توقيت القاهرة المحلي 03:38:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفيد فوزي... رائد صحافي مفيد

  مصر اليوم -

مفيد فوزي رائد صحافي مفيد

بقلم - بكر عويضة

ورد اسم مفيد فوزي بعدد «الشرق الأوسط»، الصادر أول من أمس، كما يلي: «صاحب مدرسة الاستفزاز الإيجابي»، «صوت البسطاء» و«كاتم أسرار النجوم». تلك أوصاف مِهنية تليق بالراحل الكبير، أحد كبار رواد عصر شبابه الصحافي، ولوجاً إلى منتصف العمر، حين تألق عطاء إبداعه وتعدد، متواصلاً طوال سنوات الخواتيم. حقاً، بدأ مفيد فوزي ناجحاً، وتفوق مُعلماً، وتميز رائداً، وختم مشوار الحياة وقد فاز، إنساناً، بمحبة واحترام كل من حظي بالتعرف عليه عن قرب، وبالحصول منه على اعتراف بوجود موهبة ما واعدة، تنتظر فرصة اكتمال النشوء حتى تتطور فتنطلق كي تحلق في فضاء إمكاناتها. مفيد فوزي حقيق أيضاً أن يُعطى وصف الرائد الصحافي المفيد، فهو عبر المراحل كلها كان اسماً على مُسمى. أفاد في كل المجالات التي صال فيها وجال، من الصحافة إلى الإذاعة والتلفزيون. عمم فوائد خبرته فلم يحتكرها، ولم يبخل بها، بل علمها للراغبين والراغبات في التعلم بين الأجيال الشابة، التي شدها حب الصحافة، أو التي وقعت في غرام فضاءات الإعلام على اختلاف مشاربها.
أجائز القول إن عشائر الصحافيين، وقبائل الإعلاميين، تضم ثمة مَن هم غير مفيدين لغيرهم؟ يجوز افتراض أن البعض قد يثير هذا السؤال لاستغراب الاحتمال في حد ذاته. الإجابة، باختصار شديد، هي نعم. وقبل القفز إلى أي استنتاج مُسبق، وبالتالي اللجوء إلى منهج إطلاق الجاهز من أحكام، سوف أبادر إلى القول إنني لستُ أقصد الإعلام والصحافة في العالم العربي، حصراً، أو على وجه التحديد. كلا، هذه حالة وُجدت، كما يعرف أصحاب الخبرة الأقدم من خبرتي وأهم، مذ وجد فن التواصل الإعلامي الحديث، باختلاف المنابر والمنصات. على صعيد ذاتي، وبحكم مشوار صحافي طويل أرادته الأقدار أن يبدأ مبكراً، منذ سِني مطالع الشباب في قطاع غزة، قبل أن أبدأ الاحتراف في مدينة بنغازي، ثم أنتهي مهاجراً في لندن، قيض لي أن أجالس صحافيين كانوا أعلاماً في زمانهم، بعض منهم لا يزال متألق العطاء، وكذلك كتاباً كانوا نجوماً، وأيضاً شعراء أبدعوا ورددت أشعارهم أجيال، في حيواتهم وبعد رحيلهم. في معظم تلك المجالس كان أغلب الكبار رواداً تزداد قاماتهم عُلواً كلما بالغوا في تواضعهم إذ يكررون ذكر أفضال من سبقوهم من الرواد عليهم فيما وصلوا إليه من علم ومعرفة. كان ذلك من حُسن أقداري، فمن أولئك تعلمتُ، واستوطن العقل مني، أن قليل الخُلق وحده هو من ينكر فضل السابقين على اللاحقين في الحقول كلها، وليس في مجالات الإعلام وحدها.
بيد أن المجالس، بكل زمان، وأي مكان، لم تخل، ممن ليس فحسب يبخل في أن ينسب الفضل لمن يستحق، بل تراه يوحي، إما تلميحاً بخجل، أو صائحاً بتفاخر، أن الفضل في كل أمر يعود إليه، وربما يمُن على نفر عمل إلى جانبه فيذكر بعضهم. تكراراً، لاحظت هذا بين غير العرب كذلك. الأسوأ مما سبق، هو عدم الاكتفاء بأنانية تغييب الغير مقابل النفخ المستمر في «أنا» الشخص، وإنما الذهاب إلى حد تبخيس أعمال الآخرين، والاقتراب من نفي وجودهم كلياً. سمعت شيئاً من ذلك في جلسات مع إعلاميين غير عرب أيضاً. إذنْ، كيف يمكن لأي إعلامي، من ذلك الصنف تحديداً، أن يحرص على إفادة غيره؟
مستحيل، لأن الذي ليس مِن خير فيه لمن سبقوه، أو عاصروه، ممن هم وهن أهل مقدرة، وأصحاب فضل عليه وعلى غيره، لن يعنيه من قريب أو بعيد أن يفيد الآخرين، بعلمه أولاً، وحصيلة وفوائد تجاربه، ثانياً. ولأن مفيد فوزي، كان بعيداً عن ذلك الصنف، أمكنه أن يفيد غيره. سمعت هذا عنه من بعض الذين عرفوه عن قرب، وتأكد لي خلال المرة الوحيدة التي التقيته فيها. جرى ذلك مطلع ثمانينات القرن الماضي. كنت يومها أعمل في صحيفة «العرب»، وإذ بلغني أن مفيد فوزي يزور لندن، سارعت إلى فندق «PENTA» في «غلوستر رود» أتطلع للقاء أحد كبار رواد مجلة «صباح الخير»، إلى جانب مؤسسيها العمالقة، بدءاً بالفنان الكبير الرسام حسن فؤاد، الذي كان معنا في لندن زمنذاك، ثم يوسف فرنسيس، وصلاح حافظ، وغيرهم. كما قيل دائماً، سماهم على وجوههم. ولا شك أن السمات الطيبة تبقى بعد رحيل أصحابها، إنها ذكراهم التي تذكر بطيب خصائلهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفيد فوزي رائد صحافي مفيد مفيد فوزي رائد صحافي مفيد



GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

عند الأفق المسدود فى غزة!

GMT 08:35 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

من رأس البر!

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 00:03 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

GMT 07:11 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

رفح فى اليوم التالى

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon