توقيت القاهرة المحلي 22:12:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى من يهمه الأمر!

  مصر اليوم -

إلى من يهمه الأمر

بقلم - محمد أمين

هذه رسالة من القارئ حازم راضى، يقول إنها استغاثة لمن يهمه الأمر، وشكوى من مواطن قد أوصدت أمامه كل الأبواب.. يقول فيها:

الكاتب المحترم/ محمد أمين..

أتوجه لسيادتكم بهذه الشكوى، حيث أصبح مجال الشكوى موصدًا، ولم أجد غير نافذتكم الكريمة التى أتمنى أن تتسع لى.

للأسف ونحن بصدد عقد مؤتمر عالمى للمناخ وتأثيراته السيئة، فإننا نجد أن توجه الحكومة أصبح فى الاتجاه المضاد تمامًا.. أصبح يقطع الأشجار ويجرف المسطحات الخضراء التى تقلصت بشكل كبير، خصوصًا فى القاهرة التى أصابتها حمى التطوير.. إننا لا ننكر أن الطرق حدثت بها طفرة لم نحلم بها منذ عقود، ولكن مع السرعة فى الإنجاز فقد حدث أن سقط اللون الأخضر من الحساب.. وقد تحملت منطقتا مصر الجديدة ومدينة نصر بالأخص معظم هذا العبء.. فقد توجهت عين الحكومة نحو المسطحات الخضراء الصغيرة داخل المربعات السكنية لـ(تطويرها).. وبالطبع هذا التطوير يشمل إزالة الأشجار والمناطق الخضراء وإقامة كافيهات وجراجات! سيدى الفاضل، أنت بالطبع تعرف أن هذه الحدائق الصغيرة أصبحت المتنفس الأخير لمدينة تعيش فى أتون الحر والعرق، ولا يجد مواطنوها أى ظلال للحماية من أشعة الشمس الحارقة أو حتى أكسجين للتنفس أو للتنزه والاستمتاع باللون الأخضر الذى اندثر فى السنوات الأخيرة. مرفق لكم صورة من مخطط الحكومة لإزالة مربع أخضر صغير داخل كتلة سكنية لم يشكُ قاطنوها من أى شىء ولم يعانوا سوى من تردى بعض الرصف للشوارع، وهو الأمر السائد فى جميع أنحاء مصر.. ولكنهم فجأة استيقظوا على لافتة تخبرهم بأن هذه المربعات الخضراء التى أمام نافذتهم سوف تتم إزالتها لإقامة جراج وكافيهات.. ليتسلل الإزعاج والعشوائية من الشوارع الرئيسية إلى داخل المربعات السكنية وحتى تحت بيوتنا!

إننى حقًا أتساءل: ونحن فى خضم الدعوة للحوار، أليس من الأوقع والأجدى أن تتحاور الحكومة مع مواطنيها قبل اتخاذ قرار يمس راحة مواطنيها ويقض مضجعهم ليلًا ونهارًا؟! أليس من الأجدى للحكومة أن تستشير متخصصًا فى العمران والتخطيط لتعرف أنها ترتكب جريمة حين تحول هذه المربعات الخضراء الصغيرة داخل الكتل السكنية- وليس على الشوارع الرئيسية أو حدائق عامة كبيرة- إلى جراجات وكافيهات؟! يقينى أن هذا هو الحوار الذى أعرفه والذى يعرفه كل مواطن.. فالمواطن البسيط لا يهمه سوى قضاء حاجات بيته وأولاده، والتى أصبحت عزيزة جدًا هذه الأيام.. لن يهتم بالحوار السياسى أو الاجتماعى أو حتى الاقتصادى الذى يحفل بالكلمات الرنانة مثل النمو أو التضخم أو عجز الميزانية أو فائض الميزان التجارى.. كل هذا غير مهم بالنسبة له.. ولكن إذا جاءه مسؤول فى الحى أو المحافظة وسأله: ماذا تريد تحت بيتك.. أمام عمارتك وفى شارعك؟ فإنه سيُصبح أسعد إنسان فى الوجود لأنه سيشعر بأن الدولة تعمل من أجله.. وتراعى احتياجاته الأساسية التى من ضمنها بعض الحدائق الصغيرة أمام بيته.. ساعتها سيشعر المواطن فعلًا بأنه مصرى وأنه إنسان! إننى أدعو سيادتكم أن توصل صوتنا إلى الحكومة التى تحمل فقط البناء التجارى الهادف للربح على حساب الإنسان.. الإنسان الذى نريده أن يطمح للجمال والرقى وينبذ القبح والعشوائية.. إننى أتمنى أن تقف هذه الحملة المستعرة تجاه كل أخضر، والحفاظ على ما تبقى لنا من حدائق صغيرة لعلها تكون المنجية لنا من لهيب صيف قادم.

وأشكر لكم حسن الاهتمام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى من يهمه الأمر إلى من يهمه الأمر



GMT 21:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

عن الصناعة والقطاع الخاص!

GMT 21:51 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مؤامرة التهجير

GMT 21:34 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

البشر والحجر!

GMT 21:24 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أهلا ببطل الكونفدرالية

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 10:57 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي
  مصر اليوم - مفاجآت كبيرة في فيلم الست لمنى زكي

GMT 09:24 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:46 2024 السبت ,11 أيار / مايو

أجمل الوجهات السياحية للعرسان في مالطا

GMT 16:46 2023 الخميس ,20 تموز / يوليو

كلماتك الإيجابية أعظم أدواتك

GMT 07:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير كعكة الشوكولاته الخفيفة

GMT 19:58 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

الماء يساعد في نقية وتطهير الجسم

GMT 22:35 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

مورينيو يستغل مارسيال لخطف نجم دورتموند

GMT 13:56 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تنفذ حملة مكافحة القوارض لحماية محصول القمح

GMT 00:42 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل فطائر البطاطس المحشية خطوة بخطوة

GMT 12:10 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة المصري يصدم الأهلي بشأن عدلي القيعي

GMT 09:30 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 02:05 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

تخلص من آلام الأسنان بوصفات طبيعية وفعالة

GMT 12:05 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل المأكولات البحرية

GMT 10:14 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تراجع الإقبال على مباريات كرة القدم في ألمانيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon