توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المائدة الإيرانية

  مصر اليوم -

المائدة الإيرانية

بقلم: طارق الحميد

ما زالت التصريحات متفاوتة حول اجتماع ممثلي أطراف الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران لعام 2015 في فيينا، حيث التأكيد الإيراني على عدم قبول أي نقاش خارج الملف النووي، وتأكيد أميركي على ضرورة مناقشة الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وعليه، ماذا علينا أن نصدق؟ المراقب لسير المفاوضات هذه يشعر وكأن طاولة اجتماعات فيينا للتفاوض باتت مائدة إيرانية، وليس طاولة مفاوضات دولية لـ«خمسة + واحد».
والخلل الأول في هذه المفاوضات هو ترويج فكرة أنها «محادثات إعادة الامتثال المتبادل بين طهران وواشنطن»، وذاك يعني رفع العقوبات الأميركية التي وضعها الرئيس السابق ترمب، وبالتالي امتثال إيران.
أي وبلغة بسيطة العودة للاتفاق النووي الخاص بعام 2015، الذي وضعه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وكما هو، من دون تعديل، أو إعادة كاملة للاتفاق تشمل مخاوف المنطقة الجوهرية.
ومخاوف المنطقة هي أسلحة إيران المنتشرة بأيدي ميليشيات، والصواريخ الباليستية، وغيرها من الأسلحة، والتدخل الإيراني المدمر في العالم العربي والمنطقة، وهو ما يقلق دول الخليج، والعراق كدولة، وكذلك إسرائيل.
ما تريده إيران هو رفع العقوبات الأميركية أولاً، ثم العودة للمائدة الإيرانية، كون إيران هي من يحدد ما يوضع عليها، خصوصاً بعد تهديد طهران بالانسحاب في حال اشتملت المفاوضات على ما هو أبعد من اتفاق 2015.
ولا يهم ما يقوله المفاوضون الإيرانيون، أو ما يقوله وزير خارجية طهران، وإنما ما يقوله المرشد الإيراني الذي أعلن مؤخراً أن التحقق من رفع العقوبات الأميركية «يعني أن إيران يجب أن تكون قادرة على بيع نفطها، بسهولة وبطريقة رسمية، وفي ظروف عادية، والحصول على مواردها».
وهو ما أكده مسؤول إيراني رفيع لاحقاً، حيث قال إن «إيران لا تقبل ولا تعترف بالمفاوضات القائمة على تقسيم العقوبات»، لافتاً إلى أن «شرط إيران للعودة إلى التزاماتها النووية هو الرفع الدائم لجميع العقوبات بأكملها»، مضيفاً: «لن يكون استئناف طهران لالتزاماتها ممكناً إلا بعد التحقق المعقول من رفع العقوبات»، ومشدداً على أن بلاده «ستحتاج إلى وقت كافٍ للتحقق من إنهاء العقوبات، وأنه لا يمكن القيام بذلك في غضون وقت قصير».
يحدث كل ذلك بينما تنقل وكالة «رويترز» عن دبلوماسيين غربيين أنهم سيعرفون في غضون أسابيع ما إذا كانت جولات المحادثات ستثمر نتيجة قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية يوم 18 يونيو (حزيران) المقبل.
مما يعني أن إيران تحدد تماماً ما تريده، وما تشترطه، والوقت، بينما كل ما يريده الغرب هو إنجاز اتفاق، وبأسرع وقت ممكن، وقبل الانتخابات الإيرانية، وفي غضون أول مائة يوم للإدارة الأميركية!
ولذا فنحن لسنا أمام طاولة مفاوضات، بل مائدة إيرانية تحدد طهران ما يطرح عليها، وما يناقش فيها، ولهذا السبب تتزايد التصريحات الإسرائيلية المهددة بأن اتفاقاً مثل هذا لا يعنيها.
ولذلك تواصل إسرائيل استهداف إيران في سوريا، ومن دون توقف، ونحن أمام حرب سفن في المنطقة بين إيران وإسرائيل، وتوجس خليجي حقيقي جراء المفاوضات في فيينا، وهذا القلق مبرر كوننا أمام المائدة الإيرانية وليس طاولة مفاوضات في فيينا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المائدة الإيرانية المائدة الإيرانية



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon