توقيت القاهرة المحلي 12:28:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

أمينة رشيد

  مصر اليوم -

أمينة رشيد

بقلم :خالد منتصر

إذا لخصت الراحلة د. أمينة رشيد فى كلمة فإنها «الصدق».. الصدق مع النفس ومع الآخرين، صوتها من دماغها لا من مصالحها، قرارات الحياة تخضع لبوصلة الإحساس دون حسابات الربح والخسارة، حفيدة الأرستقراطية، وبنت الذوات، وسليلة الأعيان، الجد هو إسماعيل صدقى باشا، تتكلم اللغة العربية بصعوبة، وبالرغم من كل هذه الموانع والسدود التى تحول بينها وبين من هم وراء الأسوار، أسوار العزبة والعزلة والقصر، وحواجز اللغة والمدرسة والتعليم، قررت أن تزهد فى كل هذا الهيلمان والجاه، وتبقى مع الفلاحين والعمال، تختلط بهم بجد، لم تكن سائحة فى عالمهم تطل عليهم من برجها العاجى عبر تليسكوب، ولكنها قررت أن تنصهر معهم وتفهمهم وتساعدهم أن يتمردوا على عالمهم الضيق الضنين الظالم المظلم، انضمت للحزب الشيوعى بتأثير من ابن خالة والدتها الكاتب الكبير والمفكر السياسى الرائع محمد سيد أحمد، الذى يشبهها كثيراً فى الصدق والتجرد والزهد، تخرجت فى قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة القاهرة سنة 1958، ثم نالت بعثة للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون سنة 1962، وعملت بين عامى 1970 و1978 باحثة فى المركز القومى للبحث العلمى فى فرنسا، هذه المكانة الرفيعة والمستقبل الذهبى، ضحت به وركلته دون أدنى ندم، وعادت إلى مصر، دورها كأستاذ أدب مقارن فى قسم اللغة الفرنسية بآداب القاهرة كان مجرد حجر صغير فى بناء ضخم من النشاط الثقافى والفكرى والإبداعى والبحثى والترجمة، وأيضاً السياسى، الذى كانت نتيجته اعتقالها فى أحداث سبتمبر، أثناء تلك الأحداث الملتهبة وفى ظروف تلك العزلة الإجبارية وفى منفى السجن، قرر د. سيد البحراوى، ابن قسم اللغة العربية، أن يرتبط بابنة الثقافة الفرنسية ليعلمها عروض الشعر العربى وأسرار لغة الضاد المدهشة، وتأخذه هى لحديقة الأدب الفرنسى بعنفوانه وجنونه، وناره ونوره، تعرفت عليها من خلال صداقتى بسيد البحراوى، الذى كان ابن قرية «كفر نفرة»، ببركة السبع، وهى نفس القرية التى ينتمى إليها زميلى فى كلية الطب «جمال»، الذى يعمل الآن فى تخصص جراحة الأطفال بهولندا بعد حصوله على الدكتوراه من بلغاريا، وكان الوسيط الذى سهل له هذه المنحة هو «البحراوى» وعطية الصيرفى، وهو من اليساريين المخلصين الأنقياء، من خلال تلك العلاقة بين صديقى «جمال» وبين ابن قريته، توطدت صداقتى بسيد البحراوى ومن ثم علاقتى بزوجته أمينة رشيد، وزاد من عمق العلاقة أننى قضيت معظم فترة الامتياز فى مستشفى بولاق الدكرور، القريب من مساكن أساتذة جامعة القاهرة، وكان حظى رائعاً حينذاك، وأنا ما زلت أتلمس طريقى فى دروب الفكر ومتاهة النظريات وعطش الثقافة، أن قابلت من خلال «البحراوى» وتعرفت على أساتذة قسم اللغة العربية بآداب القاهرة، الذين كانوا يشكلون كتيبة تنوير رائعة وثرية وثورية ومتمردة نادرة التكرار؛ نصر حامد أبوزيد وجابر عصفور وعبدالمحسن طه بدر والبحراوى وغيرهم ممن شكلوا وجدان وعقل جيلى بشكل كبير، وكانت أمينة رشيد دائماً هى رمانة ميزان الرزانة بصوتها الهادئ ذى الإيقاع الملائكى الرخيم الذى يحاول الحفاظ على رصانة الفصحى وسط أناقة ودلال الفرنسية، كان لا ينافسه إلا صوت «البحراوى»، الذى تحس أنه منغم كالتراتيل، متصالحة مع النفس بطريقة مدهشة، شاهدتها كيف تتعامل مع والد «البحراوى»، الفلاح البسيط القادم من كفر نفرة بكل الألفة والمودة والبساطة، كانت تخفى وراء نظارتها السميكة وعينيها الضيقتين حكمة السنين ورجاحة التجربة وتأمل الفلاسفة وتسامح النساك واستغناء القديسين، كانت ملاكاً، واليوم عاد هذا الملاك لجزيرته بين نتف السحاب، حيث مطر الخير والعطاء بلا حدود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمينة رشيد أمينة رشيد



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt