توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية؟

  مصر اليوم -

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية

مصراليوم
بقلم: عبد الباري عطوان

ربما اخطأ الكثيرون في تفسيرهم الانسحاب الأميركي المفاجئ من أفغانستان عندما ذهب البعض في تفكيره وتوقعاته الى درجة اعتباره هدية من الرئيس الأميركي جو بادين لحركة طالبان، وان كل ما حدث في مطار كابول “مجرد مسرحية” جرى وضع فصولها مسبقا بين الجانبين الأمريكي والطالباني، ولكن تطورات الاحداث في الأيام الأخيرة وفي مطار كابول بالذات، وحالة الهلع التي سادت العاصمة الاميركية والعواصم الغربية الأخرى، المرفوقة بارتباك واضح حول كيفية تأمين خروج الرعايا “والعملاء” نسفت هذا السيناريو، او بالأحرى نظرية المؤامرة التي تقف خلفه.

ما لا يعرفه هؤلاء ان خطة أميركية محكمة الاعداد تكمن خلف هذا الانسحاب المفاجئ، عنوانها الأبرز نشر حالة الفوضى، واشعال فتيل الحرب الاهلية بين حركة طالبان المنتصرة، والجماعات الاثنية والطائفية الأخرى، وبما يؤدي الى زعزعة منطقة وسط آسيا، واستقرارها، وامنها، وتحويل أفغانستان الى قاعدة انطلاق لجماعات إسلامية وعرقية متشددة لخلق أزمات لدول الجوار وخاصة ايران والصين وروسيا، وعلى أساس نظرية “اما ان نبقى او ندمر البلاد”.لان عناصر من حركة طالبان قامت بإقتحام القنصلية الإيرانية في نزار شريف المحاذية للحدود الايرانية، وقتلت 11 دبلوماسيا وصحافي، في بداية سيطرتها على البلاد ودخول كابول عام 1996، اعتقد البعض ان العداء بين الجانبين، أي طالبان وايران، سيكون العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة.
***
طالبان لم تستلم الحكم رسميا، ولن تستلمه قبل اكتمال الانسحاب الأميركي، وانتهاء مرحلة اجلاء الرعايا الغربيين، وعملاء أميركا والناتو من الأفغان، واجتماع الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة مع وليم بيرنز رئيس جهاز المخابرات المركزية الاميركية (سي أي ايه) سرا في كابول يوم الاثنين الماضي، كان بهدف تأمين خروج آمن لهؤلاء الرعايا، وعدم عرقلة “الحركة” لعملية الاجلاء هذه بعد تهديدها باعتبارهم أهدافا مشروعة عندما بدأت إدارة بايدن تتلكأ بالانسحاب وتتحدث عن تأجيله، ومن غير المستبعد تطرق هذا اللقاء لقضايا او تفاهمات أخرى، ولكن الحقيقة الواضحة، ولا يمكن، بل لا يجب تجاهلها ان الملا برادر كان يتحدث مع ضيفه الأمريكي من موقع المنتصر وهو الذي فرض وجهة نظره، حسب مصدر مقرب من الحركة.

الهزيمة التي لحقت بالولايات المتحددة في أفغانستان لم تكن فقط بفضل المقاومة الشرسة، والنفس الطويل لحركة طالبان والخسائر الضخمة التي لحقت بأميركا وحلف الناتو، والإدارة الامريكية الفاشلة لاحتلالها للبلاد، وانما أيضا، وهذا هو المهم، التنسيق الثلاثي الروسي الصيني الإيراني شبه السري الذي عجل بهذه الهزيمة، وخطط لها جيدا في السنوات الخمس الأخيرة تحديدا.
المعلومات المتوفرة لدينا تقول بأن اللواء الراحل “الداهية” قاسم سليماني رئيس فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني كان احد ابرز مهندسي هذه الهزيمة الامريكية في أفغانستان، عندما وضع نظرية تقول بنودها ان حركة طالبان تحظى بشعبية وتأييد كبيرين في أوساط قبيلة البشتون الأكبر في البلاد (حوالي 18 مليونا تقريبا من مجموع 40 مليونا تعداد سكان أفغانستان) هي

الوحيدة القادرة على هزيمة أمريكا وطردها من أفغانستان بعد تكبدها خسائر مادية وبشرية لا تستطيع تحملها، ولهذا يجب نسيان الخلافات الطائفية، ووضع جريمة مقتل الدبلوماسيين الإيرانيين في مزار شريف حاليا، وفتح قنوات الاتصال والتعاون معها، أي الطالبان، وكلف اللواء سليماني نائبه في ذلك الوقت إسماعيل قآاني خليفته في قيادة الفيلق حاليا، مسؤولية هذا الملف، وطلب منه ان يكون ضابط الاتصال مع طالبان، وربما كان هذا الدور لسليماني في أفغانستان هو الذي سرع بعملية اغتياله.

حركة طالبان كانت وما زالت تخشى من تهديد وجودي لإمارتها الإسلامية الثانية تقف خلفه أميركا، عندما نقلت الأخيرة بعض رجالها المندسين في صفوف الدولة الإسلامية (داعش) الى أفغانستان، ولهذا لجأت الى طهران طلبا للعون، ووجدت الأخيرة في هذا الطلب فرصة للتوصل الى بعض التفاهمات الاستراتيجية من بينها عقد اتفاق تعاون امني متبادل، وتأمين الحدود الإيرانية من الجانب الافغاني، والتعاون المشترك لقتال الاحتلال الأميركي وطرده من أفغانستان، وكان اللواء سليماني الاب الروحي لهذه العلاقة في ذروة النشوة خاصة عندما سمع رئيس الوفد الطالباني يؤكد “لأشقاء لا يقتلون اشقاءهم” ونحن ننقل هذه التفاصيل والحقائق عن ما ورد في مقالة الدكتور السيد محمد مرندي أستاذ الاستشراق وقسم الدراسات الامريكية في جامعة طهران.
***
ظهور احمد شاه مسعود الابن، وامرة الله صالح (طاجيك) كقادة جدد للمعارضة الأفغانية الجديدة لحكم حركة طالبان، وطلبهما الدعم من أميركا وأوروبا يؤكد النوايا الامريكية لاستخدام العامل العرقي والطائفي والقبلي لتمزيق أفغانستان ومحاولة تحويلها الى دولة فاشلة على غرار ما حدث في سورية والعراق وليبيا وبدرجة اقل في اليمن.السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستتجاوب أميركا مع مطالب الدعم هذه وتسلح هذين “الزعيمين”، وتدعمها ببعض “الجهاديين” الإسلاميين، وتنقل بعضهم من تركيا وسورية الى أفغانستان؟ وهل جاء تبني “الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي واستاذه طوني بلير ثورات الربيع العربي في سورية وليبيا، وقبلهما بعض المعارضة العراقية قبل غزو عام 2003 هو المؤشر الأقوى على هذا الدعم المحتمل لميليشياتهما؟نترك الايام، والاشهر القادمة، وتطوراتها الخطيرة للإجابة على هذا السؤال المهم جدا، وهي الإجابة التي قد ترسم ليس خريطة أفغانستان الجديدة فقط، وانما آسيا الوسطى برمتها، ونحن في الانتظار.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt