توقيت القاهرة المحلي 03:00:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وماذا لو نجحت مفاوضات فيينا وجرى التوصل الى اتفاق في الدقائق الأخيرة؟

  مصر اليوم -

وماذا لو نجحت مفاوضات فيينا وجرى التوصل الى اتفاق في الدقائق الأخيرة

عبد الباري عطوان
بقلم ـ عبد الباري عطوان

لم يبق مسؤول أمني او عسكري في “إسرائيل” الا ووجه تهديدات بعدوان شامل على ايران لتدمير منشآتها النووية، سواء كانت فوق الأرض او تحتها، ابتداء من نفتالي بينيت رئيس الوزراء، ومرورا بوزير حربه الجنرال بيني غانتس، وانتهاء بالجنرال افيف كوخافي رئيس هيئة الأركان وذراعه الأيمن، قائد سلاح الجو، والهدف انقاذ ماء وجه الولايات المتحدة، واجبار القيادة الإيرانية على تقديم تنازلات تؤدي الى إعادة احياء عظام الاتفاق النووي المتآكلة، او ما تبقى منها.

اغرب التهديدات الإسرائيلية وردت على لسان الجنرال ديفيد برنيع قائد جهاز “الموساد” الذي تعهد فيها بأنه لن يسمح لايران بامتلاك قنابل نووية مهما كان الثمن، وهي تعهدات تذكرنا بنظيراتها التي اطلقها السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي قبل ست سنوات، واكد فيها “ان الرئيس بشار الأسد سيغادر السلطة سلما او حربا”، ولا نستبعد ان يندم عليها الجنرال برنيع اشد الندم، وان يواجه المصير نفسه الذي واجهه السيد الجبير (أين هو بالمناسبة)، ان لم يكن أسوأ.
ربما تكون الطائرات الحربية الإسرائيلية قد نجحت في تدمير مفاعل اوزاراك (تموز) العراقي عام 1981، وشقيقه السوري “الوليد”، او “النطفة” الذي كان في طور البناء على ايدي مستشارين كوريين شماليين قرب دير الزور عام 2007، ولكن تكرارا الشيء نفسه وبغارة واحدة في ايران يبدو صعبا، ان لم يكن مستحيلا، لان تدمير المنشآت النووية الإيرانية ليست محصورة في مكان مركزي واحد، ومعظمها، والمتطورة منها، حيث آلاف أجهزة الطرد المركزي في أماكن متفرقة، تحتاج الى عدة غارات، وليس غارة واحدة في محاولة لتدميرها، وربما غزو بري مواز لوحدات خاصة على الأرض.
التسريبات الصحافية الغربية الاحدث تكشف عن حقيقتين على درجة كبيرة من الأهمية لا بد من التوقف مطولا عندها، لاستخلاص العبر من بين سطورها:
الأولى: معلومة تقول ان جهاز الموساد الإسرائيلي نجح في زرع أجهزة تنصت في غرف مفاوضات فيينا النووية الأولى التي بدأت عام 2012 في عهد ادارة الرئيس باراك أوباما، مما مكن تل ابيب من معرفة سير المفاوضات في جميع مراحلها، وهذه التسريبات لم تتأكد بعد، ومن غير المعتقد ان هذا التنصت اذا ثبت ولم يكن من قبيل الدعاية تكرر في الجولة الثانية والحالية.
الثانية: تؤكد ان إدارة بايدن رفضت طلبا إسرائيليا بالحصول على “ام القنابل” التي تزن حوالي 11 طنا، وقاذفات حاملة لها من طراز “B2” العملاقة، ويمكن ان تخترق التحصينات، وتصل الى المنشآت الإيرانية المقامة تحت الأرض، لهذا عاد الجنرال غانتس وتابعه برنيع رئيس الموساد من زيارتهما الطارئة الى واشنطن للضغط من اجل الحصول على تعهد أمريكا بإعلان الحرب على ايران في حال فشل المفاوضات بخفي حنين.
أي غارات جوية إسرائيلية، ومهما بلغ عددها، لن توقف البرنامج النووي الإيراني، ولكنها قد تعطي نتائج عكسية وتؤدي الى تدمير مفاعل ديمونا الإسرائيلي في صحراء النقب، لان هذه الغارات لن تمر دون رد فوري إيراني بعد اطلاق قنبلتها الأولى بثوان معدودة، فهذا المفاعل لا يحتاج الى اكثر من صاروخ إيراني دقيق لاجتثاثه من جذوره، فهو على عكس نظرائه الإيرانية ليس مدفونا في قعر جبل، او على عمق كيلومترات تحت الأرض، مثلما هو حال مفاعل “فيردو” قرب مدينة قمم على سبيل المثال لا الحصر، مضافا الى ذلك ان هذه المفاعلات إيرانية الذاتية الصنع، وليست مستوردة من أي دولة اجنبية، ومحصنة جيدا ومن أسسها يستطيع تأسيس غيرها في غضون أسابيع او اشهر قليلة.
الجنرال علي فدوي، نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني رد على هذه التهديدات الاسرائيلية يوم امس بالقول “ان القوات الإيرانية جاهزة للرد ومساواة إسرائيل بالأرض اذا شنت أي هجوم على بلاده”، وهي تهديدات تأتي استكمالا لأخرى وردت على لسان الجنرال علي شامخاني رئيس مجلس الامن القومي الإيراني قبل عدة أسابيع التي اكد فيها “ان الطائرات الإسرائيلية قد تنجح في شن غارات على منشآت إيرانية ولكنها لن تعود لسبب بسيط انها لن تجد مطارات او قواعد عسكرية تهبط فيها”.

السؤال الأهم الذي لا يطرحه الكثيرون داخل إسرائيل والولايات المتحدة والحلفاء في الغرب هو: ماذا سيحدث لو تكللت مفاوضات فيينا بالنجاح، وجرى التوصل الى اتفاق؟ وأين ستذهب التهديدات العسكرية الإسرائيلية الحالية؟
ايران قد تكون الرابح الأكبر حتما سواء نجحت مفاوضات فيينا او انهارت، نقولها للمرة الألف، فالنجاح يعني دخول حوالي 300 مليار دولار الى خزائنها، مئة منها كأرصدة مجمدة، و200 مليار هي حجم التعويضات التي ستدفعها أمريكا من جراء فرض عقوبات اقتصادية على ايران من قبل إدارة ترامب، وهذا يعني تطوير برامجها الباليستية الصاروخية والطائرات المسيرة العملاقة، وتعزيز دورها الإقليمي واذرعها العسكرية الضاربة في الشرق الأوسط، وتحسين الظروف المعيشية لأكثر من 80 مليون إيراني، اما انهيار المفاوضات وارتكاب “إسرائيل” حماقة الخيار العسكري لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، فقد يؤدي الى قصفها بأكثر من عشرة آلاف صاروخ من الشمال والجنوب والشرق يوميا، ولن تستطيع “القبب الحديدية” من اعتراض معظمها، وربما لهذا السبب الغى الكونغرس امس شراء منظومتين منها لتسليح الجيش الأمريكي.
الإيرانيون “دهاة” اتفقنا معهم او اختلفنا، ومثلما جعلوا بعض حلفاء أمريكا في الخليج يتقاطرون الى طهران طلبا للسلامة والمصالحة، سيركّعون الإسرائيليين في أي حرب قادمة يشعلون فتيلها، وهذا اذا بقوا فوق الأرض.. والله اعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وماذا لو نجحت مفاوضات فيينا وجرى التوصل الى اتفاق في الدقائق الأخيرة وماذا لو نجحت مفاوضات فيينا وجرى التوصل الى اتفاق في الدقائق الأخيرة



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon