتمدد إلى باب المندب، وكذلك تهديد استقرار الأردن.

لا يمكن أن نستبعد المواجهة نتيجة الأخطاء، أو عمداً وفق قرارات حسم استراتيجية. مثلاً، لو قررت إسرائيل القضاء على «حزب الله» في لبنان، فالأرجح ألا تقف إيران هذه المرة مكتوفة الأيدي، كما فعلت حيال «حماس». وهذا يفسر بشكل كبير امتناع «حزب الله» عن الرد المماثل على هجمات إسرائيل عليه. في تصوري يوفر «حزب الله» قدراته الكبيرة، بوصف ذلك جزءاً من سياسة الردع لحماية إيران، ويستخدمها في اليوم الذي قد تندلع فيه الحرب الكبرى، بين إيران وإسرائيل، ليمطر المدن الإسرائيلية بآلاف الصواريخ، راغباً في إلحاق أضرار هائلة بها.

هجمات «حزب الله» الحالية والسابقة لم تخرج عن قواعد الاشتباك المحدودة. أما هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر فكان نموذجاً مختلفاً لا يقوم به «حزب الله» لأنه يحمل مخاطرة عالية باندلاع حرب بين طهران وتل أبيب، أو على الأقل غزو إسرائيلي يهدف إلى القضاء على «حزب الله».

ومن المستبعد تماماً أن تبدأ إسرائيل حرباً مباشرة مع إيران؛ لأنها مكلفة وخطرة، لكنها مستعدة، وربما راغبة، في خوض حرب ضد «حزب الله»، مستفيدة من التأييد الواسع عند الإسرائيليين للحرب في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، الذي عدّته تهديداً وجودياً لم تتعرض لمثله منذ حرب عام 1973، وهو يفسر تقبل الرأي العام الإسرائيلي لاستمرار الحرب والخسائر الكبيرة في غزة اليوم.

تداعيات حرب غزة مستمرة، واتساع المواجهات أصبح ممكناً بشكل لم يسبق له مثيل، مع أن الأطراف جميعها لا ترغب في الحرب المباشرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل حرب إيران وإسرائيل وشيكة هل حرب إيران وإسرائيل وشيكة



GMT 20:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 12:03 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:35 2021 الأربعاء ,28 تموز / يوليو

محمد جمعة ينشر البوستر الرسمي لمسلسل "الحرامي 2"

GMT 02:11 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

مجدي عبد الغني يؤكد على عدم إلغاء " الدوري"

GMT 20:28 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن حوار بين سكيلوتو وتيفيز بنهائي "ليبرتادوريس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon