توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

صفحة فى ملف قديم

  مصر اليوم -

صفحة فى ملف قديم

بقلم - جميل مطر

أطلت بإلحاح من تحت أوراق كثيرة. أخرجتها ونفخت الغبار عنها. صفراء حوافها وزاعقة بالجرأة بعض كلماتها وهالكة أطراف حروفها.
بأصابع مرتعشة سحبتها من أحد أركانها الصفراء. استعنت بضوء إضافى وجهد مضاعف لأتعرف على من كتبها وتاريخ كتابتها. استغرقت المحاولة وقتا. تغلب الفضول على اليأس حتى ركنت ومعى الرسالة فى بقعة هادئة، أحنو عليها خشية وحمدا وأهنئ النفس بمتعة لم يغدق زمانى بمثلها من سنين.
• • •
كتبت.. ألقاك بدون ثالث معنا أو بيننا أو فى داخلنا. حتما سوف ألقاك. قطع كثيرة متناثرة جمعتنا وهى الآن تدعونا لنعيد تركيبها. بعض ذكرياتنا أو كلها تتدافع لتقنعنا، كل على حدة وكلها مجتمعة، أنها تستحق أن تحكيها حكاية واحدة. تحثنا أن نلتقى نلم «فتافيت» ما فعلنا، نشكل منها وقفات كبرى فى علاقتنا ثم نضمها إلى سجل لم نؤلفه ولم نتدخل فى صنعه، كنا، أنت وأنا مسيرين ولم نكن مخيرين ولم نحتج ولا شكونا. نحتج على ماذا ونحن نعيش فى نعيم. نشكو ماذا ولمن وكلانا يحمد الجميل لكل شروق ولليل لا ننام فيه إلا لنحلم بما فاتنا.
• • •
نعم، لا بد من لقاء لكلام يجب أن يقال. تقول ما عندك ولم تبح به إلا لغيرى. وأقول ما عندى. ما عندك لتقوله كثير وما عندى أكثر. الكلام المحجوب أكثر من المباح وبخاصة عندك. ما فى رأسينا ليقال يملأ ساعات وصفحات ولكن ما فى قلبينا، قلبك وقلبى، يملأ شهورا ومجلدات. تعالى يا أغلى من فى كونى، تعالى إلى لقاء. لا تؤجل من فضلك. فما فى القلب يلح ليخرج. حبسته حتى صار المحبوس لكثرته يوجعنى.
• • •
تتذكر يوم أقنعتك بأن نغيب سوية عن الدروس ونقضى اليوم الربيعى الرائع فى حديقة الأندلس. حديقتنا التى هى حديقة الحب. هناك اختفيت أثناء اللعب فى بيت جحا. بحثت عنك دون جدوى. خشيت أن تكون خرجت من الحديقة بدونى. ظهرت بعد دقائق مرت بى كالدهر الذى لا يألو على شىء ولا على أحد. وجدتنى أبكى. كنت أبكى خشية أن تصدق أمى التى كانت تقول لى ولإخوتى «يا ولاد.. الحاجة الحلوة ما بتقعدش».
• • •
أحطتنى بذراعيك وأخذتنى إلى حضنك. تعرف أننى كتبت لك عن هذا الحضن وما ترك من آثار. ولكنك لا تعرف أننى ائتمنت ابنتى عليه دون ذكر اسمك عندما بدأت تحب. هى الابنة التى لقنتها بنفسى أبجدية الحب ونحوه وصرفه حتى كتبت عنه فى روايتها الأولى ذائعة الصيت وواسعة التوزيع. أنا فخورة بها وبك. كلاكما تلقى الدرس الأول فى الحب على يد أستاذة لم ينضب معينها.
• • •
تعالى مرة أخرى نقلب أوراق سيرتنا المشتركة. تعالى نقرأ معا ما كتبت أصابعى عن بدايتنا. نعم أنا رسمت لك ولى خريطة طريق. استوضحنا معا كثيرا مما كنا نجهل. خفايا الحب لا حصر لها، ومسالكه محفوفة بالمخاطر، وخطواته الأولى تبقى محفورة إلى سنوات متوغلة فى العمر المتقدم، والجروح الناجمة عن سوء فهمه تصبح مع الوقت دروسا ناعمة نسربها لصغار السن وأجراس تنبيه فى قوة أجراس الكنائس ندقها لكبار السن. تذكر كم من المرات تدخلنا فنصحنا زميلات وزملاء أن يتفادوا الوقوع فى الحب بالتمهل والتريث والصبر والاحتماء بالثقة فى النفس. الوقوع فى الحب يحمل فى تطوره مذلات ومشكلات بينما الرغبة فيه والتدرج فى الإحساس به يزيد من فرص الاستمتاع به.
• • •
كنت، ولا تزال، أصغر منى. علمتك الحب وعلمتنى الصبر. فى الحديقة كنت أركض وأتقافز وأغنى وأرقص وكنت تمشى وإن قابلتك حواجز درت حولها. كنا فى رحلة. سمعتك فى غرفتك تغنى وأنكرت ولم تعترف يوما بأن صوتك يستحق أن يسمعه الناس. لمستك أول مرة قبل أن تلمسنى. حضنتك قبل أن تحضننى. دعوتك للخروج ولم أنتظر أن تسبقنى فتدعو. كنت دليلك عن أسماء مختلف الأماكن ومختلف الأشياء ومختلف الناس. لم تكن دخلت حدائق المنتزه حتى وجدتنى هناك فى انتظارك. عبرنا الألب معا أنت تقود وأنا أغازلك. قدمتك إلى نجوم الحياة الحلوة فى روما ودعوتنى إلى عشاء فاخر فى فيلا آدا حيث كان يقيم آخر ملوك إيطاليا. أحببت فى هذه الدعوة اهتمامك بى وانشغالك باستمتاعى وسعادتك لإقبال كبار الشخصيات السياسية على مشاغباتى وشقاوتى المعتادة. يومها رأيتك فى بيئتك الطبيعية التى اخترتها أو اختارتك فغبت عنى سنوات، غبت عن بصرى وعن لمسات أناملى، غبت عن أحضانى.
• • •
أكتب الآن هذه السطور القليلة عن جوانب صغيرة من سيرتنا. أكتب لك وحفيدتى قرب كتفى تظن أنها تمشط شعرى بأصابعها الصغيرة الناعمة. ما أحلاه مشطا. حبيبى، تسألنى بالتأكيد إن كنت أفكر فيك. كيف لا أفكر فيك وأنت من يحل له من وقتى وزمانى ما لا يمكن أن يحل لغيره. دخلت فى التو حفيدة ثانية. اقتربت منى لتقبلنى. لمحت دمعة تنساب على خدى، مسحتها بأصابع ناعمة وعيناها تحاول أن تقرأ ما سطرته الأيام على وجه كنت تحبه. سطور تتحدى خطوط التجاعيد وتنتصر عليها.
• • •
قالت الصغيرة بصوت خافت وكأنها تهمس فى أذنى، يا جدتى وجهك يختلف عن وجوه جدات صاحباتى وأصحابى. الخطوط فيه أنعم ولدى الشفاه دائما من حلو الكلام وأعذبه ما تحكيه وفى العينين بريق لا ينقطع. ماذا أفعل بنفسى وبحياتى ليكون لى عندما أكبر مثل هذا الوجه؟
• • •
أشحت بوجهى جانبا تهربا من إجابة وإلحاح مؤكد للحصول عليها. احترت بماذا أجيب. هل أقول لها إن مثلك، مراهقا كنت أم شابا يافعا أم كهلا، لن يأتى به الزمان إلا نادرا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفحة فى ملف قديم صفحة فى ملف قديم



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt