توقيت القاهرة المحلي 13:17:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خدعوك فقالوا: تخرج الروح بعد توقف القلب

  مصر اليوم -

خدعوك فقالوا تخرج الروح بعد توقف القلب

بقلم :خالد منتصر

يعرف أى طالب فى كلية الطب أن الموت فى كتب الطب الشرعى وطب الأعصاب هو الموت الدماغى أو ما يطلق عليه موت جذع المخ، ولو دخل هذا الطالب امتحان الشفوى وذكر فى إجابته أن الموت هو انخساف الصدغين وتدلى الخصيتين وانفراج الشفتين وانفصال الزندين، هذا الطالب سيحصل على صفر مع الرأفة، لأن علامات الموت الطبية شىء آخر تماماً، ورسم المخ فيه أصدق أنباء من الكتب الفقهية! وأشياء أخرى مع رسم المخ سنتحدث عنها فى حينها، نفس هذا الطالب بعد أن يتخرج من الممكن أن يتحول إلى طبيب درويش أو جرّاح داعشى، ويُلقى بمراجعه الطبية فى سلة القمامة ويبدأ فى التحدث طبياً بمصطلحات ابن تيمية، ويصر على أن الموت الشرعى هو توقف القلب، وأن الروح لا تخرج ولا تفارق الجسد إلا بعد توقف القلب، وسأناقش هؤلاء الأطباء الطالبانيين الدراويش من منطقهم وأرضيتهم الفقهية، رغم أننى أكره هذا الخلط ما بين العلم النسبى والدين المطلق، ولكنهم يحاولون جرجرة الدولة كثيراً إلى ملعبهم ويكذبون ويلوون عنق النصوص، رغم أن الفهم الصحيح لتلك النصوص واستخدام المنطق فى تفسيرها سيصل بنا إلى نفس النتيجة العلمية التى تدعم وتساند موت جذع المخ كمحدد للتبرع بالأعضاء وتحديد الوفاة، وتعالوا من نفس كتب فقهكم نرد عليكم، بداية سنوافقكم على أن الموت هو مفارقة الروح للجسد، وبما أن الروح هى أمر غيبى لا يعلمه إلا الله، ولا يستطيع طبيب أو فقيه أن يدّعى معرفته، فلسنا نملك، أنا وأنتم، إلا الحديث عن العلامات الدالة على هذه المفارقة، وقد اعتمدت على قضيتين فقهيتين لأستطيع من خلالهما إثبات أن الروح تتعلق بجذع المخ وليس بالقلب.

القضية الأولى هى نفخ الروح فى الجنين قبل الولادة، ففى سورة المؤمنون «ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين...» إلى آخر الآية، وقد فُسرت «أنشأناه خلقاً آخر» فى «جامع العلوم والحكم» بأنها نفخ الروح، وقد أيّدت الأحاديث النبوية أن نفخ الروح يتم بعد كل هذه المراحل، انظر الحديث الذى رواه عبدالله بن مسعود عن هذه المراحل. كل هذا يثبت أن نفخ الروح يتم بعد تكوُّن الجنين، أى بعد 120 يوماً، وهذا الرقم هو الذى أقره المجمع الفقهى لرابطة العالم الإسلامى، الذى عُقد بمكة المكرمة سنة 1990، وبما أن القلب يتكون وينبض منذ اليوم الثانى والعشرين بعد التلقيح، إذن لا يمكن أن يكون مرتبطاً بالروح ونفخها، ولكن الاتصالات والتشابكات ما بين جذع المخ وما فوقه من المناطق المخية العليا تتكون بعد الـ120 يوماً، أى أنها هى المرتبطة بنفخ الروح وليس القلب، إذن أنت أيها الطبيب الدرويش المتمسك بكتب الفقه وترفعها درجات فوق كتب الطب تتعامل مع هذا الرقم وتلك الحقيقة، فلماذا تعترف بها فى تحديد نفخ الروح للجنين، وتنكرها فى مغادرة الروح للميت؟

نأتى إلى القضية الفقهية الثانية التى سنثبت من خلالها أن المخ وليس القلب هو المرتبط بالروح، وهى قضية العلامة الدالة على حياة الجنين بعد الولادة والتى كانت مهمة عند الفقهاء لإثبات الميراث، فلم يحكم الفقهاء للجنين بعد ولادته بالحياة إلا إذا استهل صارخاً، وذلك استناداً إلى قول الرسول: «لا يرث الصبى حتى يستهل»، وقد ذهب الإمام مالك أبعد من ذلك حين اعتبر أن المولود لا يُعتبر حياً إلا إذا صرخ ولو تنفس أو حتى تبول وتحرك، وهنا فالروح ترتبط بالإدراك والإحساس والصراخ، وكلها وظائف مخية، إذن هو المخ وليس القلب مرة ثانية.

القضية عند التيار الأصولى السلفى الذى احتل عقول أطباء كثيرين ليست كرامة الميت كما يدّعون، ولكنها قضية السيطرة على العقول والتلاعب بها ومراوغتها والعناد مع من يستخدمون المنهج العلمى فى التفكير الذى حتماً سيحرمهم من التسلط ومكاسب البيزنس الدينى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدعوك فقالوا تخرج الروح بعد توقف القلب خدعوك فقالوا تخرج الروح بعد توقف القلب



GMT 02:54 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

بلينكن يعظ!!

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

احتجاجات أمريكا ودلالاتها

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أن تُصلح الفساد بالأفكار

GMT 02:49 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هوامش في قمة البحرين: مجلس أم «مقنص»

GMT 02:46 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الانهيار المخيف

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور

GMT 04:24 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

دعاء اليوم الرابع عشر من رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon