توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى تنخفض الأسعار؟

  مصر اليوم -

متى تنخفض الأسعار

بقلم - عماد الدين حسين

السؤال الذى يسأله كثير من المصريين هذه الأيام، هو: كيف ستنعكس الانفراجة الاقتصادية الحالية والتدفقات الدولارية على الأسواق؟ وبالتالى متى تنخفض أسعار العديد من السلع والخدمات التى شهدت ارتفاعات متتالية فى العامين الأخيرين؟
السؤال مشروع لأن المواطنين المصريين، ومنذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، وهروب الأموال الساخنة، وانفجار التضخم العالمى وأسباب داخلية أخرى، وهم يعانون من ارتفاعات متتالية فى الأسعار.
كان مفهومًا أن ترتفع الأسعار بسبب الارتفاع الجنونى للدولار وسائر العملات الأجنبية أمام الجنيه المصرى، حيث تجاوز سعر الدولار حاجز السبعين جنيهًا فى الشهر الذى سبق عملية توحيد سعر الصرف يوم الأربعاء قبل الماضى.
كل التجار والمستوردين كانوا يسعرون سلعهم على أساس أن سعر الدولار الفعلى يتجاوز تقريبًا التسعين أو المائة جنيه. فهو يشتريه من السوق السوداء بسبعين جنيهًا أو أكثر، ويُضاف إليه حوالى ثلاثين جنيهًا من أجل تحويله إلى دولار رسمى، ثم تكاليف نقل البضاعة من الدولة الأجنبية، وحتى يراها المستهلك فى المحل أو السوبر ماركت، والمواطن هو الذى يتحمل هذا السعر الجنونى فى نهاية الأمر.
الآن تمكنت الحكومة من إنجاز صفقة رأس الحكمة مع الإمارات، وقيمتها ٣٥ مليار دولار ثم الاتفاق المبدئى مع صندوق النقد الدولى لـ٩٫٢ مليار دولار، ثم قرض آخر بثلاثة مليارات دولار من البنك الدولى وأكثر من ثمانية مليارات دولار تقريبًا من الاتحاد الأوروبى وبعض شركاء التنمية الآخرين.
إجمالى هذا المبلغ الذى يصل إلى ٥٠ مليار جنيه لم يحلم به أشد المتفائلين منذ شهور قليلة. والنتيجة أن التدفقات الدولارية وصلت بشائرها للبنك المركزى، وبالتالى أقدم على عملية توحيد سعر الصرف.
المستورد الذى كان يدبر الدولار من السوق السوداء بأكثر من سبعين جنيهًا صار يجده فى البنك المركزى بخمسين جنيهًا، وربما أقل حيث تراجع السعر إلى 48 جنيهًا فى الأيام الماضية ما دام أن سلعته أساسية، وبالتالى فهو يشترى هذه البضاعة على أساس أن سعر الدولار هو خمسون جنيهًا.
ونتيجة لكل ما سبق يفترض أن ينعكس ذلك على أسعار السلع والخامات ومستلزمات الانتاج المستوردة، وعلى إجمالى نشاط السوق.
سألت أكثر من خبير اقتصادى: متى تنخفض الأسعار؟!
الإجابة تتلخص فى أن ذلك سيحدث قريبًا عندما تكتمل الدورة الاقتصادية بمعنى أنه فى حالة أسعار الفراخ مثلًا فإنه منذ اللحظة التى يحصل فيها مستورد الأعلاف على الدولارات، وتصل الأعلاف إلى المزارع، فإن زمن الدورة هو حوالى ٤٥ يومًا حتى يتم بيع الفراخ إلى تاجر التجزئة، فتصل إليه بالسعر المنخفض، وهكذا سوف يشعر المستهلك للفراخ بانخفاض الاسعار بعد ٤٥ يومًا من الإفراج عن الأعلاف من الموانى. والحال نفسه بالنسبة لدورة أى سلعة أخرى سواء كانت لحومًا أو دقيقًا أو زيتًا.
لكن فى المقابل فإن هناك سلعًا قد لا تنخفض وربما تشهد ارتفاعًا، لأنه كان يتم تسعيرها على أساس أن قيمة الدولار فى البنك المركزى هى ٣١ جنيهًا، ومع ارتفاع سعر الدولار بعد تعويمه الجزئى ووصوله إلى حوالى خمسين جنيهًا، فالمفترض أن ترتفع الأسعار بنفس النسبة إلا إذا كانت الحكومة تدعم هذه السلعة، وتتحمل هى فارق السعر، كما هو الحال فى سعر رغيف الخبز المدعم الذى تبيعه الدولة للمواطن المستحق بخمسة قروش، فى حين أن تكلفته الحالية قد تتجاوز الجنيه الكامل بمراحل.
أما النقطة الأصعب فهى أن الدولار الجمركى لم يعد سعره 16 أو 20 أو حتى 31 جنيهًا بل صار سعره يتحدد طبقًا للسعر الرسمى فى البنوك أى حوالى 50 جنيهًا، وبالتالى فإن الفارق الكبير سوف ينعكس على أسعار السلع خصوصًا المستوردة أو التى تدخل فى صناعتها المحلية مكونات مستوردة.
أما الملاحظة الأخيرة فإن الشرط المهم لكى تنخفض الأسعار هو أن يكون تدفق الدولارات للبنوك الرسمية مستمرًا ومنتظمًا، لأن الصفقات الأخيرة ستحل أزمات مؤقتة وعاجلة، لكننا نحتاج إلى استدامة تدفق الدولارات من مصادر ثابتة ومضمونة، حتى لا تتكرر الأزمات مرة أخرى، وبالتالى لا ترتفع الأسعار بصورة عشوائية، كما حدث فى الأسابيع الأخيرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تنخفض الأسعار متى تنخفض الأسعار



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 09:15 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

سيدفع الثمن الأغنياء والفقراء على حد سواء

GMT 09:14 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«خليها تعفن»!!

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا

GMT 13:16 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لتحضير الهريسة الحلوة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج الجيل الثالث من المحفظة الذكية المضادة للسرقة

GMT 21:19 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

زهير مراد يعلن عن فساتين زفاف لربيع وصيف 2017

GMT 15:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

خان الخليلي وجهة سياحية مصرية لا تُعوض

GMT 15:15 2021 الأربعاء ,21 تموز / يوليو

حمادة هلال يتصدر تريند يوتيوب بكليب «أم أحمد»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon