توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«30 يونيو» والـ«دي إن إيه» المصري

  مصر اليوم -

«30 يونيو» والـ«دي إن إيه» المصري

بقلم - خالد منتصر

عندما خرج الشعب المصرى ضد الإخوان فى ٣٠ يونيو، لم يكن خروجه لسبب اقتصادى أو سياسى بقدر ما كان خروجاً للحفاظ على الهوية المصرية، فقد أحس المصرى أن الـ«دى إن إيه»، الخريطة الجينية للهوية، قد بدأت تتغير وتتشوه.

هنا كانت علامة الخطر وجرس الإنذار الذى جعل المصرى يُستنفر وينتفض ويخرج ضد التتار الجدد من خفافيش الظلام، عصابة لا تنتمى للوطن، بل للخلافة، تنظيم مرشده يقول «طظ فى مصر»، ومُنظر التكفير فيه يقول «الوطن حفنة من تراب عفن»!

عصابة كارهة للفن وللوجدان وللإبداع، شعارها التجهم والابتسامة اللزجة، يرفعون شعار «الإسلام هو الحل» ليخدعوا به الجماهير، صار الدين عندهم سلعة سياسية على رفوف سوبر ماركت التنظيم الدولى، درجة سلم يصعدون عليها ثم يقذفون بالسلم، يدّعون السلام والسماحة ويضربون المعارضة فى «الاتحادية» بكل عنف وشراسة، يُختطف مصريون بواسطة حفنة من تجار الدين فيقولون وينادون حافظوا على الخاطفين، بالطبع لأن مصلحتهم واحدة، ويتحرق الوطن مش مهم!

فالوطن عندهم غرفة فندق يتركونها وقتما يشاءون، ويعبثون بمحتوياتها بكل جلافة لأنها ليست ملكهم، يهجمون على خيام ليضبطوا جبنه نستو!! ويتقولون على الشباب ويتهمونهم بأنهم رافضون للإخوان لأنهم يريدون الانفلات الجنسى!! يكرهون المرأة كراهة التحريم ويعتبرونها شيطاناً رجيماً، ويضعون مكان صورتها وردة لأنها عورة!!! وكانوا يجوبون القرى فى حملات تشجع على ختان البنات!!

أحس المصرى بأن الـ«دى إن إيه» قد اقتحمه الفيروس، وسيحتل هو المكان ويُصدر أوامره وكأنه الحمض النووى الأصلى، وينخدع الجسد ويستجيب، لكن الجسد المصرى رفض الفيروس، وأعلن التمرد، ولفظ كل أشكال جماعات الإسلام السياسى.

خرج ليعلن: نحن مصريون فقط، نحن سبيكة وطنية صُهرت على مدى قرون، لن نسمح بأن يُمنع ناخب مسيحى أو يُضرب حتى لا يذهب للجنته الانتخابية تحت شعار لا ولاء للذمى!!، خرج المسلم يده فى يد المسيحى، خرجت المرأة على أنغام «يا حبيبتى يا مصر»، الشباب رفع علم مصر وارتدى التيشيرت الفرعونى ولم يتنصل من حضارته التى كانوا يصفونها بحضارة الأصنام، ومنهم من طالب بتحطيم أبوالهول، ومنهم من غطى التماثيل لأنها حرام!

كفَّروا نجيب محفوظ فى البرلمان وهو فخر مصر وصاحب نوبل وأيقونة الرواية والمثال المعاصر للمصرى الذى صهر كل الثقافات فى وجدانه وعقله، خرج المصرى ليثبت أنه ليس ابن حقبة تاريخية واحدة، هو كما وصفه ميلاد حنا ابن طبقات جيولوجية تاريخية متعددة، استفاد من كل منها وطبعته ببصمتها، خرج المصرى من أجل الهوية المصرية لا الدينية، فالهوية الدينية هى فى المسجد لا يتم الصراخ بها فى الشارع، كان المصرى متأكداً أن خراب الـ«دى إن إيه» ليس بعده خراب، ولا إصلاح ولا ترميم له، إنه التشوه والموت وضياع الهوية، حفظ الله مصر وهويتها إلى الأبد، فهى فجر الضمير وعمق التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«30 يونيو» والـ«دي إن إيه» المصري «30 يونيو» والـ«دي إن إيه» المصري



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt