توقيت القاهرة المحلي 11:50:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خوش إيران!

  مصر اليوم -

خوش إيران

طارق الحميد

في الوقت الذي يعبر فيه الغرب عن قلقه من تزايد عدد المتطرفين في الأراضي السورية، تعلن إيران عن مقتل أعلى قائد عسكري لها في سوريا كان يتحرك تحت اسم مستعار، ووظيفة وهمية! المعلومات بالطبع متضاربة، فإما أنه لقي حتفه على يد الثوار، أو أنه قد تمت تصفيته بالغارة الإسرائيلية على سوريا، فما معنى ذلك؟ الإجابة واضحة، ولا تحتاج للكثير من التفسير، فكما قال رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب في مقابلته مع قناة «العربية»، فإن سوريا اليوم تحكم من قبل إيران، وتحديدا من قبل قاسم سليماني الذي يقال إنه لا يغيب كثيرا عن دمشق. التورط الإيراني في سوريا بات صارخا، وعلى أعلى المستويات، وليس فقط بالتسليح، بل القتال نصرة للأسد. تتورط إيران، وتتمدد، بسوريا اليوم كما فعلت إبان الاحتلال الأميركي في العراق، وأمام أعين الجميع، بينما المجتمع الدولي يحذر من التطرف، ويتحدث عن مبادرات! ومن شأن هذا التدخل الإيراني السافر، والذي فضحه مقتل الجنرال حسن شاطري، صاحب الاسم الحركي «حسام خوش نويس»، أن يزيد التطرف، والطائفية، ليس في سوريا وحدها وإنما في كل المنطقة، وهو ما حذر منه الجميع منذ انطلاق الثورة، خصوصا والتدخل الإيراني في سوريا يشير إلى مخطط واضح هدفه ضرب أركان سوريا ما بعد الأسد. ومن هنا، ومع إعلان مقتل الجنرال الإيراني، ووصول عدد القتلى السوريين إلى ما يقارب التسعين ألفا، فإن التخاذل الدولي أصبح أمرا غير مفهوم، ومن قبل كل الأطراف، وأولها العربية، وبعدها الدولية. الواجب اليوم هو تسليم المعارضة مقعد سوريا المجمد في الجامعة العربية، وكذلك مقار السفارات، وعلى غرار ما فعلته قطر. ولا بد من موقف عربي، وتحديدا خليجي، مع كل من روسيا والمجتمع الدولي، من أجل التحرك باتجاهين متوازيين، وهما اللجوء لمجلس الأمن بحال رفض الروس الضغط على الأسد للتنحي، والتوجه الآخر الموازي هو الشروع بدعم الثوار بالسلاح من أجل تسريع عملية سقوط نظام الأسد المتهالك، خصوصا أن الموقف الإيراني في سوريا يريد فرض واقع يصعب الوصول لحلول سلمية من دون أن يكون لإيران فيها نصيب، سواء الآن أو بعد سقوط الأسد، وعلى غرار ما فعلته إيران بالعراق ولبنان، بحيث تضمن طهران اقتطاع جزء من دولنا ليكون تحت وصايتها، وإذا لم يكن هذا هو مشروع تفتيت الدول العربية فماذا عسانا أن نسميه؟! مقتل الجنرال الإيراني يجب أن يكون بمثابة الجرس لكل من تردد، ويتردد، في الملف السوري، وإلا فإن القادم أسوأ، وهذا أمر لا يجب أن يكون واضحا لنا وحدنا فحسب، بل للغرب أيضا. فما يحدث في سوريا يمس أمن المنطقة كلها، والمتوسط، وكلما تأخرنا فإن الثمن سيكون أكبر، وأقسى. فما الذي بقي لتتحرك المنطقة لإنقاذ سوريا وأمن المنطقة ككل، خصوصا أن الغرب لن يتحرك طالما ليس هناك تحرك عربي حقيقي؟ نقلًا عن  جريدة "الشرق الأوسط " .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خوش إيران خوش إيران



GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 01:57 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللاجئون في مصر... تراث تاريخي وتذمر شعبي

GMT 01:54 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 01:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أميركا النازعين وأميركا النازحين

GMT 01:48 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

عن سجننا بين إدوارد سعيد ونتنياهو

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 01:36 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 00:10 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

قواعد اللعبة تتغير من حولنا!

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon