توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر تواجه تحديات جديدة هائلة بسبب الاكتظاظ السكاني الزراعي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مصر تواجه تحديات جديدة هائلة بسبب الاكتظاظ السكاني الزراعي

القاهرة - مصر اليوم

 كنت قد كتبت سابقاً عن الوضع المالي غير المستقر في مصر، والذي يمكن له، في ظل المسار الاقتصادي الحالي، أن ينتهي حتماً بأزمة نقدية-مالية على المدى المتوسط. لكن هناك مشكلة أكثر جوهرية، ألا وهي الاكتظاظ السكاني الزراعي الهائل، والذي أصبح في بداية القرن العشرين أحد الأسباب الرئيسية لثورتين وحرب أهلية في روسيا. إن تطوير التقنيات الزراعية يؤدي إلى انخفاض سريع في الحاجة إلى العمالة في مجال الزراعة. وفي جميع أنحاء العالم، لأكثر من نصف قرن، كان سكان الريف يفقدون وظائفهم ويغادرون نحو المدن. لكن هذه العملية تسارعت الآن بشكل ملحوظ. ومع الأخذ في الاعتبار دخول الروبوتات إلى هذا المجال، حينما سيكون بإمكاننا أن نرى حصادات مسيّرة تقوم بجمع المحاصيل الزراعية، ستنخفض الحاجة إلى العمالة في الزراعة بعشرات الأضعاف.

وسيضطر معظم سكان الريف، ممن لا يعملون في قطاع الخدمات إما إلى القيام بزراعة الكفاف على قطعة صغيرة من الأرض، والاكتفاء بمستوى معيشة أقرب للعصور الوسطى، أو الزحف نحو المدن. فالتحول الكامل نحو المجتمعات الحضرية بات قريباً جداً للبشرية. تتكيف البلدان التي تعاني من التراجع الديموغرافي والاقتصادات النامية، مثل الدول الغربية وروسيا والصين، بسهولة مع الظروف الجديدة. كذلك فالبلدان غير المستقرة تماماً، مثل أفغانستان والسودان واليمن، لن تواجه هذه الأزمة قريباً، حيث أنها ليست مؤهلة بعد لتحديث الزراعة. أما البلدان النامية، الناجحة نسبياً مع عدد كبير من السكان في الريف، مثل مصر والمغرب، حيث الاستثمارات في القطاع الزراعي ممكنة ومربحة، فستواجه هذه المشكلة في القريب العاجل، وإلى أقصى الحدود.

ففي هذه البلدان، سيصبح عدد كبير من الأشخاص ذوي المهارات المتدنية غير ضروريين في الريف في السنوات القادمة، لكنهم لن يتمكنوا من العثور على عمل في المدينة أيضاً. علاوة على ذلك، فإن الأزمة الاقتصادية العالمية المتزايدة هي أزمة فائض في الإنتاج، أي بعد انتقاله الحتمي إلى المرحلة المفتوحة، سينخفض الإنتاج العالمي، وسترتفع البطالة حتى بين العمال المهرة، وهو ما سيخلق إمكانات هائلة للانفجار الاجتماعي. في مصر، يزداد الأمر تعقيداً بسبب ذلك الفائض الهائل الموجود بالفعل من العمالة المصدرة. ففي عام 2020، قدرت القوى العاملة في مصر بنحو 29 مليوناً، ويعمل الآن أكثر من 10 ملايين مصري في الخارج، منهم حوالي 7 ملايين في الدول العربية. وهم الآن من أكبر مصادر العملة الصعبة للبلاد، ولكن خلال الأزمة، سيفقد الكثير منهم وظائفهم، ويطردون إلى الوطن من قبل سلطات البلدان التي يعملون فيها حالياً.

لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن يؤثر الربيع العربي على البلدان التي تحتل المرتبة الأولى في الجدول أدناه. رأيي، أن هذه الأزمات المحتملة من الممكن أن تتسبب في زعزعة استقرار البلاد، ما لم يتم التعامل معها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مصر تدخل عصر صناعة الأقمار الفضائية للاستعانة به في مجال الزراعة

4 شركات في الفرافرة بمجال الزراعة تبدأ التصدير للخارج

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تواجه تحديات جديدة هائلة بسبب الاكتظاظ السكاني الزراعي مصر تواجه تحديات جديدة هائلة بسبب الاكتظاظ السكاني الزراعي



GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon