توقيت القاهرة المحلي 01:22:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لمن تُعطى الجوائز

  مصر اليوم -

لمن تُعطى الجوائز

بقلم :سمير عطا الله

بعد مطالعة سوسن الأبطح عن منح نوبل الآداب للتانزاني عبد الرزاق غورنة أول من أمس الجمعة 8 أكتوبر (تشرين الأول) يقتضي احترام النفس عدم الكتابة في الموضوع. لكنها مجرد ملاحظات إضافية، ليس عن الفائز الذي لا هي ولا نحن ولا أحد خارج لجنة الجائزة، يعرف عنه شيئاً، ولكن عن هذا الحدث السنوي الفاصل في عالم الآداب، حيث يعطى كاتب مجهول الشهرة والمال والمرتبة. أحياناً تدوم به هذه المغريات الثلاثة، وتمنحه العالمية والتقدير الطويل، وأحياناً سرعان ما يمحو الليل كلام النهار، ويذوب الاسم وصاحبه وأعماله في أرشيف اللجنة السويدية المانحة.
وأيام الحرب الباردة، كانت نوبل جزءاً من الصراع المتعدد العناصر والوجوه. وقد منحت الجائزة في ضجيج هائل إلى اثنين من كبار المنشقين الروس، بوريس باسترناك وألكسندر سولجنتسين، اللذين اتهمتهما موسكو بالعمالة. وعندما منحت الجائزة إلى الروسي الآخر ميخائيل شولوخوف لروايته «هادئاً ينساب الدون» قال النقاد في الغرب إنه لا يستحقها، لكن اللجنة تريد أن تعطي نفسها صورة الموضوعية والحياد، باعتبار شولوخوف مؤيداً للدوغما السوفياتية.
ليس من السهل العثور كل عام على مستحق. وأهم عنصر في الاستحقاق أن يكون نتاج المكرّم قابلاً للحياة. إلى الآن لا تزال رواية ألبير كامو «الطاعون»، وأعماله الأخرى مثل «الغريب» و«المتمرد» و«سيزيف»، عنواناً حاضراً في آداب العالم. وبعد انتشار «كورونا» أعيد طبع ملايين النسخ من «الطاعون»، واستعادها النقاد في معظم لغات العالم. وأدى فوز نجيب محفوظ إلى الاهتمام بالآداب العربية الحديثة، واتساع حركة الترجمة. ولكن محفوظ حُسِب من بعد على «الحصة الأفريقية» كما كان بطرس غالي محسوباً في الأمانة العامة على القارة الأفريقية أيضاً، بصرف النظر عن لون البشرة. ونُسب إلى أفريقيا أيضاً أدباء بيض من جنوب أفريقيا.
لا يتوافق خيار اللجنة المقررة دائماً مع الذائقة العامة. ولا هي تؤخذ برأي المطالبين الملحين مثل الراحل يوسف إدريس، الذي كان يعتبر نفسه أكثر استحقاقاً من الرجل الذي حظي بإجماع عالمي نادر يوم فاز. وفي اعتقادي أن إدريس لولا غيابه ربما كان وصل إلى الجائزة التي كانت هاجس حياته على نحو مثير للتندر.
ليست أقل جدلاً «نوبل للسلام» فقد أعطيت سلفاً مرتين: الأولى للرئيس السابق أوباما، الذي كثرت في عهده النزاعات، كما أعطيت سلفاً لرئيس وزراء إثيوبيا، أبي أحمد. لم تهدأ حروبه حتى الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن تُعطى الجوائز لمن تُعطى الجوائز



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon