توقيت القاهرة المحلي 12:23:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

د. شريف مختار ونقل الأعضاء (٢)

  مصر اليوم -

د شريف مختار ونقل الأعضاء ٢

بقلم :خالد منتصر

نستكمل ملف نقل وزراعة الأعضاء مع د. شريف مختار، وبعد أن أوضح د. شريف لماذا هذا الجدل المحتدم فى مصر بالذات، يقول:

الجوانب التى ذُكرت فى مقال الأمس -فى رأيى- أطالت الجدل فى هذا الموضوع، وآن الأوان لأخذ قرار يتصف بالدقة العلمية، آخذاً فى الاعتبار الخلفية التاريخية والعمق الدينى وأخلاقيات الطب كما تعلمناه، وتشمل احتمالات:

1- الصراع المادى «ظهور طبقة السماسرة من معدومى الضمائر».

2- (الطموح المهنى): فمما لا شك فيه أن الأضواء ستحيط بجراحى نقل الأعضاء، وبالذات زرع القلب، وسيتنافس الكثيرون على الدخول فى هذا المضمار، بينما المطلوب قصر القيام بالعملية على مجموعة منتقاة بمعايير دولية.

3- (الاعتبارات الاجتماعية): فمن المؤكد أن أعداد المصابين بفشل القلب وهبوطه الاحتقانى فى تزايد مستمر لأسباب عديدة، ومع إجراء عملية زرع القلب أو زرع القلب والرئتين، فلن تكون هناك طوابير مماثلة من مانحى الأعضاء، وسينتهى الأمر إلى إعطاء الأولويات التى لن تكون فى الأغلب فى صالح المستحقين طبياً قبل غيرهم من ذوى الحيثيات.

4- الاعتبارات الاقتصادية: فهل تستطيع الدولة التى تئن تحت وطأة متطلبات توفير السكن والمأكل والتعليم تمويل عمليات كبرى كزرع القلب، وهى تعجز عن تغطية ميزانية الغسيل الكلوى وجراحة الصمامات؟

ويصبح بذلك السؤال المطروح عن تعريف الموت ضرورياً، هذا السؤال عن تعريف الموت إذن لم يكن مطروحاً قبل التكنولوجيا الحديثة المتاحة فى أقسام الرعاية المركزة، ولتوضيح أهمية ذلك الآن دعنا نأخذ فى الاعتبار مريضاً توقف قلبه كلية ومن ثم أصيب بعدها بتوقف كامل لا رجعة فيه لوظائف المخ نتيجة القصور الحاد فى الدورة الدموية للمخ، وتم وضعه على جهاز التنفس، حيث إنه توقف عن التنفس تماماً كما توقف عن الاستجابة للمؤثرات واختفت منه كل ردود الفعل العصبية المنعكسة الصادرة عن جذع المخ، كما أظهرت الاختبارات التأكيدية غياب التروية فى شرايين الدماغ، هذا المريض يحمل كل علامات الحياة (فهو ما زال يتنفس وإن كان التنفس ميكانيكياً - والقلب ينبض، والجلد دافئ، والكليتان تقومان بإفراز البول)، ولكنه أيضاً يحمل علامات الموت المتعارف عليها (فلا يوجد تنفس أوتوماتيكى أو حركات عضلية تلقائية، كما لا توجد أى استجابة للمنبهات الخارجية ولا المؤثرات الفسيولوجية الداخلية)، هذه الحيرة فى تقرير ما إذا كان المريض حياً أم ميتاً تعود فى المقام الأول إلى التكنولوجيا الحديثة، حيث يمكن من خلال جهاز التنفس إبقاء المريض ظاهرياً على قيد الحياة - فى مقابل ما كان يحدث سابقاً حيث كانت علامات الموت تتتابع بسرعة فور توقف التنفس.

يتحدث التعريف الدينى للموت عن لحظة مغادرة الروح لجسم الإنسان، وهو يتجاوز حدود علمنا الحالى وتختص به قدرة الله تعالى، حيث لا يمكن قياس أو تحديد ماهية الموت، وهذا التعريف يصف ما نعتقد أنه يحدث للميت فعلاً، وليس ما يعنيه الموت بالمعنى الطبى المعتاد. أما التعريف الإكلينيكى المقبول سلفاً للموت فيتحدث عن التوقف الكلى، الذى لا عودة فيه لوظائف القلب والتنفس، حيث إن تحلل الجسم يلى ذلك حتماً، وكان ذلك هو الوضع السائد منذ زمن طويل، أما فى عصرنا الحالى ومع التكنولوجيا الحديثة للتنفس والتروية، فإن توقف الوظائف التلقائية للتنفس والقلب لم يعد يعنى بالضرورة التوقف الدائم لوظائف الكائن ككل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

د شريف مختار ونقل الأعضاء ٢ د شريف مختار ونقل الأعضاء ٢



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt