توقيت القاهرة المحلي 23:55:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضائل وفضائح

  مصر اليوم -

فضائل وفضائح

بقلم:سمير عطا الله

يعيش الصحافي عمره كاتباً عن أحوال الأمم وقضايا الشعوب. كثيرون من أهل هذه المهنة أحب بعض البلدان، مثلما أحب المطربات أو الممثلات، عن بعد. أي حباً عذرياً، كما يعرّفون به.
وعذرة أيضاً بلد في اليمن، ولقد أحببت بلداناً عرفتها حباً جماً مثل آيرلندا، وكينيا، وكندا (خارج الثلج).
وهناك بلدان أحببتها وظلت بعيدة بعد عذرة في اليمن. أولها وأغواها الأرجنتين. أحببتها من خلال موسيقاها. ومن خلال الأقارب الذين كانوا يعودون إلينا بعواطفهم الجميلة ولكناتهم الغنائية. ومن خلال المرأة الأسطورية، إيفيتا بيرون، التي لا يمر وقت إلا وأعود في شغف إلى قصتها مع شعب لا يزال هائماً بها حتى الآن.
تذكّرتها وتذكرت هذا الشعب العاشق والدولة الفاشلة والأرض الواقعة على حافة الأرض، عندما شاهدنا خمسة ملايين إنسان يسيرون في بوينس أيرس احتفاءً ببطل المستديرة الأخرى، كرة القدم. لا تلد الأرجنتين إلا الأساطير. إيفيتا وميسي وغيفارا والشاعر الكفيف خورخي لويس بورخيس. لكن إلى أين عاد الملايين الخمسة من التظاهرة؟ إلى واقع مؤلم لا يتغير: اقتصاد نازل، وسياسات عليلة، وأوضاع اجتماعية سيئة، وبطالة وفقر. والغناء لا يسد من أود، ولا يرد من بطالة.
بالنسبة إليّ، كانت الصورة الإنسانية العظمى في دورة قطر، مشهد خمسة ملايين إنسان يرون في لاعب كرة ساحر بطلهم الوطني. أما في السياسة فإن نائبة الرئيس كريستينا كيرشنر، وهي أيضاً رئيسة سابقة وزوجة رئيس وعضو في مجلس الشيوخ، في هذا الوقت، تُحكم بالسجن ست سنوات، بآخر تهمة من تهم الفساد. لائحة بلا نهاية.
الغريب في فضائح الأرجنتين أنها دائماً على مستوى الرؤساء. كارلوس منعم أوصلته كرة القدم إلى الرئاسة، لكنه غرق في بحيرات الفساد هو والعائلة وزوجته الأولى التي كانت حسناء من حسناوات سوريا، وطن والديه.
أحياناً لا تكون آلام الأرجنتين مالية فقط، بل تمتلئ بلاد الورد والزنبق بالدم والموت، كما حدث إبان حكم العسكريين. فيما غادر الطبيب تشي غيفارا إلى كوبا وأميركا اللاتينية ليدعم حركة الفقراء، كانت بلاده تنوء تحت فساد العسكر والأغنياء. السيدة كيرشنر أسوأ النماذج.
أحياناً أشعر بالراحة لأنني لم أصل إلى الأرجنتين في سفر التيه الطويل. واكتفيت منها بالأقارب الذين تعرفت إليهم: تشيتشو وتشيتشا وغابرييلا وفرناندو، أو يوسف وداود ولطيفة وألماظة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضائل وفضائح فضائل وفضائح



GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon