توقيت القاهرة المحلي 05:57:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة و«شعرنة» السياسة

  مصر اليوم -

غزة و«شعرنة» السياسة

بقلم - مشاري الذايدي

 

ستنتهي هذه الحرب في غزة، أو ستهدأ وتيرتها اليوم أو غداً، فلا شيء يستمر للأبد أو لمدى غير محدود.

إسرائيل ستقول انتصرنا، و«حماس» ستقول مثلها، وسيقول آخرون الكلّ خاسرون.

تعريف النصر هو من معضلات التخريج السياسي والتظهير الإعلامي للحرب؛ لأنَّ فاتورةَ الهزيمة مكلفةٌ وثمنَها فادحٌ، لذلك فأطراف الحرب تهرب من تحمُّل هذا الحمل الثقيل.

رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير دفاعها وضعا في بداية الحرب القضاء على «حماس»، وتحرير الرهائن، وإدارة غزة بصورة أو بأخرى هدفاً للحرب، لكن بعد مرور هذه الأسابيع العصيبة، هل تحقق هذا كله؟!

اليوم نرى هدنة قلقة تمتد كلَّما سُلِّم بعض الرهائن من «حماس»... التي تتباهى بأنَّها نجحت في الحصول على الهدنة.

في الطرف الثاني، «حماس» وضعت تدفق طوفانها نحو الأقصى هدفاً لها، بدليل تسمية غزوتها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بـ«طوفان الأقصى»، وشاهدنا وسمعنا خطب قادتها المبشرة بتلاحم الجبهات وقرب فجر النصر الكبير للأمة... أي أمة؟!

كل هذه السقوف العالية حتَّمت على الطرفين التواضع قليلاً أو كثيراً للوصول إلى نقطة «واقعية» على الأرض يمكن للأرجل الوقوف عليها، بدل هواء الخطب العصماء المتطاير.

أولوية العرب والمسلمين اليوم من خلال عمل وتطواف لجنة وزراء الخارجية بقيادة السعودية هو وقف الحرب، وغوث أهل غزة، ومنع التهجير الفلسطيني، و... فتح المسار بعد ذلك للحل السياسي الشامل المنتهي بحل الدولتين على حدود 67 كما هو معلوم، وجعل هذه الحرب العمياء التي بلا أفق سياسي فرصة لبعث الحياة في شرايين السياسة التي في غرفة الإنعاش.

ثمة حديث كبير في العالم اليوم عن: ماذا بعد غزة؟ وما بعد «حماس»؟ وهذا يفترض النظر لشكل القيادة والدولة في فلسطين. الدولة والقيادة الجامعة والقابضة للضفة وغزة بالقدس الشرقية.

هل حان الوقت لفصل فلسطيني جديد في «منظمة التحرير»، مظلة فلسطين الشرعية الوحيدة؟

تجديد المؤسسة الفلسطينية وبعث الحيوية فيها، وتجديد روحها للوصول إلى ضفة الحلم المنشود.

«حماس» مهما قيل فيها من شعر من طرف جمهورها ليست مظلة جامعة للفلسطينيين، رغم وهج وحرارة شعار المقاومة، ونحن نعلم كلنا الأجندة الفكرية السياسية المتوارية خلف غبار الضجيج ورهج الحرب.

بعبارة أوضح، نحن على مقربة من اللحظة المناسبة لتجديد المؤسسة الفلسطينية وروحها للانطلاق إلى مسار الدولة والحل الشامل.

كتب نبيل عمرو، الاسم الفلسطيني المعروف، في هذه الجريدة، حول هذه النقطة مؤخراً، وتحديداً حول مصير الرئيس محمود عباس:

«مصير عباس يجب أن يحدده الفلسطينيون؛ فإن خرج من صندوق الاقتراع فائزاً من خلال انتخابات حرة ونزيهة فله ذلك، وإن قرر الفلسطينيون إراحته وإرساله إلى البيت فلهم ذلك».

وينبه عمرو لأساس مهم وهو: «إن الذين يتحدثون عن السلطة ورئيسها بمنطق احتكارهم لتحديد ما ينبغي أن تكون عليه أو لا تكون، يتعيَّن عليهم أولاً أن يعترفوا صراحة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة».

لكن كل هذا مرهون بعدم تقبيح وتأثيم الحديث في السياسة بدعوى طهرانية ونورانية الحرب والمقاومة، فهذا «شعرنة» للسياسة... عواقبها غير حميدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة و«شعرنة» السياسة غزة و«شعرنة» السياسة



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:17 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

التعبير عن الاحتياجات بذكاء تواصلي مع شريكك دون انتقاد

GMT 03:54 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

إرادة ألا تكون على الهامش

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 18:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

سرقة نجمة لبنانية مشهورة من قبل مساعدها وتلجأ إلى القضاء

GMT 08:40 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 17:32 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يحدد خريطة توزيع 52 ألف تذكرة لمواجهة العين الإماراتي

GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 09:24 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

تأجيل موعد مباراة إنبي والإسماعيلي ساعتين

GMT 13:17 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خبير مصري يكشف عن مقترح إثيوبي بشان سد النهضة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt