توقيت القاهرة المحلي 23:26:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زهرة مدنية

  مصر اليوم -

زهرة مدنية

بقلم:سمير عطا الله

يبدو لي مما يُكتب في صحفنا عن «الدولة المدنية» أن رؤيتنا لها غير واضحة. فالبعض يعتقد مثلاً أن على الرئيس أن يكون مدنياً، مع أن فرنسا أقامت ذروة الحياة المدنية في ظل العسكريين نابوليون وديغول.

ويمضي ملوك بريطانيا شبابهم في الحياة الجندية. وقد يكون أسوأ الديكتاتوريين مدنياً، لم يعتمر قبعة عسكرية في حياته.

صدام حسين لم يكن عسكرياً. لكن كثيرين من الزعماء العرب جاءوا من الثكنات، أو من الكليات الحربية، ومن مجتمعات شبه عسكرية.

الدولة المدنية يقيمها المجتمع المدني، والفكر المدني، والتقاليد المدنية.

أروي دائماً أن أول درس تلقيته في المحافظة على نظافة المدن كان من ابنة خمس أو ست سنوات. كنت أتمشى في إحدى حدائق بروكسل العامة وآكل لوحاً من الشوكولا. ولما انتهيت منه رميته حيث أنا. وإذا بتلك الطفلة تترك والديها، وتعدو نحوي، وتلتقط الورقة المرمية على الأرض، وتمسكني من يدي، وتقودني إلى ركن القمامة، وتشرح لي أن هذا هو مكانها.

المقصود بالمجتمع المدني ليس أنه غير عسكري، أو غير ديني، بل أنه ليس متخلفاً. وعلامات التخلف مثل علامات التقدم، لا عدّ لها! ليس البذلة الجديدة، بل البذلة اللائقة والشارع النظيف. والبيت النظيف، والمدينة النظيفة، كما كانت بيروت قبل وصول الفايكنغ.

أكتب هذا الكلام بعدما قرأت لزميل عن نقاد مستنقعاتنا السياسية والاجتماعية، فصلاً آخر من حملته الأزلية ضد معالم التقصير والتخلف والتردي في حياتنا. أحببت أن ألفت نظره إلى أن أفضل مدرسة نرسل إليها مسؤولينا الكبار، وطلابنا الصغار، هي «الحديقة الملكية» في بروكسل، حيث تتولى زهرات الطفولة تلقين أصول الحياة المدنية.

وما أسهلها، وأبسطها، وأعدلها، وخصوصاً، ما أنظفها!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زهرة مدنية زهرة مدنية



GMT 13:46 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

رؤى التنمية وأسئلة النهوض

GMT 13:26 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

الهرم المقلوب.. فى الكرة المصرية

GMT 13:25 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان!

GMT 09:55 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

رصاص الحكومة

GMT 09:53 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

لبنان التاريخي والحاضر بين قوسين!

GMT 09:51 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

السوداني وشعار: العراق أولاً

GMT 09:49 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

ماذا حدث في عام 1950؟

GMT 09:48 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

سوريا في محنة جديدة مفتوحة الأمد

درّة زروق بإطلالات كاجوال مثالية في صيف 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 16:49 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

الفنان محمد صلاح يعلن إصابته بفيروس كورونا

GMT 11:13 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

مفاجأة جديدة في قضية جوني ديب وآمبر هيرد

GMT 14:50 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

ولادة 3 توائم مُصابين بفيروس "كورونا" في المكسيك

GMT 14:44 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

رامي جمال يحذر جمهوره من ذروة كورونا

GMT 19:51 2020 الإثنين ,11 أيار / مايو

مواطن سعودي يروي قصة إنقاذه من صحراء السليل

GMT 23:51 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على انخفاض

GMT 01:37 2020 الأحد ,23 شباط / فبراير

"الأرصاد" تحذر من موجة باردة على مدار 72 ساعة

GMT 11:38 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

نجلاء بدر تكشف سر نجاحها في شخصية "نجوى" في "شبر ميّة"

GMT 00:06 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار متفرقة على منطقة جازان في السعودية

GMT 15:03 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

"It: Chapter Two" يستعد لصدارة شباك التذاكر الأمريكي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon