توقيت القاهرة المحلي 08:08:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بايدن فى فلسطين.. زيارة سياحية

  مصر اليوم -

بايدن فى فلسطين زيارة سياحية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هذا العالم الظالم الذى نعيش فيه؟!
جو بايدن رئيس أقوى دولة فى العالم وهى الولايات المتحدة الأمريكية يزور إسرائيل لمدة يومين ويوقع معها «إعلان القدس أو أورشليم» ويتعهد بشراكة أعمق معها فى كل المجالات، ثم يزور الضفة الغربية المحتلة لمدة ٣٣ دقيقة دقيقة فقط وكأنها زيارة سياحية عابرة وسريعة، ويتحدث عن موضوعات غريبة، ليس من بينها إنهاء الاحتلال الصهيونى لفلسطين المستمر منذ يوم ٥ يونية ١٩٦٧.
كتبت بالأمس عن بايدن الصهيونى الذى تفاخر بأنه وعائلته أصحاب نظرية أن «الإنسان لا يحتاج أن يكون يهوديا ليصبح صهيونيا، فهو ليس يهوديا ولكنه صهيونى وتفاخر بأنه الأكثر خدمة وحبا وإخلاصا لإسرائيل والصهيونية.
كنت أتمنى ألا يزور بايدن الضفة الغربية، حتى لا ينخدع البعض ويعتبر ذلك نوعا من التغيير فى الموقف الأمريكى شديد الانحياز لإسرائيل.
صباح الجمعة الماضى زار بايدن مستشفى المطلع فى القدس المحتلة والتقى بالأطباء والممرضين، وتحدث عن معاناته بسبب حادث السير الذى تعرض له هو وأسرته عام ١٩٧٢ وأودى بحياة زوجته وابنته، وكيف أن هذا الحادث جعله ينظر بإجلال وتقدير لمهنة التمريض.
ولا نعرف ما هى العلاقة بين مهنة التمريض السامية ودولة محتلة من قوة غاشمة منذ عام ١٩٦٧؟!!
وحينما تذكر بايدن لاحقا أن الفلسطينيين شعب يقع تحت الاحتلال حكى لهم عن أن أصل عائلته من أيرلندا التى كانت واقعة تحت الاحتلال البريطانى، وبالتالى فهو عاش تاريخا مشابها لما يعيشه الفلسطينيون الآن.
حسنا: وما هى الحكمة التى أراد بايدن أن ينقلها للفلسطينيين من وراء هذه القصة الطريفة»؟
للاسف لا شىء.
الذين تابعوا الزيارة قالوا إنه أراد أن يقول للفلسطينيين: «ليس أمامكم إلا الصبر والتعايش مع واقع الاحتلال».
وباستثناء ١٠٠ مليون دولار أعلن عن تقديمها لمستشفيات الفلسطينيين، لم يقدم بايدن للفلسطينيين سوى الكلمات، وحتى الكلمات كان ضنينا بها فى أكثر من موضع.
نتذكر أن بايدن وعد فى حملته الانتخابية بإصلاح المسار الذى سلكه سلفه دونالد ترامب فيما يتعلق بالفلسطينيين، لكه لم يفعل إلا بعض الكلمات ولم يعيد حصة أمريكا الكاملة فى الأونروا التى ترعى اللاجئين الفلسطينيين أو المساعدات التى كان يقدمها للسلطة الفلسطينية، ولم يلتزم بافتتاح قنصلية لبلاده فى القدس الشرقية المحتلة خوفا من اللوبى الصهيونى ولم رفع منظمة التحرير من الكيانات الداعمة للإرهاب.
خلال مؤتمره الصحفى مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن فى بيت لحم ظهر يوم الجمعة الماضى قال بايدن «إنه من أبرز الداعمين لحل الدولتين، ولكن نعلم أن حل الدولتين قد يكون بعيد المنال، ونستشعر الحزن الذى يشعر به الشعب الفلسطينى».
من أفضل التعليقات على كلام بايدن سمعته من طاهر المصرى رئيس الوزراء الأردنى الأسبق الذى قال: «عن أى دولة فلسطينية يتحدث بايدن، وأين ستكون هذه الدولة».
من طرائف هذه الزيارة أيضا أن وكالات الأنباء قالت: «إن الرئيس الفلسطينى استقبل بايدن فى قصر الرئاسة الفلسطينى فى بيت لحم، وعزف السلامان الفلسطينى والأمريكى وأن حرس الشرف كان فى استقبال بايدن».
كان المرء يتمنى أن يكون لهذا الكلام معنى على أرض الواقع، وليس أن المكان الذى اجتمع فيه بايدن مع عباس خاضع للاحتلال الإسرائيلى، وأن أبومازن نفسه قال أكثر من مرة إنه لا يستطيع أن يذهب إلى أى مكان من دون إذن الموافقة الإسرائيلية.
من يتابع من العرب سلوك كل رئيس أمريكى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد يكتشف أن ترامب كان أفضلهم لأنه الأكثر وضوحا وسفورا فى مساندة إسرائيل ومعاداة العرب والفلسطينيين، فى حين أن الآخرين وبينهم بايدن يدعمون إسرائيل ويقدمون لها كل شىء من أول الحماية فى مجلس الأمن نهاية بأحدث أنواع الأسلحة، لكن يتحدثون معنا نحن العرب بلغة حريرية ناعمة.
بايدن أرضى بزيارته للأراضى المحتلة جانبا من الجناح اليسارى فى حزبه الديمقراطى وبعض العرب، هو قضى هناك ٣٣ دقيقة فى حين تعهد بشراكة عميقة مع إسرائيل فى كل المجالات خصوصا فى مواجهة ما أسماه الخطر الإيرانى.
مرة أخرى: هل يفترض أن نلوم بايدن وإدارته، أم نلوم أنفسنا كعرب وفلسطين على ما وصلنا إليه؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بايدن فى فلسطين زيارة سياحية بايدن فى فلسطين زيارة سياحية



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 22:32 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

مسلحون يهاجمون مواقع الأمن العام بالهاون في السويداء
  مصر اليوم - مسلحون يهاجمون مواقع الأمن العام بالهاون في السويداء

GMT 08:40 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف علامة مبكرة لتطور مرض السكري من النوع الأول
  مصر اليوم - اكتشاف علامة مبكرة لتطور مرض السكري من النوع الأول

GMT 10:07 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تعلق على هجوم أستراليا
  مصر اليوم - إيفانكا ترامب تعلق على هجوم أستراليا

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 02:03 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

صيحة اللؤلؤ التي تغزو عالم الموضة هذا الموسم

GMT 22:26 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

الإفصاح عن أسباب إيقاف عرض مسلسل " سابع جار"

GMT 04:34 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم "بيت المقدس" يعلن مسؤوليته عن حادث مسجد الروضة

GMT 13:39 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فصيلة دمك قد تزيد خطر إصابتك بالسكتة الدماغية في سن مبكر

GMT 00:02 2022 الأربعاء ,07 أيلول / سبتمبر

تشيلسي يسقط فى مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا

GMT 07:40 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

كواليس مقتل بائع خردة بـ"السيوف" أمام المارة بقليوب

GMT 06:05 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

قصف صاروخى يستهدف مطار بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt