توقيت القاهرة المحلي 16:21:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كروكوس... عالم على حافة «ديفكون»

  مصر اليوم -

كروكوس عالم على حافة «ديفكون»

بقلم - إميل أمين

هل أرسل أحدهم رسالة ممهورة بالدم إلى القيصر الفائز بولاية خامسة، وما مجموعه 87 في المائة من أصوات الناخبين الروس؟

يبدو أن ذلك كذلك، والأكثر وضوحاً، هو أن رئيس روسيا المنتخَب من المفترض أنه سيعزز فكرة النظام العالمي متعدد الأقطاب، ويحيل فكرة النظام العالمي الجديد، بزعامة الولايات المتحدة الأميركية إلى التقاعد، لا سيما في ضوء التحالف الماضي قدماً مع الصين، وبلورة محور «بريكس»، ثم «بريكس بلس».

حُكماً لن يَضحى العالم بعد حادثة «كروكوس سيتي هول» كما كان قبلها، على الأقل بالنسبة إلى روسيا الاتحادية، والتي أنهت مرحلة «العملية العسكرية في أوكرانيا»، لتنحو جهة «حالة الحرب».

صُعق القيصر من بشاعة الجريمة التي ارتُكبت بحق المدنيين، غير أن فهمه كرجل «كي جي بي» سابق، يتجاوز حدود النار والمرار والدمار، إلى الرسالة الواضحة «لن تهنأ روسيا في عهدك من جديد، وقد حان وقت الالتفاف حول التضاريس، فعوضاً عن الحرب المباشرة، يمكن الإلهاء والإشغال بالإرهاب».

هل روسيا حقاً في مأزق؟ وإذا كان ذلك كذلك، فأيُّ مَهرب أو مفرّ أمامها؟

مؤكداً أن الروس يواجهون نوعاً من الإرهاب والحرب الهجينة، في محاول لإجبارها على تغيير مسارها وسياستها الخارجية، وهي تدرك أن «وقت المحنة» على الأبواب.

شيء ما في حادث كروكوس الذي سرق البهجة من سيد الكرملين، تنبّه إليه الجميع في الداخل الروسي... إثارة الفزع والخوف، والعودة إلى سابق فترة شعر فيها الروس خلال الحرب مع الشيشان بالهول الكبير، في صحوهم ومنامهم.

بوتين يصرّح بكلمات لا يفهمها إلا الراسخون في العلم... «لا أحد ولا شيء يمكنه أن يزرع بذور الفُرقة بين أفراد شعبنا».

الكلمات لها دلالات، والرجل كان ولا يزال يرى أن أكبر «خطيئة مميتة» جرت بها المقادير في النصف الثاني من القرن العشرين، هي تفكيك روسيا وتفخيخها، على النحو التراجيدي الذي شاهده العالم قبل ثلاثة عقود.

موقن صاحب نهضة روسيا تمام اليقين بأن هناك من يريد تكرار ذات السيناريو في مواجهة الاتحاد الروسي، الذي بُعث كالعنقاء من الرماد.

يحتاج الأمر إلى مزيد من الوقت لمعرفة جميع تفاصيل الحادث الإرهابي الأخير، ومَن يقف وراءه، غير أن هؤلاء الأخيرين فاتهم أمر مهم للغاية، وهو أن النيران لم تشتعل في الجدارن بقدر اشتعالها في قلوب الشعب السلافي، الذي استحضر ملامح ومعالم النازية في ستالينغراد والفظائع التي ارتكبها جنرالات الفوهرر، ولهذا بات من الطبيعي للغاية أن يبارك غالبية الروس نخبةً وعوامَّ، مسؤولين رسميين وشعبويين، الشعار الذي رفعه، نائب رئيس مجلس الأمن القومي، ديميتري ميدفيديف: «الموت مقابل الموت»، هذه هي المعادلة التي تبدو حاكمة للمشهد اليوم في أنحاء موسكو، وإن بقي السؤال: «كيف؟ وبأي طريقة؟».

إنها الحرب، قد توجع القلب، لكنها تفتح مساراً واسعاً للثأر والانتقام، مما يعني أن «الماستر – سين» العسكري الروسي، إنْ جاز التعبير، قد يُكتب عمّا قريب، سواء بالوسائل التقليدية، أو بما يتجاوزها.

مثير جداً ما تعرضت له روسيا في الأيام الماضية، ذلك أنه بعد حريق المسرح الموسيقي، انهمرت الصواريخ الأوكرانية المتقدمة، لا سيما طرازي «شادو – ستورم»، على رأس الموسكوفيين، عطفاً على الضربات الموجعة التي تلقتها بعض المواقع العسكرية في شبه جزيرة القرم.

لم يعد سراً أن معنويات الشعب الروسي قد تضعف، ما بين إرهاب داخلي وقصفات خارجية، ما يجعل السيد الفائز بأغلبية انتخابية في وضع لا يُحسَد عليه، ولا مفرَّ أمامه من مواجهة الحقيقة.

هل يرسم ملامح الحقبة البوتينية القادمة، فيلسوف بوتين المفضل، ألكسندر دوغين؟

عقب انفجارات «كروكوس سيتي هول»، غرّد دوغين بالقول: «يجب أن نواجه الحقيقة، نحن على مسافة قريبة من نهاية العالم، ربما لا يزال من الممكن تجنب الأسوأ، ولكنّ الأسوأ أصبح قريباً بالفعل».

النخبة الروسية، التي يمثلها دوغين، باتت تستشعر خيانة غربية، وصلت حد محاولة الغزو العسكري لروسيا، وليس أدل على ذلك من جنود الفرنسيس -كما يقول الجبرتي- على حدود أوكرانيا، أو صواريخ «تاوروس» لضرب جسر القرم.

يطالب دوغين، ويا ويل العالم، حال استمع إليه القيصر ملياً، بتحرير خاركيف وأوديسا، ونيكولاييف وكييف، وزابوريجيا وخيرسون، وديروبيتروفسك، وتشرنيغوف وسومي، دون اللجوء إلى الأسلحة النووية، أو إشعال حرب عالمية واسعة النطاق، إذا كان من الممكن تجنب ذلك... لكن ماذا حال عدم إمكانية ذلك؟

يقول الراوي إن جماعة السيلوفيكي حول بوتين باتت ترجّح فكرة التعبئة العامة: نصف مليون، أو مليون جندي إضافي، وحشد إمكانات روسيا عن بَكْرة أبيها، اقتصادياً وسياسياً، صناعياً وعلمياً، ثقافياً وتعليمياً، أيْ العسكرة الكاملة للدولة والمجتمع، لكتابة السطور الأخيرة في قصة أوكرانيا، ومَن يقف وراءها.

حُكماً لن يقبل الناتو نصراً روسياً مؤزّراً، مما يعني صراع إرادات سيقود لمواجهة ما بعد تقليدية.

بوتين أشاد في وقت سابق من هذا الشهر بترسانة بلاده النووية، وإمكانية نشرها حال تعرضت السيادة الروسية للتهديد.

وفي واشنطن حديث عن استعدادات جرت بالفعل في نهاية 2022 لمواجهة احتمال استخدام بوتين رادعاً نووياً تكتيكياً!

هل حان وقت إعلان حالة «ديفكون»، وابتداء زمن المواجهة النووية العالمية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كروكوس عالم على حافة «ديفكون» كروكوس عالم على حافة «ديفكون»



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon