توقيت القاهرة المحلي 09:55:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا 99 ولا 100

  مصر اليوم -

لا 99 ولا 100

بقلم :سمير عطا الله

اعتدنا على أن معظم نتائج الانتخابات في العالم العربي معروفة سلفاً ومعدة بمهارة مثل صناديق التفاح، أو التمر. ولذلك، صارت الشعوب تنتظر إعلان النتائج لكي تعرف لمن اقترعت وبأي درجة من الاندفاع والحماس.
أصبح الاقتراع، أو نتائجه، جزءاً من ممارسة الاستبداد وتأكيده، وإبلاغ المواطن أن الانتخاب وسيلة شكلية لمسألة جوهرية، هي السلطة المطلقة. ومع العادة نشأ توافق ضمني بين صاحب القرار وصاحب الاختيار: الديمقراطية عندنا أن الاختيار ترف وهرطقة وخيانة للقضية. ولك أنت معرفة ما هي. لا تتعبنا ولا تتعب نفسك.
في حكم صدام حسين بلغت ثقافة الـ99.99 في المائة ذروتها، بأن أصبح الفوز بنسبة مائة في المائة. وليس مهماً أبداً أن يبدو ذلك إهانة للشعب العراقي. وقبله كان الفريق عبد الكريم قاسم قد أعلن نفسه «الزعيم الأوحد». وفي ليبيا أبلغ الأخ القائد شعبه أن راتبه 500 دولار، ولا حاجة للانتخابات لأن «كل من تحزَّب خان». لا أقل من مية على مية.
الحدث الأكبر والأهم في العراق في هذه الانتخابات كان الأرقام. الدولة هي التي تعلن أن المشاركة في الاقتراع خفيفة. ولا ترتفع في الساحات صور زعيم أوحد، ولا تماثيل زعيم وحيد، ولا يُكتب على الصحف الورقية ممنوع رميها لأن فيها كلاماً للسيد الرئيس. الناطق الرسمي يقدم تفاصيل العملية الانتخابية بتواضع لا يصدق. والاستنكاف عن المشاركة رأي وليس خيانة.
ذلك هو الخبر من العراق: بدء المصالحة العميقة بين الناس وتعويدها على أن في إمكانها التعبير عن موقفها من دون متفجرات وحروب وسجون سحيقة. الخبر هو تذكير العراقيين بما عرفوه من أزمنة الحضارة والثقافة والروافد. وما حدث يشبه إلى حد بعيد شخصية وأسلوب ونوايا الرجل الجديد في سياسات العراق. قد يكون مشهداً معداً أن يرى العراقيون مصطفى الكاظمي يقود سيارته بنفسه، لكن هذه رسالة إلى العراقيين، أولاً وأخيراً: تعالوا معاً إلى عراق آمن وحر وجميل. تعالوا معاً نُخرج بلاد الثروات والتاريخ والتعدد والحضارات من أسر العجرفة والغطرسة والطريق المفتوح إلى الصراعات والخراب والفقر.
إذا لم يدعم العراقيون تجربة مصطفى الكاظمي سوف تبقى هذه المحاولة مجرد حركة يتيمة في سلسلة الآمال العراقية. للمرة الأولى في زمن طويل يشاهد العراقيون مسؤولاً سياسياً بشراً مثلهم. لا هو زعيم أوحد، ولا هو رئيس يطلق النار في الهواء محاطاً بولديه من شرفة الحكم. كثيرون في العرب يتمنون للكاظمي استعادة العراق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا 99 ولا 100 لا 99 ولا 100



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon