توقيت القاهرة المحلي 00:34:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران مرتبكة ومربكة

  مصر اليوم -

إيران مرتبكة ومربكة

بقلم :طارق الحميد

خطاب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر بغداد الثاني المقام في الأردن، هو دليل واضح على أن إيران مرتبكة ومربكة لكل دول المنطقة، ومن يتعامل معها.
الوزير الإيراني كان يلقي كلمته باللغة الفارسية، ثم يعيد إلقاءها باللغة العربية، حيث أربك مترجمي المؤتمر، كأنه لا يثق بالترجمة، ويريد أن يتأكد أن رسالته قد وصلت إلى الجميع. كان يطالب الحضور ببناء جدار الثقة، وهو غير واثق حتى بالترجمة.
تحدث عبد اللهيان عن الحوار بين دول المنطقة، ومكافحة الإرهاب، ودور العراق في ترسيخ التقارب، ثم تحدث ممجداً قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، وأبو مهدي المهندس، واصفاً إياهما بالشهيدين والمجاهدين.
والكل يعرف أن سليماني كان قائد تدمير المنطقة، من العراق إلى سوريا، ومن اليمن إلى لبنان، وكان قائد الإرهاب الإيراني بالمنطقة، وإلى أن اغتالته الولايات المتحدة هو وأبو مهدي المهندس الذراع الإيرانية بالعراق.
وعليه فإن ما سمعناه بمؤتمر بغداد الثاني هو النسخة الحقيقية لنظام الملالي الذي يقول الشيء ويفعل نقيضه، وآخر تلك التناقضات دعوة الوزير الإيراني للغرب بإعادة إحياء الاتفاق النووي بين بلاده والدول المعنية.
حسناً، التناقض الإيراني واضح، وكما أسلفت إيران مرتبكة ومربكة، والسؤال الآن هو: لماذا؟ الإجابة واضحة، أولاً إيران بطبعها تقول الشيء ونقيضه، ومنذ ثورة آية الله الخميني، ودائماً ما اقتنعت طهران بأن الكذب جزء من الدبلوماسية.
ثانياً، الارتباك الإيراني الآن سببه الاحتجاجات الشعبية داخل كل إيران، التي وصلت شهرها الثالث، وبدت تهز النظام، وعكس كل ما سبقها من احتجاجات استطاع النظام إخمادها في 2009، و2017، و2019، وذلك من خلال القمع والعنف.
مظاهرات الشعوب الإيرانية الآن مختلفة، وأكثر عمقاً، واستطاعت حشد فئات وطبقات إيرانية، نساء ورجال، صغار وكبار، وكذلك نخب، ليس من السهل أن تجتمع على مطالب محددة، ولو من دون قيادة، وهي سقوط نظام الولي الفقيه، عبر مطالب تمس بأساسيات النظام.
وبالتالي، فإن نظام الملالي يريد الآن استعادة المفقود من شرعيته وشعبيته عبر الحوار مع دول المنطقة، والحوار مع الولايات المتحدة والغرب، بمعنى أن النظام يريد تعويض ما جردته إياه الشعوب الإيرانية من شرعية عبر الخارج، وهذا دليل ضعف، وتآكل في الشرعية.
وربما يقول البعض، في منطقتنا وكذلك الغرب، إن الوقت بات مناسباً الآن لانتزاع مكاسب بسبب ضعف النظام الإيراني. وهذا خطأ. فيجب ألا تكون المنطقة أو الغرب، شريكاً الآن في دماء الشعوب الإيرانية.
ويجب ألا يكون هدف الحوار مع إيران رفع الضغط عن النظام، أو إعادة تأهيله، بل يجب أن يكون فرصة لتقليم أظافره، والحيلولة دون وصوله إلى السلاح النووي، وعدم تمكين النظام من قمع الإيرانيين.
وكذلك ضرورة وقف الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، وسحب الميليشيات الإيرانية من دول المنطقة. وهنا قد يقول قائل إن ذلك مستحيل. وهذا صحيح، ولذلك نقول إن الحوار غير مجدٍ الآن مع نظام الملالي المرتبك والمربك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران مرتبكة ومربكة إيران مرتبكة ومربكة



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

GMT 03:41 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

برنامج «إنجيل» متهم بالإبادة الجماعية

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon