توقيت القاهرة المحلي 07:06:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حسن الصباح وغسل الدماغ وصناعة الانتحاري

  مصر اليوم -

حسن الصباح وغسل الدماغ وصناعة الانتحاري

بقلم - خالد منتصر

اندهش البعض من سهولة تجنيد أتباع حسن الصباح وغسل أدمغتهم للقيام بعمليات انتحارية، وكيف أن ابن سيحون تم جلده بقسوة وبعدها قبل يد حسن الصباح ودعا له!!!، هناك دراسة مهمة للدكتور ياسين حسن من الممكن أن تضىء لنا هذا السلوك وتبدد دهشتنا، ملخص الدراسة هو أن علم النفس قد توصل إلى نتائج مهمة تشير إلى ارتفاع نسبة الاكتئاب لدى الانتحارى، تعرضه لصدمات فى الطفولة، سهولة انقياده وتأثره الشديد بمحيطه، وامتلاكه لميول انتحارية ولكن بغياب لمحاولات انتحار، غياب أى شكل من أشكال التعبير الجنسى، حبه الشديد وامتلاكه لمشاعر عاطفية كبيرة وليس كما نتوقع بأنه عديم المشاعر، يمتلك حقداً دفيناً ورغبة بالانتقام، هادئ وأفعاله لا تنتج عن غضب، ملتزم بشدة بفكرة دينية أو سياسية، يؤمن بشدة بمفهوم العدالة ويرى الحياة أنها خير وشر، يعتقد أنه ضحية وليس جلادا.

- من صفات الإرهابى استعداده للموت، وسبب ذلك أنه يعتنق قضية أهم من الحياة حسب ظنه، لكن ميله الانتحارى يترافق بغياب محاولات الانتحار، يفسر ذلك بأن غالبية التفجيريين الانتحاريين ينتمون للدين الإسلامى الذى يحرم الانتحار، بالإضافة لإيجاد مفهوم الاستشهاد، فالإرهابى لا يعترف بالانتحار بل يعتبره استشهاداً.

- الإرهابى ليس عديم مشاعر وليس مليئاً بالكراهية، بل على العكس، تفجيره لنفسه وقتل الآخرين سببه حبه لأهله ودينه وأبناء جماعته التى ينضوى تحتها، فتفجيره لنفسه يعنى له أنه قدم شيئاً استثنائياً لهم، وأنه انتقم لمعاناتهم، وهو لا يمتلك مشاعر كراهية تجاه الضحايا، لأنهم لم يؤذوه من قبل، لكن موتهم يعنى إرضاء معتقده وإرضاء من يحب.

- الإرهابى ليس غاضباً بل حاقد طويل الأمد: كل الناس تغضب، والغضب عادة يدفع لرد فعل سريع يزول بزوال الغضب، أما التخطيط الدقيق لتدبير عمل انتحارى فيستغرق وقتاً طويلاً، وفى تفكير الانتحارى، فإن تفجيره لنفسه وقتل العشرات ليس انتصاراً وليس نهاية قضيته، بل خطوة واحدة فى سبيل هدف قد يحتاج لآلاف السنين حتى يتحقق، فهو يدرك أن قتله لعشرات المدنيين فى واشنطن لا يعنى سقوط الولايات المتحدة، بل خطوة تليها خطوات، وهذه الأهداف بعيدة الأمد تدل على حقد عميق وليس عن غضب، أما كيف يتم صنع الإرهابى، فهذا من خلال:

أولاً: يتم إيجاد فكرة أهم من الحياة تغزو تفكيره، كأن يتم تعليمه أن الدفاع عن أفكار الإمام هو دفاع عن الدين، وهو أهم من الحياة، وهذا يصغر قيمة الحياة فى نظره ويقربه من الموت.

ثانياً: إعلاء قيمة الموت فى نظره، وأشهر مفهوم ينجح بذلك هو الشهادة، وجعل الموت فى سبيل قضية ما هو أهم ما يمكن لإنسان فعله.

ثالثاً: تحويله إلى بطل بنظر الناس، فالإرهابى إنسان غير مشهور منفى فى بيئته، يشعر بأن لا قيمة له، فإذا تم إيهامه بأن ما سيفعله عمل بطولى وأنه منقذ لآلام شعبه أو حزبه أو دينه فسيصبح مستعداً للتضحية بأناه الحقيقية وحياته مقابل حصوله على أنا متفوقة بنظر الآخرين.

رابعاً: تخليده، وذلك لإزالة الخوف من الموت، ويتم تخليده عبر إقناعه بأن مصيره فى جنة ما أو أن التاريخ سيذكره.

تتطلب العوامل الأربعة السابقة وجود شخص أو منظومة قادرة على غرس هذه العوامل داخل دماغ، وطبعاً تقوم بهذه المهمة بعض الدول والشخصيات السياسية والدينية باعتماد ذكى على فهمها لشخصية من تجنده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسن الصباح وغسل الدماغ وصناعة الانتحاري حسن الصباح وغسل الدماغ وصناعة الانتحاري



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon