توقيت القاهرة المحلي 16:49:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسم البطاطس!

  مصر اليوم -

موسم البطاطس

بقلم : محمد أمين

عشت فرحة حصاد البطاطس، وتابعت تقريرًا عن موسم حصاد البطاطس، أو العروة المُحيِّرة من البطاطس، وشاهدت فرحة الفلاحين، الذين قالوا إن المحصول مبشر جدًّا هذا العام، خاصة أنهم زرعوا المحصول بين الشتاء والصيف فى مدة لا تقل عن 120 يومًا، ما سبّب لهم سعادة غامرة، ولى شخصيًّا كواحد من الفلاحين، الذين سعدوا بزراعة القطن والطماطم فى وقت من الأوقات، وكانت فرحة الحصاد تعلو على أى فرحة، خصوصًا أنها ترتبط بالأفراح بين أبناء القرية، وتحقق فرحة لهم جميعًا!.

كنا نستيقظ مع بشائر الفجر، ونقوم بالحصاد، والعراجين لينة مرنة، (لا تخربش، ولا تمسك فى ثياب الحاصدين).. كان ذلك فى موسم جنى القطن.. وكنا نشعر بفرحة لأنه موسم الذهب الأبيض، وكانت العائلات ترتبط فى هذا الموسم بحفلات زواج للأبناء والبنات!.

الآن، أظن أن موسم حصاد البطاطس يشبه ذلك الموسم الذى تربينا عليه، وكنا نحتفل به، وكان أيضًا موسم الذهب الأصفر، حيث يتم شراء الشبكة لكل عروسين أو تجهيز البنات الصغيرات استعدادًا للزواج، وقد تغيرت المواسم، وأصبحنا نشعر تجاه البطاطس بإكبار، ونحتفل بها، وكانت عزيزة فى الشهور والسنوات الأخيرة، حتى أصبحت موضوعًا فى وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين، بعد أن كانت البطاطس طعام الفقير، وكان كل بيت يحتفظ لنفسه بجوال بطاطس يستخدمها مطبوخة أو مقلية أو مسلوقة أو صينية!.

وكنا يوم الخبيز ننتظر صينية البطاطس مع صينية الأرز المعمر، وبعضها يكون مشويًّا مع بعض البصل المشوى، ونحمد الله، وننام سعداء.. هذه الأشياء البسيطة كانت فى تراثنا وذكرياتنا، حتى أصبح الكيلو الآن بثمن جوال بطاطس فى زمن الخبيز الجميل، ولم نعد نشوى البطاطس والبصل، ولم نعد نعمل صينية البطاطس ولا الأرز المعمر!.

ولكل ما ذكرته، كانت فرحتى مضاعفة حين شاهدت موسم حصاد البطاطس وفرحة الفلاحين، واستبشرت خيرًا بعودة طقوس زمن والدتى، وهى تدس صينية البطاطس فى الفرن، فتخرج تنادى الآكلين، فنتحلق حولها، ونأكل حتى نشبع، ونُحلى بصينية الأرز المعمر بالزبدة والقشطة، وأفضل مَن كان يكتب عن هذه الطقوس الأستاذ عباس الطرابيلى، الكاتب الكبير الراحل، الذى كان يحكى هذه الوقائع، ونشعر بالجوع، حتى يسيل لعابنا من طريقة حكايته!.

هذه الصور لم تُنْسِنى الكلام عن البطاطس، فالعروة الشتوية تُعد من أفضل الزراعات فى العروات الثلاث لمحصول البطاطس، فمحصول البطاطس تتم زراعته خلال العام ثلاث مرات، وهى العروة الشتوية، وهى الأقل فى الإنتاج، والعروة المُحيِّرة، وهى متوسطة الإنتاج، أما العروة الصيفية فتُعد الأعلى فى الإنتاج، ويحقق الفدان إنتاجًا ما بين 20 و22 طنًّا!.

ومعناه أن سعر البطاطس بدأ يأخذ فى الانخفاض ليرتاح المواطن، فهو ليس مرتبطًا بالدولار، ولكنه من طينة هذه الأرض، ولو وفرت له الدولة الشتلات والأسمدة فسيكفى احتياجاتنا، وعلى ما يبدو أن ذلك قد حدث، فقال أحد التجار إنه يُعد خيرًا كبيرًا للفلاح والمواطن أيضًا!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم البطاطس موسم البطاطس



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon