توقيت القاهرة المحلي 05:25:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صاحب الزاوية

  مصر اليوم -

صاحب الزاوية

بقلم:سمير عطا الله

بعد ثلاثين عاماً من «شيء ما» كل يوم، أبلغ الدكتور حسن مدن قراء زاويته في «الخليج» أن شيئاً من التقدم في السن، وشيئاً من تبدلات الصحة، يحملانه على التخلي عن الطقس اليومي والاكتفاء بمقال أسبوعي. سوف أفتقد «شيء ما»، وشفافية صاحبه وتواضعه وغناه الثقافي، ستة أيام في الأسبوع. من مظالم الصحافة أن الكاتب عندما يبدأ العمل فيها يكون ذلك مثل أي عمل يومي رتيب، وحين يقرر أن يغيّر في طقوسه وطقوسنا، يصير هو الحدث.

على مدى ثلاثين عاماً، بنى حسن مدن لنفسه شرفة مشرقة وسمعة جميلة. وفي هذه الحقبة أيضاً حققت صحافة الخليج تقدماً مهنياً بيّناً. وبرزت مجموعة من الكتّاب والاحترافيين النقاء. وعلى نحو ما، انتقل الازدهار الصحافي من المشرق إلى الجزيرة. وعكست الصحافة تلقائياً التقدم الذي حدث في بلدانها.

غير أنه لهذا السبب نفسه أنتجت الصحافة المكتوبة، صحافة كتّاب وزوايا وأعمدة، من دون صحافة صحافيين، وتحقيقات كبرى، وأبحاث مهمة، وهي مجالات ظل يشغلها إلى حد بعيد «الوافدون» العرب.

غير أن نتيجة هذا المزيج كانت صناعة صحافية من الدرجة الأولى. وغلب على الكتاب الاهتمام بالقضايا المحلية، تاركين القضايا الأخرى للصحافيين العرب. وكان الدكتور حسن مدن من البارزين الذين جمعوا بين الاثنين في براعة واجتهاد وخلقية مشهودة. ويستدل من قراءته وكتاباته مدى الإحاطة بالنمو الثقافي في العالم العربي مشرقاً ومغرباً.

مرت فترة اعتقد البعض أن الصحافة الناجحة هي التي تشتم وتهاجم وتتعدى على كرامات الآخرين. وقد زالت هذه الموجة من تلقاء نفسها. وحسن مدن في طليعة الذين أثبتوا أنه في إمكان الكاتب أن يكون مجلياً، وأن يكتب يومياً، طوال ثلاثين عاماً من دون أن يستخدم كلمة جارحة واحدة.

هناك أشياء كثيرة أشعر بندم عليها. يلازمني، ولا أستطيع أن أغفره لنفسي. أسوأ أنواعه، عندما دخلت في مهاترات سخيفة حول قضايا تافهة تسيء إلى سمعة الإنسان مدى العمر. وربما ما بعده. والآن أتساءل في ضيق، أين هم هؤلاء السادة، وأين مكانهم في هذه المهنة، بل هذه الحياة، وما هي أهمية الخلافات التي تنازعنا عليها؟

لات ساعة مندم. وأقة وقاية خير من قنطار (طن) علاج. قرأت مذكرات الكاتب الفرنسي أندري موروا، الذي اشتهر بكتابة سِيَر المشاهير. في هذه المذكرات عن عظماء التاريخ، يتوقف موروا مرة بعد أخرى، عند الذين هاجموه، أو افتروا عليه. كم يبدو هذا العملاق صغيراً في مثل هذه المواقف. تحية إلى الدكتور مدن، كاتباً ونموذجاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صاحب الزاوية صاحب الزاوية



GMT 00:03 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

عن الإقليم ومخاطر الانفلات

GMT 20:07 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

غزة والكوكب وهويتنا

GMT 20:05 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

طه حسين والتعليم (4)

GMT 20:02 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

التعامل بشرف مع الشرفاء فقط

GMT 19:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟

GMT 11:54 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

صلاح طاهر .. تاريخ من الفن الجميل

GMT 11:51 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

تاريخ التهجير

GMT 08:17 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

الخارج على النظام

GMT 00:03 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور
  مصر اليوم - قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 17:42 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل مباراة باريس سان جيرمان وباشاك شهير بسبب عنصرية الحكم

GMT 23:01 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

لايبزيج يسجل هدفين ضد مانشستر يونايتد في أول 13 دقيقة

GMT 19:24 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني رمزي يغازل جوهرة في الجونة

GMT 21:15 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصمم فستان ياسمين صبري في الجونة يكشف عن سعره الحقيقي

GMT 07:12 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الخضراوات في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:17 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

لفائف اللحم بالفطر

GMT 23:20 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أداء متباين لمؤشرات البورصة المصرية عند الإغلاق

GMT 20:21 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

كريستيانو رونالدو يظهر بقَصّة شَعر غريبة وجديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon