توقيت القاهرة المحلي 00:39:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«قد تكون» إيران؟!

  مصر اليوم -

«قد تكون» إيران

بقلم :طارق الحميد

صرح مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، بأن أسلحة إيران «تستخدم لقتل المدنيين في أوكرانيا، ومحاولة إغراق المدن في البرد والظلام، وهو ما يضع إيران، من وجهة نظرنا، في موقف أنها قد تكون ممن يُسهمون بجرائم حرب واسعة النطاق»، معلناً أنه سيزور إسرائيل ويناقش التهديدات الإيرانية، موضحاً أن الإدارة الأميركية سبق وأن قالت بأن الاتفاق النووي مع إيران ليس أولوية، حالياً، لكن ما زالت تعتقد بأن الدبلوماسية هي السبيل المناسب لضمان منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وسيناقش سوليفان هذا الأمر مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، واعداً بالعمل «على تسوية أي خلافات» مع الإسرائيليين «بشأن التكتيكات». حسناً، ما معنى تصريحات مستشار الأمن القومي هذه؟
الواضح أن ليس لدى واشنطن خطة للتعامل مع إيران، ولم تبلور موقف واضح، وتحاول التعامل مع الملف الإيراني وفق ردود أفعال، وليس استراتيجية، حيث تتعامل واشنطن مع الملف الإيراني تحت ضغوط عدة متغيرات، منها التعامل مع الجمهوريين بمجلس النواب، الذين انطلقوا في مناكفة الرئيس بايدن، ومستجدات حكومة نتنياهو اليمينية، التي ستعقد الأمور بالمنطقة، هذا عدا عن تصريحات نتنياهو التي تعهد فيها بوقف المشروع النووي الإيراني، ولو من دون تنسيق مع واشنطن.
ولذا يقول سوليفان إن إيران «قد تكون» ممن «يسهمون بجرائم حرب بأوكرانيا»، رغم تورطها، وبالأدلة، والجميع يرى حجم الجرائم والقمع الذي يقوم به الملالي بحق الشعوب الإيرانية، وبعد أن أكملت الاحتجاجات الشهر الرابع وسط ارتباك النظام، وصلابة الاحتجاجات.
وعليه فإن الواضح هو أن البيت الأبيض لم يطور استراتيجية للتعامل مع إيران، وتداعيات ذلك على المنطقة، والأمن القومي الأميركي، والآن يحاول تلمس طريقه من خلال تصريحات تبدو مطمئنة للحلفاء، لكنها لا تعني أي التزام حقيقي.
ولذلك يستخدم مستشار الأمن القومي عبارة «قد تكون»، ولذلك يتعهد بالعمل «على تسوية أي خلافات» مع الإسرائيليين «بشأن التكتيكات»، والواضح أنها ليس خلافات بسيطة، بل مفصلية، وأكبر من وصف «تكتيكات».
والأكيد أن إيران هي أكثر نظام ديكتاتوري واضح بالتزام الكذب، ونظام الملالي ملتزم تماماً بعدم الالتزام بالقوانين والأنظمة الدولية، كما أن الارتباك الواضح في خطابات المرشد الأعلى المتزايدة تقول إن فرص هروب نظام الملالي للأمام بات أكثر الآن.
حيث لا يستبعد أن يحاول نظام الملالي الآن افتعال أزمات خارجية لتخفيف الضغط الداخلي، خصوصاً أن هناك ملاحظة مهمة، وهي أن النظام بات يعمد لسجن شخصيات محسوبة على عائلات إيرانية مهمة في تاريخ وصول النظام للحكم، منهم ابنة هاشمي رفسنجاني.
وهذا يظهر لنا أن التركيبة في إيران الآن باتت عسكرية، أكثر من كونها تركيبة نظام عمائم، حيث لا يتم الاكتراث بالأسماء ذات المرجعية، والواضح أن الوجه المدني الأخير للعمائم بإيران الآن هو المرشد الأعلى، وما تحت العمامة، وكما كتبت هنا سابقاً، هو العسكر.
ورغم كل ذلك يتأكد للمتابع الآن أن لا استراتيجية أميركية واضحة للتعامل مع الملف الإيراني القابل للتطور، وبشكل غير متوقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«قد تكون» إيران «قد تكون» إيران



GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

GMT 19:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أزمة الضمير الرياضي

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon