توقيت القاهرة المحلي 05:34:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأستاذ بدون «مزدوجين»

  مصر اليوم -

الأستاذ بدون «مزدوجين»

بقلم - سمير عطا الله

ارتبط اسم محمد حسنين هيكل بـ«الأهرام» أكثر بكثير من اسميّ مؤسسيها سليم وبشارة تقلا. وارتبط اسمه باسم جمال عبد الناصر أكثر من أي سياسي، أو صحافي قريب منه، ولما غاب عبد الناصر وجرّد من «الأهرام»، قال الناس إن هيكل انتهى في الصحافة وفي السياسة.


لكن هيكل أو «الأستاذ»، كان قد استعد للحدثين باختراع هيكل جديد. هيكل يغرف من ذكرياته مع عبد الناصر، ويحولها إلى حكايات تسهر عليها الأمة، كما تسهر على ترديدات أم كلثوم. والأرجح أنه كان في داخله قد قسم مصر إلى قسمين: قسم يطرب لما يسمع، وقسم يطرب لما يقرأ.

لم يكن يملك صحيفة، أو داراً، أو منصباً، لكنه أتقن إتقاناً هائلاً فن البقاء في الضوء حتى اللحظة الأخيرة. تشرشل، كان يقول المهم أن تعرف البقاء في الضوء. ليس مهماً كيف، وهيكل قرأ دون شك، الكثير في تلك المدرسة: هو، كصحافي، مراسلاً أو كاتباً، الأعلى أجراً. وهو صاحب السيجار الكوبي الضخم في مهنة المعاشات المتواضعة. وهو الأكثر أناقة في صحافة تُكتب عن هندامها المسرحيات المضحكة: مخصوم منك يومين!

كان حليفاً تاماً وعدواً كاملاً. لم يكن في حاجة إطلاقاً لأن ينتظر وفاة الرئيس حسني مبارك كي يثأر منه في كتاب لم يلق أي اهتمام. لكن الناس تفهمت القنابل اليدوية التي رشق بها أنور السادات، فالأخير أبعده. ثم حشره في السجن مثلما حشر مئات السياسيين والصحافيين. وكثير من أكابرهم ظلوا في السجن حتى لحظة اغتيال السادات على منصة 6 أكتوبر، فأعلن مبارك العفو عنهم.

تحل مئوية هيكل وقد تغيرت صناعة الصحافة. ولم يعد البقاء في الضوء سباقاً مع الذات ومع الآخرين. ولا عادت الأسماء ثريات تقتصر على مصر: محمد التابعي، والعقاد، ومصطفى وعلي أمين، والشناويين، والأباظيين، ومواكب مواكب.

كان الأستاذ هيكل ظاهرة صحافية أكثر منه مدرسة. وفي تلك المدرسة، كان هو أنجب تلامذتها: حدِّ بلا حدود، وعمل بلا نهاية، وثقافة ذاتية تحول الأزمنة إلى كبسولات يفرغها ساعة يشاء. اختلفنا معه على أشياء كثيرة، ولكن دون أن ننسى دوماً، أنه الأستاذ بدون مزدوجين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأستاذ بدون «مزدوجين» الأستاذ بدون «مزدوجين»



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt