توقيت القاهرة المحلي 11:50:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خافته الجيوش وأخافه البرد

  مصر اليوم -

خافته الجيوش وأخافه البرد

بقلم :سمير عطا الله

كانت جيوش العالم ترتعد من نابليون، وكان هو يرتعد من البرد. وكان البرد يحرمه من أحب الأشياء إليه: المشي في الغابات والبراري وحدائق القصور، واضعاً يديه خلف ظهره. وقد اشتهرت له صورتان: واحدة ويداه خلف ظهره، والأخرى ويده اليمنى في صدريته. والسبب واحد: البرد.
وكان ما إن تنكسر حدّة البرد حتى ينصرف إلى نزهاته التأمليّة الطويلة، فرزنامته السنوية تتبرمج وفق المواسم، لكي يستفيد من الهواء الطلق ويحتمي من الصقيع الذي يكرهه. والبرد هو الذي يجبره على البقاء في حديقة «التويلري» المدفأة بإفراطٍ ابتداءً من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، منتظراً بفارغ الصبر أوائل شهر مارس (آذار) وظهور أول الأوراق على الشجر ليترك تلك الحديقة التي لا يعود قادراً على التجوّل فيها من دون أن يزعجه أحد، ليمضي معظم وقته في المقرّات القروية، حيث يمشي ساعات طويلة مع زوجته، أو من دونها، في ممرات الحدائق والغابات الخضراء.
وما إن تبدأ ملامح الربيع الأولى حتى يخرج إلى الهواء الطلق، وفي إحدى النزهات في حديقة مالميزون، قال لرفاقه: «حين أكون خارجاً في الهواء الطلق، أشعر أن أفكاري تتخذ اتجاهاً أعلى وأوسع. لا أفهم كيف بإمكان بعض الناس القيام بأعمالهم بنجاح قرب المدفأة، محرومين من التواصل مع السماء».
وحين يكون الطقس جميلاً، يتمتع بوجباته في الخارج، فيتناول العشاء في حدائق مقرّاته. وكان يذهب لممارسة الصيد أسبوعياً في أثناء خلواته، لكنه يمارس هذه الرياضة من دون أن تستهويه بالفعل. وبدأ يذهب في رحلات الصيد حين تسلم الحكم بسبب طابع هذه الهواية الأرستقراطي، وأيضاً بسبب حاجته إلى الحركة وحبّه لركوب الخيل. ولم يهتم الإمبراطور بالطرائد، بل يترك لضيوفه مهمة صيدها. وغالباً ما يميل إلى نسيان هدف رحلته من الأصل. فتحمله تخيلاته ويروح يمتطي حصانه ساهياً حالماً بين هضاب الغابة. من دون أن يخلو الأمر من بعض السقطات التي تكاد تودي بحياته. ولعل أبرز رحلات الصيد التي خاضها رحلة لاحق فيها غزالاً في غابة رامبويي لأربع عشرة ساعة متواصلة، القريبة من باريس. وكذلك كان الإمبراطور يطارد النساء. ولم يكن كثير الحظ في ذلك أيضاً. وأشهر نزوة نساء كانت قصته مع الإمبراطورة جوزفين. «النساء أذلّ من الهزيمة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خافته الجيوش وأخافه البرد خافته الجيوش وأخافه البرد



GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 01:57 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللاجئون في مصر... تراث تاريخي وتذمر شعبي

GMT 01:54 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 01:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أميركا النازعين وأميركا النازحين

GMT 01:48 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

عن سجننا بين إدوارد سعيد ونتنياهو

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً

GMT 21:47 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

باسم مرسى يشعل السوشيال ميديا بصورة مع زوجته وابنته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon