توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تفجيرات حافلات تل أبيب.. فتش عن المستفيد!

  مصر اليوم -

تفجيرات حافلات تل أبيب فتش عن المستفيد

بقلم - عماد الدين حسين

فى علم الجريمة هناك قاعدة ثابتة اسمها، ابحث عن المستفيد، وإذا طبقنا هذه القاعدة على «المسرحية الهابطة» الخاصة بما قيل إنه تفجير متزامن لحافلات فى تل أبيب، فإن المستفيد الوحيد هو رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة، حتى لو كان التنفيذ بأيدٍ فلسطينية. وصار واضحا أن إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد كاستراتيجية سياسية وعسكرية طويلة الأمد.
وللموضوعية فهناك رأى يقول إن إسرائيل ليست فى حاجة إلى مسرحيات وعمليات تليفزيونية؛ لأنها تمارس عدوانها فى غزة والضفة، من دون الحاجة لهذه العمليات.
طبقا للبيانات الإسرائيلية فإن عبوات ناسفة انفجرت فى ثلاث حافلات فارغة من الركاب فى منطقتى حولون وبات يام غرب تل أبيب، وأن عبوات ناسفة لم تنفجر فى حافلتين أخريين من دون إصابة أى شخص..
المصادر الأمنية الإسرائيلية قالت إن الانفجارات كانت يفترض أن تنفجر فى توقيت متزامن فى التاسعة صباح الجمعة، وليس التاسعة مساء الخميس الماضى كما حدث.
والغريب أن إسرائيل سارعت للقول إن العبوات يرجح أنها صنعت فى الضفة الغربية، وأن إحداها كتب عليها بالعربية: انتقاما لما حدث فى مخيم طولكرم».
لكن المفاجأة أن صحيفة هاآرتس قالت إن السلطات تتكتم على هويات ٣ إسرائيليين يهود تم اعتقالهم بتهمة المشاركة فى العملية.
النتيجة العملية أن نتنياهو أمر «بتنفيذ عملية مكثفة ضد مراكز الإرهاب فى الضفة الغربية».
وزيرة النقل ميرى ريجيف أوقفت جميع أنواع المواصلات، خصوصا الحافلات وقطارات السكة الحديد، والقطارات الخفيفة لساعات حتى يتم بث الرعب فى قلوب الإسرائيليين وتهيئتهم لما هو قادم من انتقال وكذلك تهيئة الرأى العام العالمى، خصوصا أمريكا التى لا تحتاج لذلك.
أظن أن إسرائيل لن تفلح فى تقديم مشهد محبوك بصورة مقنعة كما فعلت فى الماضى.
فى المرة الأخيرة لم نجد منفذين، ولم نجد انفجارات جادة، والحافلات فارغة من الركاب، ومن تم القبض عليهم ثلاثة يهود مجهولين، فى حين أنه فى أى عملية ولو كانت طعنا تقتل أجهزة الأمن المنفذ على الفور وتقبض على كل أسرته وأصحابه وتهدم منزله.
ظنى أن هذه العملية لها عدة أسباب أو أهداف يكاد يتفق عليها العديد من المراقبين.
الهدف الأول هو عملية مفتعلة للتضليل، خصوصا سرعة الاستنتاج الإسرائيلى بأنها على خلفية قومية وهدفها إقناع بقية الرأى العام الإسرائيلى المتردد وإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وسائر السذج فى العالم باستمرار إسرائيل فى عملية التدمير المنظم والممنهج للضفة الغربية بعد أن تم تدمير معظم قطاع غزة وقتل وإصابة ١٥٠ ألف شخص فى عدوان استمر ١٥ شهرا.
ثانيا: وبتطبيق نظرية «ابحث عن المستفيد» فإن نتنياهو وحكومته يحاولون تعطيل الهدنة الهشة والعودة للقتال أو على الأقل التهرب وتمديد المرحلة الأولى وعدم الذهاب إلى المرحلة الثانية التى تقود إلى وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلى كامل من القطاع، وبالتالى تحقيق الهدف الأساسى فى غزة وهو نزع سلاح حماس وإبعاد قادتها ونلاحظ أنه بعدها بساعات تم إرجاء إطلاق المسجونين الفلسطينيين.
ثالثا: زيادة العدوان على الضفة الغربية، واستدراج الفلسطينيين إلى عمليات مقاومة، تقود بدورها إلى مزيد من العدوان لتدمير المزيد من البيوت، خصوصا فى المخيمات حتى يتحقق الهدف الإسرائيلى الجوهرى وهو تدمير الضفة وتسهيل ضمها.
رابعا: تضخيم القدرات الفلسطينية وتصويرها بأنها تهدد الدولة الإسرائيلية النووية حتى يسهل شن العدوان على الضفة أو استئناف العدوان على غزة!
خامسا: إقالة رؤساء الأجهزة الأمنية، خصوصا رئيس الشاباك رونيه بار والموساد ناحوم برنياع وكل قادة الجيش الذين لا يدينون له بالولاء، بحجة أنهم فشلوا فى منع التفجيرات. وهنا لا يمكن استبعاد الصراعات الداخلية فى المجتمع الإسرائيلى سياسيا، أو حتى الانقسامات داخل الجيش الإسرائيلى علما بأن العديد من قادته يرون أن نتنياهو واليمين المتطرف يورطون الجيش فى صراع لا ينتهى.
العالم انشغل بغزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، واستغل الإسرائيليون ذلك وقتلوا ما لا يقل عن ٨٩٧ فلسطينيا، معظمهم مدنيون مقابل مقتل ٣٢ إسرائيليا بينهم جنود فى نفس الفترة، والأخطر تجريف مساحات واسعة من مخيمات طولكرم وجنين ونور شمس وهدم وإحراق مئات المنازل ومصادرة أراض وإجبار عشرات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح.
مرة أخرى، الخطر الأكبر ليس على غزة رغم تدميرها ولكن على الضفة، فالأطماع الإسرائيلية تتركز عليها. ولذلك على الفلسطينيين ألا يوفروا أى فرصة أو مبرر لهذا الكيان العنصرى الفاشى كى ينفذ مخططه بسهولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفجيرات حافلات تل أبيب فتش عن المستفيد تفجيرات حافلات تل أبيب فتش عن المستفيد



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt