توقيت القاهرة المحلي 08:06:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يكتب السياسيون في الخليج مذكراتهم؟

  مصر اليوم -

هل يكتب السياسيون في الخليج مذكراتهم

بقلم - مشاري الذايدي

علّق الكاتب والمثقف الكويتي المعروف محمد الرميحي، في مقالته في «النهار العربي»، على صدور مذكرات الوزير والسياسي الكويتي السابق يوسف الإبراهيم بالقول إنَّ «كتابة المذكرات فن جديد على مجتمعات الخليج».

ويضيف الرميحي، وهو من جيل سياسي ثقافي كويتي خليجي عربي مخضرم: «في الكويت كتب كل من عبد الله بشارة ومحمد أبو الحسن مذكرات، إما عامة وإما متخصصة لفترة من الزمن الوظيفي، وهي حسب علمي من النوادر، إذ إن الجيل الذي سبق، رغم ثراء تجربته، تردد في كتابة ما مر به، وهو ليس قليلاً، مثل المرحومين عبد العزيز حسين وعبد الرحمن العتيقي. يوسف الإبراهيم من الجيل الثالث، بعد بشارة وأبو الحسن».

المذكرات المُشار لها، هي مذكرات يوسف حمد الإبراهيم، وهو -حسب تعريف الرميحي به- وزير تربية ومالية سابق، وأستاذ اقتصاد، وعميد أكثر من كلية، ومستشار اقتصادي للأمير الراحل صباح الأحمد، وناشط سياسي.

أمَّا المذكرات فهي بعنوان: «سيرة في بناء وطن: آمال وتطلعات»، 2024.

مُرادي هو الاتكاء على ملاحظة الرميحي في «ندرة» وجود كتب المذكرات للنخب الخليجية، حتى في الكويت ذات المناخ السياسي الصاخب، والمتعدد القوى، فما سبب هذه الندرة؟

نقول إنَّها نادرة مقارنةً مثلاً بمذكرات العراقيين واللبنانيين، على صغر حجم البلد، ومصر طبعاً، وحتى اليمن.

في السعودية نتذكَّر دوماً غازي القصيبي، الوزير والأديب والدبلوماسي، بوصفه مثالاً استثنائياً في نمطه الكتابي، فغازي هو غازي، لا مثيل له.

منذ فترة يُثار الحديث عن مذكرات رجل دولة سعودي من الطراز النادر، هو الشيخ جميل الحجيلان، وهو عَملَ مع الملك عبد العزيز في أخريات عمر المؤسس، كما عمل مع الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله، بمناصبَ متنوعة، من الإعلام للسفارة، وغير ذلك.

لم تصدر بعد مذكرات الحجيلان، لكن كل مهتم بتاريخ العمل الإداري والسياسي في السعودية ينتظرها.

نعم هناك مذكرات كتبها بعض المسؤولين السابقين، لكنّ ذلك ليس حالة دائمة، وهناك بعض القدماء من المثقفين والنخب كتبوا ذلك مثل إسحاق الشيخ يعقوب، الذي قضى حياته الشابة وما بعدها بقليل في الحيوية اليسارية الثورية، ثم انتهى آخر عمره لمناهضة التيارات الحركية الثورية الأصولية ومناصرة الاستقرار وتشجيع السياسات الانفتاحية الاجتماعية.

لكن لماذا لا تصير كتابة السيرة الذاتية وإبداء الملاحظات حول المحطات المهنية في حياة كل مسؤول تولّى مسؤولية عامة، أو حتى تجربة خاصة (رجل أعمال، فنان، صحافي، إلخ)... لماذا لا تصير سُنة ثابتة وشيمة دائمة؟

كتابة المذكرات ونشرها، للعموم، يعني الحفاظ على الذاكرة العامة، واستمرار حلقات الاتصال من جيل لجيل، وتراكم التجربة الحياتية العامة.

بالمناسبة، كتابة المذكرات لا تعني -كما يتوهَّم البعض- نهاية المشوار والتقاعد، أبداً، فهي تؤرخ لكل مرحلة على حِدة، فها هو غازي القصيبي سطّر كتابه الشهير «حياة في الإدارة» وتولّى بعدها كثير من المسؤوليات العامّة... لن أضرب مثلاً بالغربيين فهذا معلومٌ لكل متابع.

اكتبوا ما تقدرون عليه، وفي النهاية، لن يتمكَّن المرء من قول «كل شيء» حتى بينه وبين نفسه، ثمّة ما لا يُقال!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يكتب السياسيون في الخليج مذكراتهم هل يكتب السياسيون في الخليج مذكراتهم



GMT 06:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

فى المشمش!

GMT 06:51 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

الأصدقاء وذكريات لا تعنيهم

GMT 06:48 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

كهفُ الفيلسوف.. وحبلُ الفيل

GMT 06:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

قمة البحرين

GMT 02:50 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مهرجان «كان»... الصعود على السجادة

الفساتين الطويلة اختيار مي عمر منذ بداية فصل الربيع وصولًا إلى الصيف

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:57 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

فنانة لبنانية أنهكها العمر ولم تعد تستطيع الحراك

GMT 05:22 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

سان جيرمان يُغري أنطونيو كونتي براتب ضخم

GMT 05:34 2018 الأربعاء ,07 آذار/ مارس

كايا جيربر تخطف الأنظار بإطلالة من "شانيل"

GMT 11:10 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

لورا ويتمور تجذب الأنظار إلى إطلالاتها السوداء

GMT 09:40 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تعرفي على كيفيّة العناية بالشعر القصير لينمو بكثافة

GMT 22:12 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الإنتاج الحربي يتخطى دجلة بهدفين دون رد فريق

GMT 17:30 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

لوكاكو يتطلع لتوقيع عقد رعاية مع إحدى الشركات الرياضية

GMT 22:34 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمة مسرح مصر ويزو تحتفل بزفافها في التجمع الخامس الإثنين

GMT 08:47 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

ماركو رويس يكشف عن طموح ألمانيا في يورو 2016
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon