توقيت القاهرة المحلي 15:45:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابن خلدون وظافر العابدين... من إلى

  مصر اليوم -

ابن خلدون وظافر العابدين من إلى

بقلم - مشاري الذايدي

ظافر العابدين، فنّان وممثّل تونسي، له حضوره الخاص في مصر، وغير مصر، لكن يمكن القول إنه صار من نجوم الدراما المصرية منذ سنوات.

في لقاء إذاعي قريب قال إنه يتمنّى تجسيد شخصية ابن خلدون، نظراً لربط اسمه بتطوير المجتمع.

الحقيقة أن المؤرخ والعالم التونسي المصري أيضاً، عبد الرحمن بن خلدون، له «سيناريو» يشبه الفنّان ظافر، وأمثاله من مبدعي تونس الذين توهّجوا في مصر، عبر الزمن؛ مثل الشاعر الشعبي الشهير بيرم التونسي.

ابن خلدون تولّى قضاء المالكية في مصر، ثمّة من يقول إنه ألّف مقدّمته الشهيرة في مصر، هذه المقدمة التي هي سبب شهرة صاحبنا، لدرجة أنها صارت مبعثاً للمفارقات الكوميدية في «إفّيه» شهير لعادل إمام بمسرحية «مدرسة المشاغبين»، ومن ينساه؟ وبهجت الأباصيري يفتح حقيبته المدرسية أمام أستاذه «الغلبان».

تونس تعد ابن خلدون «أيقونة» تونسية وطنية، وقد أمر الرئيس «المؤسس» الحبيب بورقيبة، مثّالاً تونسياً (زبير التركي)، بنحت تمثال ابن خلدون، القائم اليوم، في شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة تونس عام 1978، كما عقدت ندوة «ابن خلدون والفكر المعاصر» بتونس عام 1980، شارك فيها ثلّة من الباحثين.

المفكّر المغربي الكبير، المرحوم محمد عابد الجابري، له اهتمام خاص بـ«الخلدونية»؛ ففي مرحلة الدراسة الجامعية مع نهاية الخمسينات، أعد الجابري دراسته للدبلوم «النهج التاريخي عند ابن خلدون» سنة 1967. وبعد ذلك استمرت مسيرة الجابري، المغربي، مع ابن خلدون «المغاربي» حتى أيامه الأخيرة.

والنخبة المغربية الفكرية نفسها اهتمَّت بابن خلدون بصور متعددة (ضمن تنافس المشرق والمغرب)، وعُقدت مؤتمرات وندوات عن ابن خلدون؛ مثل مؤتمر ابن خلدون الدولي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سنة 1979، بمناسبة مرور 600 سنة على كتاب المقدّمة.

هنا أرغب في إثارة مسألتين:

الأولى: هل ابن خلدون «مؤسس علم الاجتماع» كما يُقال عنه، كان محلّ اهتمام، ومقدّمته كذلك، التي هي سبب شهرته، لدى الذاكرة العربية والإسلامية والمغاربية قبل أن يُعاد اكتشافه في العصور الحديثة من الغربيين؟!

الثانية: هل تنظيرات ابن خلدون وتأملاته اللافتة والجديدة، لها علاقة بالفكر السياسي والثقافي الحديث؟!، بالحداثة يعني؟! أو أنه ابن أمين لعصره وفكره، مع أنه تجاوز أنداده في جرأة الأسئلة وارتياد مناطق جديدة في كيفية نشوء الدول والإمارات، انطلاقاً من تجربته وميدان تأملاته، أعني الحياة السياسية في المغرب العربي وقتها؟!

جميلٌ إنشاء عمل درامي عن شخصية وفكر وحياة وعصر ابن خلدون، هذا رائع، بشرط الخروج عن «الكليشهات» المألوفة، والتحلّي بالجرأة الفكرية والإبداعية، كما كان ابن خلدون نفسه.

أعني أن يكون العمل «جديداً» في مخبره ومظهره، في لغته وقضاياه وحتى في لهجته وملابسه... عمل يقطع الصورة النمطية التي اعتادتها ذائقتنا عن الدراما العربية التاريخية.

وما أتمنّاه لعمل ابن خلدون، أتمنّاه لشخصيات؛ مثل: ابن تيميّة والغزالي ومعاوية وعلي والحسين ويزيد والشاه إسماعيل الصفوي ومحمد الفاتح والإمام سعود الكبير... مثلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابن خلدون وظافر العابدين من إلى ابن خلدون وظافر العابدين من إلى



GMT 05:08 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 05:02 2024 السبت ,18 أيار / مايو

نهاية مصارعة الثيران

GMT 04:57 2024 السبت ,18 أيار / مايو

التكلفة الباهظة للفقر

GMT 04:52 2024 السبت ,18 أيار / مايو

«كايسيد»... الحوار والسلام في عالم متغير

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 06:00 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة
  مصر اليوم - الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة

GMT 21:38 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

سمير صبري يُطمئن الجمهور بعد تعرضه لحادث

GMT 16:11 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

آيس كريم الفانيلا

GMT 09:05 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على طقس الثلاثاء في مدن ومحافظات مصر

GMT 16:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

اليونايتد يرفض طلب مانشيتر سيتي قبل الديربي

GMT 03:55 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

خنازير البحر أبرز الأنواع المعرّضة إلى خطر الانقراض

GMT 22:56 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

رجل مقنّع يثير الرعب بين نساء مدينة بريطانية

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة المنتخب تصل القاهرة بعد أداء مناسك العمرة الأربعاء

GMT 22:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ندوة "لا تغضب" عن الإعجاز العلمي في صيدلة الفيوم

GMT 04:18 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

المصمم اللبناني إيلي صعب يطرح مجموعته لربيع وصيف 2017
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon