توقيت القاهرة المحلي 11:59:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

و... ضفتاه

  مصر اليوم -

و ضفتاه

بقلم:سمير عطا الله

روى الزميل رئيس التحرير في مقاله، الاثنين، سلسلة من الاغتيالات السياسية التي وقعت في لبنان طوال نصف قرن، وصدف أن كان هو في محيطها، أو في دائرتها. ويصل السرد الدرامي إلى ذروته عندما يقول إن كبير الحرس في فرقة الرئيس رفيق الحريري، اللواء وسام الحسن، قُتل في أثناء مكالمة هاتفية معه.

الأحداث الواردة في المقال تكفي، وحدها، لإعلان لبنان عاصمة الاغتيالات في العالم: سياسيون من طبقة كمال جنبلاط، رؤساء عالمون مثل رينيه معوض، زعماء بحجم عالمي مثل رفيق الحريري، أبرياء مثل خال غسان شربل صدف وجودهم في المكان الخطأ، صحافي في شهرة سليم اللوزي.

قبل فترة أشرت إلى هذه الظاهرة المريعة بالنسبة لبلد صغير، أو كبير، لأقول إن القاسم المشترك في تلك الاغتيالات هو أن الجزء الأكبر منها، ليس لبنانياً. ساحة الجريمة لبنانية، والمنفذ غالباً لبناني، أو الضحية، لكن الآمر غير لبناني، ولا الدافع.

لا يعني هذا أنَّ اللبنانيين أبرياء وملائكة، ولم يكونوا شركاء في مسرح الجريمة على نحو أو آخر. يكفي أسوأ الأدوار، الصمت أو التغاضي. يكفي الجبن أو الخساسة في التمنع عن إصدار تقرير في مقتل رينيه معوض، أو شاب في عمر بيار الجميل، أو نقي مثل محمد شطح. ثمة مسؤولية لبنانية ما في كل جريمة.

لكن صاحب القرار الأول كان مجموعة من العوامل والعناصر التي استباحت لبنان، وجعلته يبدو مسرحاً حصرياً للجريمة السياسية، والحزبية، والدولية، ناهيك بالإسرائيلية.

يبدو مقال الزميل رئيس التحرير مثل بيان صادر عن قاضي التحقيق. أسماء وتواريخ وضحايا أحضرهم أعلى رجل أمن في البلاد. أولاً فُجّر رئيسه ثم فجّروه، ثم أقيمت الجنازات. القاسم المشترك الآخر، لا معتقلين، لا متهمين، لا شهود. تبدأ المسألة في القتل، وتنتهي مع انتهاء الجنازة. تقدم التعازي كما لو في مهرجان، ويعود المشاركون إلى بيوتهم سالمين غانمين.

عندما تنظر إلى هذه المآسي إفرادياً، تشعر أنَّ البلد الهزيل درّبك على التحمل، لكن عندما تقرأها مجموعةً في نص درامي مثل نصوص غسان شربل، تتساءل: عن أي ضفاف يتحدث؟ بلد بلا أسوار، ولا حدود، وضفتاه لا تلتقيان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

و ضفتاه و ضفتاه



GMT 08:52 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 08:49 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 08:47 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 08:45 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

قراءة في لحظة جنوب اليمن

GMT 08:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إصرار الحزب والتربص الصهيوني

GMT 08:40 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صناعة النفط السورية... فرص كبيرة

GMT 08:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 08:34 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

عام آخر جديد 2026

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 09:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان
  مصر اليوم - ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان

GMT 11:24 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الأرض تستعد لأطول كسوف شمسي خلال القرن في أغسطس 2027
  مصر اليوم - الأرض تستعد لأطول كسوف شمسي خلال القرن في أغسطس 2027

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt