توقيت القاهرة المحلي 19:26:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لأقصر عند الإخوان والأقصر الآن

  مصر اليوم -

لأقصر عند الإخوان والأقصر الآن

بقلم :خالد منتصر

حالة فخر ونشوة سكنت قلوب وعقول المصريين وهم يتابعون حفل افتتاح طريق الكباش بالأقصر الذى حضره الرئيس وحرمه، هذا الطريق الذى يمتد على مسافة 2.7 كيلومتر بمحاذاة نهر النيل، بدءاً من معبد الأقصر وصولاً إلى مجمّع معبد الكرنك، والذى شهد قديماً احتفالات المصريين القدماء بأحد أهم أعيادهم الدينية (عيد الأوبت)، حالة استعادة هوية مصرية، حالة تمسُّك بالجذور وارتقاء بالإنسانية، هذه الحالة خلقت حالة هستيريا مضادة لدى تيار الإسلام السياسى التكفيرى الجهادى، هذا التيار الذى شن هجوماً كاسحاً على الاحتفالية، لم يفهم البعض سر ذلك الهجوم، لأن هذا البعض ما زال يعتقد أن هذا التيار ينتمى لهذا الوطن، وهذا كذب وتلك خرافات، هذا التيار أراد انتزاع جينات هويتنا وتغييرها تماماً، وكانت الخطة على وشك الاكتمال والتحقق لولا ثورة يونيو وانتفاضة المصريين، خطة كانت تركز على تحويل المصريين روحاً وعقلاً إلى مجرد عبيد للخلافة، وخدم لتطلعاتهم الأممية الإقصائية الكارهة للآخر والقامعة للمرأة والناشرة لثقافة الموت، ودائماً التاريخ هو الذى يمنحنا الدرس والإجابة، ففى مثل هذا الشهر، وتحديداً فى ١٧ نوفمبر ١٩٩٧، تمت أكبر مجزرة إرهابية فى تاريخ السياحة المصرية، فى الأقصر وفى معبد حتشبسوت تم قتل وذبح ٥٨ سائحاً أكثر من نصفهم سويسريون والباقى من اليابان وبريطانيا وجنسيات أخرى، وكان من بينهم طفلة بريطانية تبلغ من العمر خمس سنوات!!

وللمقارنة بين أقصر الإخوان وأقصر الآن وحتى لا ننسى، سنتذكر كيف تعامل الإخوان مع القتلة الذين شاركوا فى تلك المذبحة، عيّن الرئيس الإخوانى محمد مرسى المهندس عادل الخياط، عضو الجماعة الإسلامية الذى شارك فى المذبحة، محافظاً للأقصر!!! تخيلوا أكبر مدينة سياحية فى العالم، محافظها فى زمن تلك العصابة شارك فى ذبح ٥٨ سائحاً!! إنها الكوميديا السوداء، لا بد أن نعالج ذاكرة السمك التى تسكننا وتجعلنا ضحايا لتزيبف الوعى أحياناً، ونتذكر تفاصيل تلك الجرائم حتى لا يضحك علينا أحد من سماسرة التصالح والمراجعات... إلخ ويصدّر لنا نفايات بضاعة الإخوان والتكفيريين على أنها بضاعة «براند»، قبل هذه المجزرة كان مخططاً لعملية إرهابية أخرى، كان قد صدر من مصطفى حمزة، مسئول الجناح العسكرى للجماعة أمراً بمهمة أخرى، وأشارت المعلومات إلى تعلق تلك العملية بأوبرا عايدة التى انعقدت فى مدينة الأقصر واختطاف بعض السياح ومقايضتهم ببعض المعتقلين والسجناء، ولكن استحال تنفيذ العملية نظراً للاستحكامات الأمنية المشددة، فبادروا لتنفيذ العملية البديلة فى معبد حتشبسوت، وفى حوالى الساعة 12 صباح يوم 17 نوفمبر 1997 هاجم ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين، حيث كانو متنكرين فى زى رجال أمن، مجموعة من السياح كانوا فى معبد حتشبسوت بالدير البحرى، وقتلوا 58 سائحاً فى خلال 45 دقيقة، ثم حاول المهاجمون الاستيلاء على أوتوبيس لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وتم العثور عليهم بعد ذلك مقتولين داخل إحدى المغارات، وكان التقرير الرسمى يدّعى أنهم يئسوا من المقاومة وقرر بعضهم الانتحار.

لا بد من إنعاش الذاكرة المصرية من حين لآخر حتى لا يتم خداعنا مرة أخرى بيد كارهى الحضارة ومزيفى التاريخ، وتسلم الأيادى التى صنعت تلك الاحتفالية المبهجة الرائعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لأقصر عند الإخوان والأقصر الآن لأقصر عند الإخوان والأقصر الآن



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 00:01 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مواقع التواصل وتجارة الوهم

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد

GMT 10:49 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تعرف على عمر هالة فاخر في عيد ميلادها

GMT 06:42 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة إعداد الدجاج على الطريقة التركية

GMT 11:54 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon