توقيت القاهرة المحلي 11:02:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار

  مصر اليوم -

الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار

بقلم: عماد الدين حسين

أحد المستفيدين الكبار من الحوار الوطنى هو الإعلام المصرى، وبالتالى الدولة المصرية والمجتمع بأكمله.
ومنذ أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الدعوة للحوار الوطنى، الذى يتضمن حوارا سياسيا، فقد سرت روح جديدة ومختلفة فى الإعلام المصرى بمختلف وسائله سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، تقليدية أو رقمية وهو استفاد من هذا الحوار حتى قبل أن يبدأ رسميا.
من يتابع هذا الإعلام فسوف يكتشف ظاهرة جديدة، وهى أنه عاد ليتحدث فى السياسة مرة أخرى بصورة أكبر عما كان يحدث طوال السنوات الخمس السبع الماضية.
طبعا كل الموضوعات تصب فى السياسة، لكن ما أقصده هو السياسة بمعناها التقليدى، أى الأحزاب والقوى السياسية والمعارضة والمعارضين.
من خلال متابعتى بحكم عملى، فقد رأيت فى الأيام الماضية وجوها سياسية تدخل استوديوهات الفضائيات، وتظهر فى الصفحات الأولى للصحف، والمواقع الإخبارية وهو ما لم يحدث منذ سنوات.
وشخصيا ظهرت مع الإعلامية الكبيرة لميس الحديدى على قناة «on e» بصحبة ثلاثة سياسيين؛ اثنين منهم لم يظهرا منذ فترة، هما كمال أبوعيطة القيادى الناصرى ووزير القوى العاملة الأسبق، وفريد زهران رئيس الحزب المصرى الاجتماعى الديمقراطى، إضافة لحسام الخولى نائب رئيس حزب مستقبل وطن.
وبعدها بيومين كنت ضيفا لنفس الموضوع على قناة «اكسترا نيوز» فى برنامج «كلام فى السياسة» لأحمد الطاهرى، وخلاله كان هناك كلام مهم وموضوعى وعاقل يمكن أن يمثل أرضية للحوار الوطنى خصوصا ما قاله الخبير الإعلامى الكبير الدكتور ياسر عبدالعزيز والدكتور محمود مسلم.
ما قبل الإعلان عن الحوار الوطنى كانت غالبية البرامج التلفزيونية والمقالات والموضوعات الصحفية موجهة إلى مجالات مختلفة غير السياسة. على سبيل المثال فإن من يتابع برامج التوك شو المعروفة سوف يلاحظ أن معظمها كان يستضيف الفنانين للحديث عن أعمالهم خصوصا فى شهر رمضان الكريم، وأحيانا كانوا ينافسون برامج الرياضة، وفريق ثالث توسع فى برامج الطبخ التى صارت فقرة ثانية فى العديد من الفضائيات، إضافة إلى أن الموضوعات الخفيفة والمنوعة صارت تحتل حيزا كبيرا من شاشات الفضائيات.
بالطبع الفن والرياضة والطبخ والمنوعات مجالات مهمة ولها متابعون كثر، لكن أيضا الطبيعى أن البرامج السياسية الراقية والموضوعية مهمة أيضا، باعتبار أن السياسة هى التى تصنع بقية المجالات أو على الأقل تؤثر فيها.
شخصيا اكتشفت أننى وبعد الإعلان عن الحوار الوطنى صرت أكتب فى الشأن السياسى المباشر العديد من المقالات، مقارنة بالفترة الماضية حينما كنت أركز على الشئون العربية أو الخارجية عموما أو بعض القضايا الاقتصادية، والسبب غياب الأحداث الساخنة على الساحة السياسية الداخلية.
الحوار الوطنى وفى القلب منه الحوار السياسى تطور مهم فى الحياة السياسية المصرية، ينبغى أن يتعامل معه الإعلام بصورة جادة ومهنية وعاقلة حتى يساهم فى نجاحه، وليس عاملا فى إفشاله المبكر.
وسائل الإعلام أو كل صحفى وإعلامى يتصدى لهذا الموضوع ينبغى أن يكون ملما به، ودارسا له، حتى يقدم صورة موضوعية للرأى العام تساهم فى تنويره.
أتمنى من وسائل الإعلام أن تركز على الجوانب الأساسية للحوار، وألا تنجرف إلى الهوامش، وألا تقع أسيرة لبعض الأصوات الصغيرة والشاذة والمغيبة، والتى لا تريد خيرا لهذا البلد، أو حتى لأصوات بعض المراهقين الذين يظنون أنهم يحسنون صنعا.
وسائل الإعلام تتحمل مسئولية كبيرة فى هذه الأيام، هى كانت تتحدث دائما عن الحاجة إلى مساحة أكبر من الحرية والتنوع، والفرصة جاءت إليها، فماذا هى فاعلة؟!
أظن أن الإعلام المصرى أمامه فرصة سانحة كى يستعيد بعضا من تأثيره الذى فقده فى الفترة الماضية.
حفظ الله مصر من كل سوء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon