توقيت القاهرة المحلي 17:39:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل إجازة الجمعة فريضة دينية؟

  مصر اليوم -

هل إجازة الجمعة فريضة دينية

بقلم :خالد منتصر

الإمارات فى سبيلها لإلغاء إجازة الجمعة وهذا قرار جرىء ومدروس ويدمجك فى عجلة الاقتصاد العالمى، لكنه بالطبع قوبل بجدل ولغط وهجوم، وكأن القرار هو إلغاء صلاة الجمعة وليس عطلة الجمعة!، لكن ماذا لو فكر أى مسئول فى طرح فكرة أن يكون يوم الإجازة الأسبوعية فى المؤسسات الحكومية فى مصر يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة؟، من المؤكد أن اتهامه بالردة والخروج عن المعلوم من الدين بالضرورة سيكون جاهزاً وسيخرج من الأدراج والمخازن وقت تلفظه بهذا القرار!، لماذا؟! لأن تفسيرنا الجاهز لهذا القرار سيكون تفسيراً دينياً شأن تفسيراتنا لكل شىء الآن، فنحن نعيش عصر التمسك بالمظاهر والشكليات الدينية حتى النخاع، والبعد عن جوهر الدين وأخلاقياته ومعنى الضمير الكامن فيه!.

لذلك سنفسر هذا القرار بأنه تراجع ورِدة عن الإسلام، لأننا ببساطة اختزلناه فى هذا اليوم الذى فيه صلاة الجمعة، ولم نسأل أنفسنا سؤالاً بسيطاً: ما الرابط أو العلاقة الحتمية بين صلاة الجمعة وبين فرض ووجوب أن يكون كل اليوم إجازة؟!

مَن زار ماليزيا أعظم وأفضل دولة إسلامية نهضت اقتصادياً بالعلم، اعتماداً على مواردها وجهد مواطنيها وإخلاص حاكمها، مَن زارها يعرف أن إجازتها السبت والأحد مثلها مثل تركيا الدولة المسلمة الناهضة الأخرى، ويعرف أنهم يسمحون للموظفين والعمال بنصف ساعة لصلاة الجمعة ثم العودة مرة ثانية للعمل، وترى هناك المساجد ممتلئة وعامرة دون تشنجات أو مظهرية أو اتخاذ هذا الوقت مبرراً للتزويغ وإهمال العمل!

لم ينتقص هذا من إسلام أهل ماليزيا، ولم يجعلهم ملعونين يستحقون غضب الله على هذه الجريمة النكراء، لكن هل إجازة الأحد بدلاً من الجمعة هى التى أوصلت ماليزيا وتركيا إلى هذه النهضة؟، بالطبع لا، ولا يوجد مَن هو بهذه السذاجة ليعتبر أن هذه هى معادلة النجاح لدولة كانت حتى 1981 خارج التاريخ.

ما أقصده من عرض هذه النقطة هو الفلسفة وراء هذا القرار، فأنت حين تريد النهضة واللحاق بركب الحضارة ومحاولة السير بعد العثرات، بل فى حالتنا أستطيع أن أقول السير بعد الشلل، حين تريد كل هذا، لا بد من أن تطرح على نفسك سؤالاً واضحاً، هل الحل هو التقوقع فى شرنقتى أم الانفتاح على العالم؟

إذا اخترت الانفتاح على حركة العالم وقررت أن تنافس وتحلم وتبدع، فلا يصح أن تنعزل ثلاثة أيام عن هذا العالم، فالدول الإسلامية التى اختارت يوم الأحد إجازة لم يدر فى خلدها ولو للحظة أنها تتخذ قراراً دينياً، بل كانت تتخذ قراراً اقتصادياً، فيوم إجازة الجمعة يعنى أن تبتعد عن حركة البنوك والاقتصاد الجمعة والسبت، وعندما تعود الأحد تجد باقى العالم فى إجازة، إذن أنت قررت وبملء إرادتك أن تنام فى بيتك وتشخر ثلاثة أيام وعجلة العالم تدور، لم تكن ترساً يساعد على دوران العجلة، بل قررت أن تكون عصا تعرقل الدوران، أو على أكثر تقدير، متفرجاً على هذه العجلة وهى تدور بقوة وأنت تسخر من دورانها وتصرخ: سرقونى الكفرة... أنا اللى اخترعت العجلة!

تحقيق معادلة التقدم بالنسبة للدول المتخلفة من أمثالنا هو أن نعترف فى البداية بالمرض كمجتمع!، مثلما اعترف مهاتير محمد فى ماليزيا وفتحها على العالم، خاصة اليابان وكوريا، وقال: اتفضلوا سوقنا مفتوح ومستعد بس عايزين مشورتكم وعلمكم، ثم انفتاح وتحويل الثمانى عشرة ديانة وجنسية وعرقاً إلى طاقة إنتاج وعمل بدلاً من أن تتحول إلى ساحة عراك وشجار وتعطيل وشلل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل إجازة الجمعة فريضة دينية هل إجازة الجمعة فريضة دينية



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات

GMT 16:04 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر صحفي للشركة صاحبة حقوق بيع تذاكر المونديال

GMT 00:34 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مهاجم ليرس البلجيكي يطلب فرصة مع منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon