توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسد «يلعب» بورقة الكيماوي مجددا!

  مصر اليوم -

الأسد «يلعب» بورقة الكيماوي مجددا

طارق الحميد

كما كان متوقعا، فها هو نظام الأسد يتلاعب بالمجتمع الدولي، وتحديدا أميركا، حيث لم يلتزم بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيماوية ووفق المواعيد المقررة، مما دعا واشنطن إلى اتهام نظام الأسد بالتلكؤ، حيث الواضح الآن أن ليس بمقدور النظام الالتزام بالموعد النهائي لإرسال جميع المركبات الكيماوية السامة إلى خارج سوريا لتدميرها. البيان الأميركي لم يكتف فقط باتهام الأسد بعدم الالتزام، بل إنه ذكر بأن أعذار النظام، والمطالب التي تقدم بها وأدت إلى تأخر التزامه بالمواعيد المحددة هي «مطالب لا تستحق الانتباه وتظهر عقلية مساومة، وليس عقلية أمنية»، وهذا المتوقع بالطبع، وهو ما تم التحذير منه، فنهج نظام الأسد ومنذ وصوله للحكم هو محاولة الانحناء أمام كل عاصفة سياسية تتبع تصرفا إجراميا من قبل النظام، سواء في سوريا نفسها، أو العراق، ولبنان، حيث لا يرفض نظام الأسد القرارات الدولية والمبادرات، بل إنه يوافق ثم يقوم بتفريغ تلك القرارات والاتفاقات، والمبادرات، من محتواها، وفعل نظام الأسد ذلك مرارا منذ اندلاع الثورة، ولا يزال يفعل نفس الأمر للآن، وحتى في «جنيف 2». وكان واضحا منذ البداية أن موافقة الأسد في سبتمبر (أيلول) الماضي على التخلي عن الأسلحة الكيماوية لم تكن إلا لعبة مكنت الأسد من تفادي الضربة العسكرية التي هددت بها الإدارة الأميركية وقتها ردا على هجوم بالغاز السام قامت به قوات الأسد ضد ضواح قرب دمشق في 21 أغسطس (آب) الماضي وقتل فيه ما يزيد على الألف سوري بين نساء وأطفال. وعليه فبعد أن لعب الأسد تلك اللعبة، أي الموافقة على تسليم ما لديه من أسلحة كيماوية، فها هو الآن لا يلتزم، وإنما يريد استخدام ورقة الكيماوي هذه مرة أخرى الآن لمساومة الغرب، وتحديدا واشنطن، وخصوصا مع الضغوط الغربية على ضرورة انتقال السلطة في سوريا. وبالطبع فإن عدم التزام الأسد بمواعيد تسليم الكيماوي لا يقول لنا إن الأسد يتذاكى أو يمارس المساومة وحسب، بل إنه يظهر قناعة الأسد نفسه بأن ليس لدى المجتمع الدولي الرغبة الحقيقية في اتخاذ مواقف جادة لإسقاطه، أو لجم آلة قتله التي لم تتوقف لحظة حتى ووفده يفاوض المعارضة في «جنيف 2». ولذا فإن الأسد لا يكترث الآن خصوصا، وكما قلنا مرارا، إن الأسد لا يؤمن إلا بمنطق القوة، وهو يدرك تماما الآن أن كل التحركات الغربية، وتحديدا تحركات واشنطن، لا تشي بأن هناك أفعالا جادة تدل على الرغبة في استخدام القوة ضده، ومن هنا فإن السؤال حاليا هو: ما الذي ستفعله إدارة أوباما حيال عدم التزام الأسد بتسليم الكيماوي، وتلاعبه ومساوماته، خصوصا أن الرئيس أوباما قد قال قبل أيام في خطاب حالة الاتحاد إن «الدبلوماسية الأميركية يساندها التهديد بالقوة هي السبب في التخلص من الأسلحة الكيماوية» لدى الأسد، فما الذي ستفعله واشنطن الآن مع تلاعب الأسد وعدم التزامه بمواعيد تسليم الكيماوي؟. نقلاً عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد «يلعب» بورقة الكيماوي مجددا الأسد «يلعب» بورقة الكيماوي مجددا



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon