توقيت القاهرة المحلي 12:13:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجلس الأمن.. والرفض السعودي؟

  مصر اليوم -

مجلس الأمن والرفض السعودي

طارق الحميد

«لا توجد دولة على الإطلاق منحت فرصة الجلوس في مجلس الأمن ورفضتها إلا السعودية» هكذا قدمت شبكة (سي إن إن) التلفزيونية الأميركية لخبر اعتذار السعودية عن شغل مقعد بمجلس الأمن بعد انتخابها من عدد يفوق العدد المطلوب للفوز بالمقعد، فكيف نفهم الموقف السعودي الرافض لمقعد مهم بالمجلس الأقوى أمميا؟ بالطبع هناك من يقول إن المقاطعة ليست الحل، حتى مع قول السعودية بأن ازدواجية معايير الأمم المتحدة تحول دون قبولها بالعضوية لأن الازدواجية الدولية تجاه منطقتنا قديمة، وأن السياسة هي فن الممكن، ولا نعلم للحظة أن عدلت السعودية عن قرارها، لكن فهم الموقف السعودي يتطلب قراءة وفق سياق يراعي التوقيت والقضايا، التي لا تمس السعودية وحدها، بل وكل المنطقة. فعندما ينظر الغرب لأحداث منطقتنا، مؤخرا، على أنها ربيع عربي، بينما ينظر لسوريا على أنها حرب أهلية فهناك خطأ ما! وعندما يتردد أن واشنطن تنوي رفع التجميد المفروض على الأرصدة الإيرانية في الوقت الذي تجمد فيه أميركا جزءا من معوناتها لمصر التي هي نتاج اتفاق السلام المصري الإسرائيلي فهذا يعني أن هناك خطأ جسيما، لا يهدد أمن مصر وحدها، بل ويعرض عملية السلام برمتها للخطر، خصوصا أن السلام المصري الإسرائيلي ظل رافعة لعملية السلام بالمنطقة، مع تذكر أن مبادرة السلام العربية، والعمود الفقري لعملية السلام اليوم، هو مبادرة عبد الله بن عبد العزيز، ملك السعودية، والتلاعب في ذلك، ومن خلال المساس بمصر، وأمنها ومؤسستها العسكرية، يعني أن هناك من يخاطر بعملية السلام ككل، وبالتالي فإن الحديث عن السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وفكرة الدولتين، ما هو إلا لإضاعة الوقت، وهذا يعني أيضا أن هناك خطأ فادحا، وهو نتاج قراءة خاطئة لما يجري بالمنطقة، ولخارطة التحالفات فيها، خصوصا إذا استحضرنا تسليم أميركا العراق لإيران على طبق من ذهب! كل ذلك يقول لنا إن القرار السعودي الذي يراه البعض مفاجئا، أو جريئا، هو بمثابة رفع للعلم الأحمر أمام الدبلوماسية الغربية المتهورة تجاه منطقتنا ككل. صحيح أن السعوديين حلفاء للأميركيين، لكن التحالف لا يعني التبعية، وللسعودية بعهد الملك عبد الله بن عبد العزيز سلسلة من القرارات، والأفعال، التي تثبت ذلك، فمن رسالة العاهل السعودي التاريخية للرئيس بوش الابن أيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إلى تسمية العاهل السعودي للوجود الأميركي في العراق بالاحتلال، في القمة العربية بالرياض، وإلى مواقف السعودية من البحرين، ومصر.. وكما أسلفنا فإن السعودية حليف لأميركا، لكن الحليف ليس بتابع، خصوصا أن الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت أخطاء قاتلة من الإدارة الأميركية الحالية تجاه منطقتنا. ولنعلم مدى جدية الموقف السعودي الحالي فيجب تأمل رد الفعل الروسي الذي استوعب أن الرياض قد ألقت بصخرة كبيرة بالمياه الدولية الراكدة، خصوصا في الملف السوري الذي وقف مجلس الأمن مكتوف الأيدي فيه بسبب المواقف الروسية، وهو ما يهدد أمن المنطقة، وليس المصالح السعودية وحسب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجلس الأمن والرفض السعودي مجلس الأمن والرفض السعودي



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon