توقيت القاهرة المحلي 09:21:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه؟

  مصر اليوم -

لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه

بقلم ـ عبد الباري عطوان

عندما يعبر فلاديمير زلنسكي رئيس أوكرانيا عن استيائه واحباطه وخيبة أمله ازاء “تحفظ” الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي على انضمام بلاده اليهما فورا، حسب وعود سابقة، والانتظار 30 عاما للانضمام الى الاول (الاتحاد الأوروبي)، و50 عاما لدخوله الثاني (حلف الأطلسي)، فهذا يعني تخلي الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين عن بلاده، والرضوخ لمطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتهديداته.الازمة الأوكرانية بدأت في الأساس بسبب غضب الرئيس الروسي من تدخل الولايات المتحدة في أوكرانيا، وتبنيها رئيسها زلنسكي ومطالبه بالانضمام الى حلف “الناتو” والاتحاد الأوروبي، الامر الذي يشكل تهديدا للأمن القومي الروسي، وقاعدتها النووية الأبرز، فأوكرانيا كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي وتشكل الفناء الجنوبي لروسيا، وتحولها الى قاعدة عسكرية لحلف “الناتو” بالتالي يعني طعن روسيا في مقتل.في القمة الافتراضية التي انعقدت قبل أيام عبر الفيديو بين الرئيسين الاميركي والروسي لبحث الازمة الأوكرانية، والحلول الدبلوماسية للخروج منها تجنبا للحرب انتهت بتوجيه الإنذارات المتبادلة، فالرئيس بوتين طالب بايدن بتقليص الوجود العسكري الأميركي والغربي قرب حدود بلاده، وفي أوروبا وآسيا، بما في ذلك الشرق الأوسط وكوريا الجنوبية واليابان، وهدد بأن أي صفقات أسلحة أميركية حديثة لاوكرانيا يعتبر "اعلان حرب"، بينما رد الرئيس بايدن بالتهديد بأن أي غزو روسي لاوكرانيا سيؤدي الى فرض عقوبات اقتصادية على روسيا غير مسبوقة، ابرزها طردها من نظام "سويفت" المالي الأميركي.بايدن يريد جر روسيا الى حرب في أوكرانيا على غرار توريطها في الثمانينات في حرب أفغانستان، أي شن حرب بالإنابة، وجلوس أميركا في المقعد القيادي الخلفي، واقتصار دورها على التجنيد والتمويل والتسليح، تجنبا لسقوط أي عسكري اميركي.

الرئيس بوتين يعي جيدا هذا المخطط الأميركي، ولهذا يريدها مواجهة مباشرة، وليس بالإنابة، مع واشنطن وحلف الناتو، اذا كانت الحرب هي الخيار الأخير، ويدرك جيدا ان إدارة بايدن لا تريدها وتتهرب منها، لانها لن تفوز فيها بسبب التفوق العسكري الروسي، حسب اعتقاده، ونجاحه في تطوير أسلحة جديدة اكثر فتكا، لا يوجد لها مثيل في الترسانة الامريكية.
الرئيس بوتين، وحسب تحليلات الكثير من الخبراء العسكريين الغربيين، يريد إعادة بناء “روسيا التاريخية” القوية، وإعادة ضم معظم جمهورياتها التي انسلخت عنها في الأيام والاعوام الأخيرة لانهيار الإمبراطورية السوفييتية في نهاية الحرب الباردة، ونتيجة للضغوط الامريكية، ويختلف عن غيره، أي بوتين، من القادة الروس في قدرته على اتخاذ قرار الحرب، ولهذا اتسم عهده بالمواجهات العسكرية في الشيشان عام 2000، ثم التدخل في جورجيا عام 2008، وسلخ اقليمين من أراضيها “اوسيتيا الجنوبية” و”ابخازيا” واعلانهما جمهوريتين مستقلتين، ثم التدخل عسكريا وضم شبه جزيرة القرم الى روسيا عام 2014، ثم في سورية عام 2015.حشد بوتين اكثر من 175 الف جندي والف دبابة على حدود شرق أوكرانيا الشمالية، واجرى جيشه مناورات على بعد 50 كيلومترا منها، كان رسالة تهديد واضحة لأمريكا تقول “نحن لا نخاف الحرب ولا نتردد في خوضها اذا تدخلتم في أوكرانيا حديقتنا الخلفية، وحاولتم توسيع حلف الناتو على حدودنا الجنوبية (أوكرانيا) والغربية في (دول البلطيق).الكسندر نزاروف الخبير العسكري الروسي الشهير كشف في مقال نشره يوم امس، ونقله موقع “روسيا اليوم” كشف فيه عن سلاحين روسيين جديدين تخشاهما واشنطن:الأول: غواصة روسية (بوسويدون) تملك رأسا نوويا يبلغ حجمه 100 ميغاطون، قادر على خلق تسونامي يبلغ ارتفاع امواجه 300 متر وقادر على اكتساح كل شيء امامه لمئات الكيلومترات وهطول امطار بالكوبلت المشع مما يجعل منطقة بحجم 1700 كم وعرض 300 كم غير قابلة للعيش فيها لعشرات آلاف السنين.

الثاني: الصواريخ النووية “فرط صوتية”، او الأسرع من الصوت بعشرة اضعاف على الأقل، القادرة على ضرب أي مكان في الولايات المتحدة او قواعدها في المحيطين الهندي والاطلسي.
لا احد يستطيع ان يتنبأ بالتطورات المستقبلية، ولكن اشتعال فتيل المواجهة بين روسيا وأوكرانيا على أرضية الازمة الأوكرانية، سواء محدودة او شاملة سيكون مدمرا، ونقطة تحول رئيسية في تاريخ البشرية،  وستخرج الصين الرابح الأكبر، وستتربع على عرش العالم على انقاض الإمبراطوريتين الاميركية والروسية معا نحن لا ننفي القدرات الضخمة لهذه الإمبراطورية الاميركية، عسكريا واقتصاديا، ولكن ربما يغيب عن مؤسسة صناعة القرار فيها، انها لم تعد القوة العظمى المنفردة التي تسيطر على العالم،وتتدخل في شؤونه كيفما تشاء، خاصة بعد هزائمها المذلة في أفغانستان والعراق وسوريا، وان التحالف الروسي الصيني المتصاعد بات البديل الأقوى لها على خريطة القوة العالمية.تراجع أميركا وحلفائها الاوروبيين عن ضم أوكرانيا لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي لنصف قرن قادم اذا ما تأكد، ويبدو انه كذلك، هو رفع الرايات البيض والاستسلام للرئيس بوتين، وخضوع لإملاءاته، ومثلما قد تتخلى أمريكا عن أوكرانيا الأوروبية اليوم ستتخلى حتما عن حلفائها العرب في المشرق والمغرب، وربما عن اسرائيل أيضا، والمسألة مسألة وقت وتوقيت.. والأيام بيننا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon