توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يجتمع الفرقاء الإقليميون في بغداد؟

  مصر اليوم -

هل يجتمع الفرقاء الإقليميون في بغداد

بقلم : عماد الدين حسين

تسعى الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمى إلى عقد قمة لدول جوار العراق وبعض دول المنطقة نهاية هذا الشهر فى بغداد، والهدف تهدئة الصراعات والنزاعات والمعارك المختلفة التى تستنزف طاقة المنطقة ويدفع العراق ثمنا كبيرا لها.

السؤال: ما هى فرص نجاح مثل هذه القمة؟!
للموضوعية فإن فكرة عقد هذه القمة أمر طيب جدا من حكومة الكاظمى، ومجرد انعقادها هو خطوة مهمة، للغاية. لكن فرص النجاح أمر صعب جدا، ويحتاج من الدول الاقليمية والكبرى ان تتخلى عن اطماعها، وأن تقبل بالحصول على جزء من أى كعكة وليس كامل الكعكة، وهو أمر صعب التحقيق.

الكاظمى أرسل مبعوثين خصوصا وزيرى الخارجية والدفاع لدول المنطقة، ليدعوها لحضور القمة، وكذلك بعض دول لا تجاور العراق مباشرة مثل مصر والإمارات وقطر. وهناك احتمال أيضا بدعوة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية الفاعلة. ونتذكر أن وزير دفاع العراق عناد حسون زار القاهرة يوم الأحد الماضى، والتقى بالرئيس عبدالفتاح السيسى.
نظرة سريعة على علاقات دول جوار العراق ببعضها البعض تكشف حجم الأزمة التى تعيشها المنطقة.
دول جوار العراق هى إيران وتركيا وسوريا والأردن والسعودية والكويت، ولو تمكنت العراق من مجرد جمع قادة هذه الدول وجها لوجه فى بغداد، فإنها ستكون قد حققت اختراقا دبلوماسيا كبيرا، يمكن أن يقود إلى حلحلة للعديد من الأزمات المستعصية، والتى تفاقمت فى السنوات الماضية بصورة خطيرة.

السعودية لديها مشاكل صعبة جدا مع إيران، لكن الرياض بدأت تستعيد علاقتها الجيدة مع العراق. وتركيا لها مشاكل ضخمة جدا مع كل المنطقة تقريبا ما عدا قطر، وقواتها تحتل جزءا من الشمال السورى، وتقصف شمال العراق بصورة شبه منتظمة. وسوريا لديها مشكلة داخلية كبرى، إضافة لخلافات مع السعودية وبالطبع مع تركيا.
ومصر لديها مشاكل مع تركيا التى تدخلت فى الشأن المصرى بصورة غير مقبولة منذ عام ٢٠١١، وكذلك فى الشئون الداخلية للعديد من الدول العربية ومنها سوريا والعراق.
العراق لديه علاقات قوية مع سوريا، والبلدان واجها عدوا مشتركا هو داعش والعديد من التنظيمات المتطرفة. وللبلدين علاقات أكثر من وثيقة مع إيران.

العراق تمكن من تجاوز الكثير من المطبات والعقبات والتحديات، لكنه ما يزال يواجه الإرهاب الأسود، كما أنه لم يتمكن حتى الآن من التغلب على عقبة الميليشيات المسلحة التى تهدد هيبة الدولة ويحاول ان يقرب بين ايران ودول الخليح خصوصا السعودية والإمارات. لكن سوريا ما تزال غير قادرة حتى الآن على فرض سيطرتها على بعض مناطق البلاد بسبب الدعم التركى والأمريكى للعديد من التنظيمات المتطرفة أو المتمردة.
إيران أيضا لديها العديد من المشاكل والأزمات مع غالبية دول الخليج وبعض الدول العربية. وبالتالى فإن مجرد تصور وجود الرئيس الإيرانى، أو حتى أى مسئول كبير ووجود الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى مكان واحد مع قادة ومسئولى دول الخليج ومصر وسوريا والأردن، سيكون حدثا فريدا.

مرة أخرى أمر القمة لم يحسم ويتأكد بصورة نهائية، وإذا عقدت فسيكون السؤال هو بأى مستوى من التمثيل سوف تشارك الدول المدعوة، وهل ستقبل بقية الدول الحاضرة وجود الرئيس السورى بشار الأسد؟. وبعدها سيكون السؤال الأساسى: هل هناك رغبة حقيقية من دول الإقليم فى الدخول فى مرحلة تهدئة بديلا لسياسة المحاور والصراعات والسؤال الأهم: هل دول الجوار العربية ستقتنع بعلاقات مع الدول العربية، تقوم على أساس المصالح المشتركة، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، أم أنها تتعامل مع المنطقة العربية باعتبارها «الرجل المريض»، الذى يفترض أن يتم تقسيم كعكته؟!

وماذا ستفعل إسرائيل التى ستكون أبرز المستائين والمتضررين من عقد هذه القمة، وأخيرا هل ينجح الكاظمى فى تحويل العراق إلى ساحة للمصالحة بين العرب وكل من تركيا وإيران، بدلا من كونه ساحة للصراع بينهما؟!
لننتظر قليلا ونرى كيف ستسير الأمور؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يجتمع الفرقاء الإقليميون في بغداد هل يجتمع الفرقاء الإقليميون في بغداد



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt