توقيت القاهرة المحلي 22:12:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة سحب الثقة!

  مصر اليوم -

معركة سحب الثقة

بقلم - محمد أمين

الديمقراطية ليست أقوالًا ولا كلام جرايد.. إنها أفعال وممارسة تؤكدها كل يوم.. هذا ما قدمته بريطانيا لكل شعوب العالم من دروس، من خلال إجراءات سحب الثقة التى حدثت مع رئيس الوزراء نفسه، دون أن يتدخل أو يمارس ضغوطه أو يحاول إفشال العملية.. وإن كانت العملية قد انتهت بانتصار جونسون فى النهاية!

أفلت بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطانى، من معركة سحب الثقة، ونجا منها بأعجوبة.. وحصل على 211 صوتًا مقابل 148 صوتًا.. وقال جراهام برادى، رئيس لجنة التنظيم فى حزب المحافظين، إن 211 نائبًا جددوا الثقة فى رئيس الوزراء بوريس جونسون، ما يعنى أن جونسون كسب المعركة.. طبعًا كانت هناك مخاوف أن تنجح العملية، ومفهوم أن حزب جونسون هو الذى كان يحاكمه على عدم الالتزام بالتعليمات التى أقرها بنفسه، خلال فترة الحظر والإغلاق.. وهى هناك كبيرة من الكبائر!

كان السؤال: كيف يضع ضوابط للناس ولا يلتزم بها رئيس الوزراء؟.. ولم يغفروها له مع مرور الوقت.. ولم يعتبروها مسألة تافهة.. فلا هو أفسد ولا هو ارتشى، ولا هو عيَّن أحدًا على خلاف القانون، ولا باع ولا اشترى إنما حضر حفلة فى وقت الحظر والإغلاق!

كان تاريخ جونسون مهددًا وكان يسير فى اتجاه سحب الثقة بكل احترام للديمقراطية، فلم يصرح بأى تصريح مخالف ولم يقلل مما يجرى، ولكنه خضع لكل الإجراءات وذكّر حزبه بأنه دعمه ونجح به.. واستسلم للغرامة التى فرضتها الشرطة عليه ودفعها.. كما أن العدد الموجود الآن الذى انتقده وأصر على سحب الثقة ليس عددًا قليلًا، ولكنه 148 نائبًا، وهؤلاء يُحسب لهم ألف حساب، وقد يشكلون عبئًا وعائقًا على ممارسة جونسون مهامه فى الفترة القادمة.. كما ذكرت صحيفة «جارديان»!

القصة لم تكن تمثيلية للتأكيد على الديمقراطية إطلاقًا، كانت عملية سحب ثقة حقيقية، مهما كلف حزب المحافظين، فلا معنى للتسامح مع جونسون لأنه رئيس وزراء.. الأصل أن يكون أكثر الناس انضباطًا والتزامًا بقرارات وقواعد الحكومة.. وليست كل مهمته أن يُصدر القرارات فيكون أول من يخالفها ولا ينفذها!

فلا جونسون عقد صفقة سرية هنا أو هناك، ولا قبض عمولات نظير أى شىء، ولا حتى عقد صفقة مع حزبه.. كانت مخالفة إجرائية.. المهم أن حزبه لم يدافع عنه ولم يلتمس له الأعذار، ولم يقل إنه كان فى مهمة رسمية، والمهم أن الشرطة داهمت رئيس الوزراء ودفع الغرامة، ولم يقل: يا ابنى أنا رئيس الوزراء!

وحتى الذين جددوا الثقة فيه لم يُنكروا عليه الخطأ، وإنما كان لديهم شعور بالإحباط من الانحراف، وكان لديهم إحساس بالخوف من الجمهور أن يؤيدوا رئيس وزراء «كاذبًا».. وهذه المجتمعات تغفر أى شىء إلا الكذب!

وأخيرًا، ربما أفلت جونسون من سحب الثقة هذه المرة.. لكن العدد الذى كان يريد الإطاحة به يتنامى وقد ينتظر له «غلطة»، وكل هذا يضع أداء رئيس الوزراء تحت المجهر.. ومعناه أن الديمقراطية تعالج أخطاءها بنفسها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة سحب الثقة معركة سحب الثقة



GMT 08:18 2024 السبت ,18 أيار / مايو

يا حسرة الآباء المؤسسين!!

GMT 00:12 2024 السبت ,18 أيار / مايو

دعوة للإصلاح أم للفوضى؟

GMT 00:12 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

قمّة المنامة!

GMT 00:12 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

عادل إمام ونصف قرن على عرش النجومية

GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 10:57 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي
  مصر اليوم - مفاجآت كبيرة في فيلم الست لمنى زكي

GMT 09:24 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:46 2024 السبت ,11 أيار / مايو

أجمل الوجهات السياحية للعرسان في مالطا

GMT 16:46 2023 الخميس ,20 تموز / يوليو

كلماتك الإيجابية أعظم أدواتك

GMT 07:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير كعكة الشوكولاته الخفيفة

GMT 19:58 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

الماء يساعد في نقية وتطهير الجسم

GMT 22:35 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

مورينيو يستغل مارسيال لخطف نجم دورتموند

GMT 13:56 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تنفذ حملة مكافحة القوارض لحماية محصول القمح

GMT 00:42 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل فطائر البطاطس المحشية خطوة بخطوة

GMT 12:10 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة المصري يصدم الأهلي بشأن عدلي القيعي

GMT 09:30 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 02:05 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

تخلص من آلام الأسنان بوصفات طبيعية وفعالة

GMT 12:05 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل المأكولات البحرية

GMT 10:14 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تراجع الإقبال على مباريات كرة القدم في ألمانيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon