توقيت القاهرة المحلي 13:39:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصريح خطير ويشرح الكثير

  مصر اليوم -

تصريح خطير ويشرح الكثير

بقلم - طارق الحميد

تعهد بنيامين نتنياهو، وبعد فوزه للمرة الثالثة برئاسة الوزراء الإسرائيلية، بـ«فعل كل ما هو ضروري لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية»، وقال في مقابلة مع «العربية إنجليزي» مع الزميل محمد اليحيى، إنه سيفعل ذلك حتى دون علم واشنطن.
وقال نتنياهو، وهنا الخطر الذي يشرح أموراً عدة، إن الإجراءات التي تم اتخاذها ضد إيران «حتى الآن، وأنا لا أقول أياً منها، قمنا بها من دون الولايات المتحدة. لم نفعل ذلك بموافقة الولايات المتحدة لأنها ربما لن توافق».
وأضاف: «إذا أخبرناهم بما كنا على وشك القيام به فسيقولون: نحن نعارضها. وفي هذه الحالة سيكون صراعاً مباشراً»، مبيّناً أنه في حال تم إخبار واشنطن «قد يتسرب - الخبر - وإذا تسرب لصحيفة (واشنطن بوست)، أو (نيويورك تايمز)، فسيكون لدى الإيرانيين تحذير مسبق، وسيتم إلغاء إجراءاتنا مقدماً».
وهذا تصريح مذهل، لكن دعونا نربط إجاباته ببعض لتتضح الصورة، ففي المقابلة نفسها يقول نتنياهو إن «التحالف التقليدي - الأميركي - مع السعودية، ودول أخرى يحتاج لإعادة تأكيد... لا ينبغي أن تكون هناك تقلبات دورية، أو حتى تقلبات حادة بهذه العلاقة»، مضيفاً: «أعتقد أن التحالف... هو مرساة الاستقرار بمنطقتنا». و«سأتحدث إلى الرئيس بايدن بهذا الشأن».
حسناً، إذا كان نتنياهو يقول علناً إن إسرائيل الحليف الأساسي للولايات المتحدة لا تبلغ واشنطن بالعمليات التي تستهدف بها تعطيل المشروع النووي الإيراني خشية تسريبها للإعلام، ووصول المعلومات إلى طهران، فكيف يمكن لدولنا أن تثق بالتحركات الأميركية تجاه إيران؟
بالأمس، وفترة الرئيس الأسبق أوباما، تفاجأت المنطقة، وهي المعنية بكل ما تقوم به إيران بمنطقتنا، بتفاهمات سرية بين إدارة أوباما وملالي طهران حول اتفاق نووي، وتغيير بخريطة منطقتنا، ومن ينسى أن أوباما وقتها طالب السعودية بتقاسم النفوذ بالمنطقة مع إيران؟!
وعليه، كيف يمكن أن يعاد تأكيد التحالفات التقليدي بين دول المنطقة والولايات المتحدة إذا كان «البعض» بواشنطن يقوم بتسريب العمليات الإسرائيلية ضد المشروع النووي الإيراني للإعلام؟
كيف يمكن إعادة التأكيد على التحالفات إذا كان «بعض» المسؤولين الأميركيين يناقضون بعضهم في الحديث مع مسؤولي دول المنطقة المعنية بالملف الإيراني النووي؟ وكيف يمكن ترسيخ التحالف ليكون «مرساة الاستقرار بمنطقتنا» بهذه الطريقة؟
وبالطبع، فإنَّه لا عاقل يتوهم أن الانسحاب الأميركي من المنطقة يمكن أن تملأ فراغه قوة «فعلية»، وهذا ليس توسلاً سياسياً كما يحاول بعض السذج ترويجه، وانطلاقاً من أهداف مغرضة.
مثلاً، يفيد تقرير صادر في 2020 عن البرلمان الأوروبي، بأنه من دون مساعدة واشنطن سيكافح الأوروبيون للدفاع عن أنفسهم، حيث يفتقرون للمعلومات الاستخباراتية، وطائرات الاستطلاع، ودفاعات الصواريخ متوسطة المدى، وكذلك الغواصات والسفن البرمائية.
ولذا، فإن تصريحات نتنياهو الخطيرة هذه، والمهمة، تقول لنا إنه لا بد من حوار استراتيجي سعودي - أميركي، وسبق أن كتبت هنا أنه يجب أن يبدأ في العاصمة الرياض. وحوار خليجي - أميركي - عربي، أي دول الاعتدال.
وليس حوار مواجهة، وتصريحات رنانة من قبل واشنطن، بل دبلوماسية حقيقية لتقييم المخاطر والمصالح، وتجديد الالتزامات المتبادلة، مع حق دولنا في تنويع علاقاتها، ومصادرها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصريح خطير ويشرح الكثير تصريح خطير ويشرح الكثير



GMT 16:40 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

راحة الإدلاء بالرأي... من دون مشقة التفكير!

GMT 16:39 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

حروب الشرق الأوسط

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

خواطر حول الوطن والإنسان

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

وماذا عن عيد الأب؟ «1»

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

رأسمالية مصر الجديدة

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه

GMT 04:46 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور لها

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"أدنوك أبوظبي" يحتفل باليوم الوطني للإمارات

GMT 18:05 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ويفا" يُعلن طرح مليون تذكرة إضافية لجمهور "يورو 2020"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon