توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رعب الهواتف

  مصر اليوم -

رعب الهواتف

بقلم:سمير عطا الله

كان الجنرال شارل ديغول يمتعض من أشياء كثيرة، أشهرها قصر الإليزيه واستخدام الهاتف. وعندما انتخب رئيساً عام 1958 أراد السكن في قصر قرب غابة فانسين، لكن القصر كان يخضع للتصليحات وغير جاهز، فاضطر إلى السكن في الإليزيه (قصر عسراوي)، الذي لم تكن تطيقه أيضاً زوجته، التي ناداها الفرنسيون «العمة إيفون»، بسبب حياة البساطة التي لم تتخلَّ عنها.

بدل أن يسكن في الدور الأرضي من الإليزيه مثل أسلافه، اختار الدور الأول حيث حركة الموظفين أقل. وعندما تفقد المكان، لاحظ أن الشقة أكثر انشراحاً أيضاً. فوقف في النافذة المطلة على الحديقة ونادى زوجته فرحاً «إيفون، سوف يكون جيراننا البجع والكنارات».

أما كره الهواتف فإن له قصته. كان لا يزال عقيداً آمراً لسلاح الدبابات عندما استدعاه رئيس الوزراء «بلوم» لكي يشرح له ميزات الدبابة الجديدة. وما إن وضع تصميم الدبابة أمامه وبدأ يشرح حتى رنَّ الهاتف. وصار يرن كل خمس دقائق، ورئيس الوزراء يرد على المتصل، ثم يغلق السماعة ويعود إلى ديغول سائلاً: أين كنا؟

عندما أصبح ديغول رئيساً للجمهورية كان بين أوائل القرارات التي اتخذها: يمنع على أي كان الاتصال هاتفياً برئيس الدولة في أي حال من الأحوال، ويسمح بذلك لرئيس الوزراء فقط في الحالات الطارئة. وكان على مكتبه هاتفان، لم يُسمع لهما صوت طوال السنوات العشر، التي قضاها في الإليزيه.

«العمة إيفون» كانت أكثر امتعاضاً من الهاتف. وفي منزلهما الريفي وضعته تحت درج المدخل كي لا يراه. وكانت هي تستخدمه فقط لدعوة أصدقاء القرية، وللتحدث إلى البقالين عندما تطلب أغراضاً للمطبخ. وما عدا ذلك فقد كانت تردد أمام الجميع «إن الهاتف لم يُصنع لكي نروي له قصة حياتنا».

عاش أشهر رجل في فرنسا حياة غاية في البساطة والتقشف. وكما كره فخامات الإليزيه، فإن العمة إيفون أرادت له ألا يخوض معركة الرئاسة بعد الولاية الأولى. كلاهما رأى أن السعادة الحقيقية هي الحياة مع الأحفاد بعيداً عن مناورات باريس والمؤامرات والهرطقات الصغيرة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رعب الهواتف رعب الهواتف



GMT 20:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 20:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 20:49 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 20:45 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt