توقيت القاهرة المحلي 07:06:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منزل تولستوي ومنزل أم كلثوم

  مصر اليوم -

منزل تولستوي ومنزل أم كلثوم

بقلم :خالد منتصر

تولستوى هو وديستوفيسكى أشهر روائيى القرن التاسع عشر فى روسيا والعالم، ولد فى كنف عائلته الأرستقراطية، فوالده كان الكونت نيكولاى تولستوى، أما والدته فكانت الأميرة فولكونسكايا، التى تنحدر من سلالة روريك، أول حاكم فى تاريخ روسيا، تنقل عميد الرواية فى العالم ليو تولستوى فى مدن روسية كثيرة وسكن بيوتاً مختلفة، كنت فى زيارة أحد تلك البيوت أمس التى تقع فى مدينة موسكو، المكتوب عنه فى المتحف، عاش الكاتب فى هذا المنزل ما يقرب من عشرين عاماً، من عام 1882 إلى عام 1901.

تم تجديد المنزل وتأثيثه بناءً على تعليماته الخاصة، لذا فإن زيارة المتحف سترسم صورة كاملة عن حياة ليو تولستوى وعائلته، فضلاً عن أذواقه وعاداته وتقاليده.

بالتأكيد هو متحف للسيرة الذاتية، وفى نفس الوقت مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتولستوى ومخصص لأعماله الإبداعية، على عكس العديد من المتاحف الأخرى التى تم إنشاؤها بشكل مصطنع، كل شىء هنا أصلى وأصلى جداً، انتهى المكتوب ولكن الاهتمام لم ينته، الاهتمام رهيب بكل متعلقات صاحب «الحرب والسلام» و«أنا كارنينا»، موظفون كل مهمتهم ألا تلمس شيئاً من الأشياء التى كان يحتفظ بها هذا العبقرى، هناك تذكرة دخول وتذكرة تصوير وسماعات للشرح، وهناك حديقة رائعة تحيط بالمنزل وتضفى عليه لمسات جنة الإبداع، شاهدت ملابسه وأحذيته ودراجته، مكتبه وأوراقه وخطاباته لزوجته وصفحات من مخطوطاته، مخطوطات سيمفونيات لبيتهوڤن وموتسارت، البيانو الذى كان يعزف عليه، أطباق الأكل، سريره ومائدة طعامه، الملاعق والأقلام.. إلخ، كل شىء متروك كما هو، احتراماً للإبداع والفن وجسارة الخيال، تذكرت حينها كيف تعاملنا مع منزل أم كلثوم، فيلا شارع أبوالفدا بالزمالك التى تم هدمها بعد وفاتها!، كيف تعاملنا مع عود بليغ حمدى ومكتبه والبيانو الذى ألّف عليه أجمل ألحانه!، أين مسودات روايات وقصص نجيب محفوظ ويوسف إدريس؟ أين النوَت الموسيقية لألحان عبدالوهاب والسنباطى؟ أين مخطوطات مسرحيات يوسف وهبى وصلاح عبدالصبور؟ أين الأقلام التى كتب بها شوقى وحافظ والعقاد وسلامه موسى؟ أين نظارة العميد طه حسين؟ أين تراث مبدعينا الثرى؟ الاهتمام والحفاظ على متعلقات وذكريات مبدعينا هى رسائل ضمنية للمواطن أن الإبداع ليس رفاهية وأن الفن ليس تفاهة، وأن الفنان يذوب من أجل هؤلاء، يلمس الروح بعصاه السحرية ويصنع الرقى والمتعة بموهبته التى تستحق الاحتفاء والاحتفال، فى تلك البلاد لم يبرعوا فى فن التحنيط ولكنهم ظلوا محافظين على قبى الفن بشكل عام، هم لا يحنطون مبدعيهم ولكنهم ينفخون فيهم روح البقاء والوجود، لا يصبحون مجرد ذكريات، لكنهم يظلون فعّالين ومؤثرين وأحياء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منزل تولستوي ومنزل أم كلثوم منزل تولستوي ومنزل أم كلثوم



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon