توقيت القاهرة المحلي 21:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

العصر الليبرالى

  مصر اليوم -

العصر الليبرالى

بقلم - مصطفى الفقي

عندما بدأت العمل فى سفارتنا بالهند عام 1979 كان رئيس الوزراء هو مورارجى ديساى لأن السيدة (أنديرا غاندى)، رئيسة الوزراء السابقة وقتها، قد سقطت فى الانتخابات بدائرتها الأساسية.

وبالتالى فقدت منصبها، وشعرت بانبهار شديد لديمقراطية الهنود التى أسقطت رئيسة الوزراء فى دائرتها الانتخابية من المرحلة الأولى بعد أن كانت ملء السمع والبصر، فهى ابنة مهندس الهند الحديثة (جواهر لال نهرو) وصاحبة الشخصية الأسطورية فى السياسة والحكم حينذاك.

وقد تولت رئاسة الحكومة بعد وفاة (لال بهادور شاستريى)، الذى خلف والدها فى رئاسة الوزراء، ثم توفى فجأة فى طشقند أثناء مباحثات لتسوية النزاع الهندى الباكستانى.

لكنى استدركت وتذكرت وقتها التقاليد المصرية فى العصر الليبرالى (1922- 1952) عندما أسقط أبناء دائرة منيا القمح بمحافظة الشرقية فى مصر رئيس الوزراء يحيى باشا إبراهيم فى دائرته الانتخابية.

بما أدى إلى إعفائه من رئاسة الحكومة، وذلك يعنى ببساطة أن المصريين لديهم تراث ديمقراطى يجب أن نتذكره دائمًا، فلقد كان ذلك العصر الذى يحكم مصر فيها ملك فى ظل سلطة الاحتلال البريطانى هو الفيصل فى إدارة شؤون البلاد.

لكن ذلك كان يجرى فى دولة نظامها شبه برلمانى، الملك فيها هو الأول مراسميًا، ولكن رئيس الوزراء هو الأول سياسيًا واستقام الوضع على هذا النحو حتى ثورة 1952، ولقد شاءت ظروف عملى الدبلوماسى بعد ذلك أن أخدم بلادى فى دول ثلاث وهى: بريطانيا والهند والنمسا.

وتصادف أن هذه الدول الثلاث تأخذ بالنظام البرلمانى الذى كانت تتطلع إليه مصر فى الفترة الليبرالية من تاريخها المعاصر، وكان فى بريطانيا رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية وينسحب ذات الأمر على رئيس الوزراء فى الهند ويلحقهما المستشار النمساوى بصلاحيات رئيس الوزراء.

ولذلك وقر فى ضميرى أن النظام البرلمانى أفضل من النظام الرئاسى أو المختلط بين الاثنين، لكن ذلك يقتضى توافر بعض المقومات غير المتاحة لدينا حتى الآن، وأولها وجود أحزاب سياسية قوية تمارس عملها بفاعلية.

وتملك القدرة على الحركة السياسية فى مجتمع مفتوح ودولة تتمتع بالديمقراطية، كما أن الأمر يقتضى أيضًا درجة من الوعى تؤهل لفهم التقاليد الديمقراطية الصحيحة فى ظل مجلسين نيابيين مثل (اللوك سابها والراجا سابها) فى الهند حتى لو اقتصر الأمر على مجلس نيابى واحد فإن حيوية العمل البرلمانى سوف تجعل كفاءته التشريعية والرقابية على مستوى يليق بالدولة البرلمانية.

وأنا أدرك صعوبة تطبيق ذلك فى بلادنا لأسباب يطول شرحها، لكنى أتطلع إلى يوم يتحقق فيه ذلك حيث يكون رئيس الدولة هو رمزها الأعلى، وهو الأسبق مراسميًا عن كل ما عداه، بينما يأتى دور رئيس الوزراء باعتباره رئيس السلطة التنفيذية الفاعل الذى يدير شؤون البلاد.

ويأتى بانتخابات حرة ممثلًا لحزب واحد أو الائتلاف بينها، بحيث يكون وجوده مرتبطًا بشعبية الحزب الذى جاء به، واستمرار الظروف التى أوصلته إلى مقعد رئيس الوزراء، لذلك فإن النظام البرلمانى المصرى فى العصر الليبرالى لم يكن سليمًا مائة بالمائة.

فقد اعترضته تدخلات غير مبررة من القصر الملكى، وضغوط واضحة من الوجود الأجنبى، ولعلنا نتذكر أننا نمر هذه الأيام بذكرى حادث 4 فبرابر 1942 عندما أحاطت الدبابات البريطانية بقصر عابدين لتجبر الملك على تشكيل وزارة يقودها حزب الأغلبية حينذاك.

وهو حزب الوفد، وبرغم أن الأمر فى نهايته قد يصب فى خانة الديمقراطية الحقيقية إلا أن الإجراءات التى وصل بها حزب الوفد وقتها إلى الحكم لم تكن مرضية للشعور الوطنى والواقع السياسى.

إننا نقول هنا صراحة إن أنسب النظم الدستورية للحكم فى بلادنا يدور حول النظام البرلمانى، لكن الأمر يحتاج إلى تمهيد طويل واستعداد شامل يسمح بوجود البيئة السياسية والمناخ الثقافى الذى يؤمن بالتعددية الحقيقية فى ظل نظام برلمانى صحيح.

هذه بعض أمنياتى كمواطن مصرى يدرك صعوبة الظروف التى نعيش فيها والتحديات التى تواجه وطننا على نحو غير مسبوق، لكننى واثق من أننا سوف نجتاز الصعاب، فما أكثر ما عاشت مصر من لحظات صعبة وما مرت به من ظروف ضاغطة عبر العقود الأخيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العصر الليبرالى العصر الليبرالى



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt