توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نخاف من التفكير؟

  مصر اليوم -

لماذا نخاف من التفكير

بقلم :خالد منتصر

خايف تفكر؟! سؤال طرحه الرئيس فى مداخلته المهمة على قناة «صدى البلد» مع الإعلامية عزة مصطفى. سؤال يحمل معنى الاستفهام والاستنكار، لماذا نخاف من التفكير، رغم أن أول مطلب قرآنى لنا كان اقرأ، فكر، ابحث، تدبّر، تعقّل، لكننا حتى هذه اللحظة ما زلنا مرعوبين من هذه المهمة التى باتت قاسية علينا، مهمة التفكير.

نحن نخاف من التفكير لأننا نخاف من المواجهة، نحن نخاف من التفكير لأننا نعشق سكن الشرنقة والكهف والخندق والمستقر والمألوف والدافئ. مرادف المغامرة عندنا هو الموت فى غياهب التيه، التفكير نعتبره بدعة وكل بدعة ضلالة، المريض عندنا نشخّصه بأنه يعانى من «الفكر»!!

نحن نفزع من التغيير والتجديد، التفكير يعنى بذل الجهد ونحن قد حسمنا المسألة أن خير القرون قد مضى وولّى، وأن العقل، كما وصفه أحد الدعاة، هو مجرد حمار يوصلك إلى باب البيت ثم تتركه! التفكير يعنى طرح السؤال وإثارة علامات الاستفهام، والسؤال لدينا تطفّل وعلامة الاستفهام خطيئة، والتربة الراكدة بعفنها أفضل لدينا من تقليبها، والبركة بركودها أنقى عندنا وأصفى من النهر الجارى!!

السؤال يعنى أن كل الماضى والمعتقدات على طاولة التشريح معرضة لمشرط البحث والفضول، وهذا مرعب لمن تعوّد على التخفى والأغطية واللفافات السميكة على العقل المستقبل الكسول، التفكير يعنى أن نحتفظ ببقايا دهشة الطفل وهذا فى رأينا عبث و«لعب عيال»، التفكير يعنى أن نحتفظ بخيالنا متوهجاً، ونحن فى عداء مزمن مع الخيال، فالتعليم معناه عندنا أن ندخل قفص الدواجن لا أن نحلّق مع النوارس.

كل سنة دراسية يتقلص خيالنا معها بالمذكرات المحفوظة والتلقين المكرر حتى نصير علباً محفوظة معبأة ومشحونة مسبقاً بما سنتقيأه على الورق فى ماراثون الامتحان، نتعلم: «لا تناقش ولا تجادل يا أخى»، نرى الطفل المتسائل طفلاً زناناً وأحياناً ابن موت، طفلاً مزعجاً لأنه يفكر.

يصرخ فينا رجال دين: «إياك أن تقترب من نقد التراث»، ويتهمونك بالازدراء ويجرجرونك إلى السجن لأنك فكرت وتدبرت وقرأت، هم يريدون الدين احتكاراً، يحتكرون الدين ويحتقرون التفكير فيه، يطاردون حتى زميلهم رجل الدين الذى ينادى بإعادة القراءة فى ظل متغيرات العصر الحديث، يتعاملون مع الدين كعزبة خاصة لا يقترب من حدودها أحد إلا حاشيتهم.

مَن يفكر، يُطرد من جنتهم، التفكير يقود إلى التكفير، وهو ما يجعل مَن يتصدى للتنوير خائفاً من مصير التكفير وتهم الرِّدة التى تنتهى بالقتل سواء القتل المادى أو المعنوى. لا تخافوا من التفكير، امتلكوا جسارة إعادة النظر فى البديهيات أو ما كنتم تظنونه من البديهيات، انتصروا للجزء العقلانى من تراثنا وانفضوا تراب النسيان والتواطؤ عنه، اعرضوا مشاكل العصر على ترجمان العصر، العقل الواعى الجرىء، انتصروا لثقافة الحياة وشيّعوا ثقافة الموت إلى مثواها الأخير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نخاف من التفكير لماذا نخاف من التفكير



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt